تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رحل]:

صفحة 273 - الجزء 14

  وبَيْتُ أَبي الرِّجَالِ له شُهْرَةٌ باليَمَنِ.

  ورَاجِيلُ: اسمُ أُمِّ سَيِّدنا يوسفَ # هكذا ضَبَطَه الشَّامي في سِيْرَتِه، وذَكَرَه المصنِّفُ في التي بعْدَها وسَيَأْتي الكَلامُ عليه.

  والرَّجيلُ بنُ مُعَاوِية الجعفيُّ من أَتْباعِ التابِعِين، رَوَى عن أَبي إسْحق السُّبَيْعِيّ.

  [رحل]: الرَّحْلُ: مَرْكَبٌ للبعيرِ والناقَةِ وهو أَصْغَر من القَتَبِ، وهو من مَرَاكبِ الرِّجالِ دُوْنَ النَّساءِ.

  ونَقَلَ شَمِرٌ عن أَبي عُبَيْدَةَ: الرَّحْل بجَمِيع رَبَضه وحَقَبه وحِلْسه وجَمِيع أَغْرُضِه، قالَ: ويقُولُون أَيْضاً لأَعْوادِ الرَّحْلِ بغيرِ أَدَاةٍ رَحْلٌ وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ رَحْلي وأَدَاةَ رَحْلي ... على حَزَابٍ كأَتَان الضَّحْلِ⁣(⁣١)

  كالرَّاحُولِ كما في العُبَابِ واللِّسَانِ ج أَرْحُلٌ بضمِ الحاءِ في القَليلِ، وفي الكَثيرِ، رِحالٌ بالكسرِ، قالَ ابنُ حِلِّزة:

  طَرَقَ الخَيَالُ ولا كلَيْلَةَ مُدْلِجِ ... سَدِكاً بأَرْحُلِنَا ولم يَتَعرَّجِ⁣(⁣٢)

  وقالَ الذُّبْيانيُّ:

  أَفِدَ التَّرَحّلُ غير أَنّ ركابنا ... لمّا نَزَلْ بِرحالِنا وكأَنْ قَدِ⁣(⁣٣)

  والرَّحْلُ أَيْضاً: مَسْكَنُكَ وبَيْتُك ومَنْزلُكَ، يقالُ: دَخَلْت على الرَّجُلِ رَحْلَه أَي مَنْزلَه، والجَمْعُ أَرْحُلٌ.

  وفي حدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: «قال: يا رسولُ الله، حَوَلَّت رَحْلِي البَارِحَة»، كَنَّى برَحْلِه عن زَوْجتِه، أَرَادَ غِشْيانَها في قُبُلِها من جِهَةِ ظَهْرِها كَنّى عنه بتَحْويلِ رَحْلِه، إِمَّا أَنْ يُريدَ به المَنْزلَ المَأْوَى⁣(⁣٤)، وإِمَّا أَنْ يُريدَ به الرَّحْلَ الذي يُرْكَب عليه للإِبِلِ وهو الكُورُ.

  ويُطْلق الرَّحْلُ أَيْضاً على ما تَسْتَصْحِبُه من الأَثَاثِ والمتَاعِ، وقد أَنْكَرَ الحَرِيريّ ذلِكَ في درَّةِ الغواص. وفي شَرْحِ الشفاءِ: الرَّحْلُ، متَاعُكَ الذي تَأْوِي إِليه.

  وفي المفْرَداتِ للرَّاغِبِ: الرَّحْلُ ما يُوْضَعُ على البَعيرِ للرّكوبِ، ثم يُعَبَّرُ به تارَةً عن البَعيرِ وتارَةً عمَّا جلس عليه من المَنْزلِ والجَمْعُ رِحَالٌ، قالَ اللهُ تعالَى: {اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ}⁣(⁣٥)، انْتَهَى.

  وفي الحدِيثِ: إِذا ابْتَلَّت النِّعال فصَلّوا في الرِّحالِ⁣(⁣٦) أَي صَلُّوا رُكْباناً. وقالَ ابنُ الأَثيرِ: يعْنِي الدُّوْر والمَسَاكِن والمَنَازِل، والنِّعالُ⁣(⁣٧) هُنا: الحِرَارُ.

  والرِّحالَةُ: ككِتابَةٍ السَّرْجُ، قالَ عَنْتَرةُ:

  إِذ لا أَزَالُ على رِحَالةِ سابحٍ ... نَهْدٍ تَعَاوَرَه الكماةُ مُكَلَّمِ⁣(⁣٨)

  كما في المُحْكَمِ.

  ونَصّ الأَزْهَرِيّ:

  نَهْدٍ مَرَا كِلُه نَبِيل المَحْزِمِ⁣(⁣٩)

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: الرِّحَالَةُ كالرَّحْلِ من مَرَاكِب النِّسَاءِ، وأَنْكَرَه الأَزْهَرِيُّ، وقالَ: الرَّحْلُ والرِّحَالَةُ من مَرَاكِبِ الرِّجَالِ دُوْنَ النِّساءِ. وقيلَ: الرِّحَالَةُ أَكْبَرُ من السَّرْجِ، تُغَشَّى بالجُلُود تكونُ للخَيْلِ والنَّجائِبِ من الإِبِلِ، والجَمْعُ الرَّحَائِل، ومنه قَوْلُ الطِّرِمَّاح:

  فَتَرُوا النَّجائِبَ عِنْدَ ذا ... لَكَ بالرِّحالِ وبالرَّحائِل⁣(⁣١٠)

  ولم يُسْمَع الرِّحَالَة بمعْنَى السَّرْجِ إِلَّا قَوْل عَنْتَرَة السَّابقِ.

  قلْتُ: وقَدْ أَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعامِرِ بن الطُّفَيْلِ:

  ومُقَطِّعٍ حَلَق الرِّحالةِ سابِحٍ ... بادٍ نواجِذُهُ عن الأَظْرَاب⁣(⁣١١)


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) مفضلية رقم ٦٢ بيت رقم ١ والضبط عنه.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٣٨ برواية: أفد الترجّلُ.

(٤) اللسان: والمأوى.

(٥) يوسف الآية ٦٢.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: فصلوا الخ الذي في اللسان: فالصلاة في الرحال».

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والنعال الخ ليس هذا من كلام ابن الأثير كما يعلم بالوقوف عليه».

(٨) من معلقته، ديوانه ص ٢٥ ط بيروت واللسان والصحاح.

(٩) هذه رواية الأزهري في التهذيب، والذي في المعلقة، هو عجز بيت آخر وصدره:

وحشيتي سرجٌ على عبل الشوى

(١٠) ديوانه ص ١٥٩ واللسان والتهذيب.

(١١) اللسان والصحاح والتكملة وقال الصاغاني: وليس البيت له وإنما هو