تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أدي]:

صفحة 146 - الجزء 19

  قالَ ابنُ بُزْرُج: يقالُ هلْ تآدَيْتُم لذلِكَ الأمْرِ أي تأَهَّبْتم.

  قالَ الأَزْهريُّ: هو مأْخوذٌ مِن الأَداةِ؛ وبه فُسِّر قَوْلُ الأسْود بنِ يعْفُر:

  ما بَعْدَ زَيدٍ في فَتاةٍ فُرِّقوا ... قَتْلاً وسَبياً بَعْدَ حُسْنِ تَآدي⁣(⁣١)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَدَا اللَّبَنُ أُدُواً، كعُلُوِّ: خَثُرَ ليَرُوبَ؛ عن كُراعٍ؛ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.

  وقالَ ابنُ بُزُرْج: أَدَا اللَّبَنُ أُدُوّاً يأْدُو، وهو اللَّبَنُ بينَ اللَّبَنَيْنِ ليسَ بالحامِضِ ولا بالحلْوِ.

  وأَدَوْتُ اللَّبَنَ أَدْواً: مَخَضْتُه.

  وآدَى الرَّجُل، فهو مُؤدٍ: إذا كانَ شاكَ السِّلاحِ؛ وهو مِن الأداةِ.

  وقيلَ: رجُلٌ مُؤدٍ: كامِلُ أداةِ السِّلاحِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  مُؤْدين يَحْمِينَ السَّبيلَ السَّابلا⁣(⁣٢)

  والتآدّي تَفاعَل مِن الإيدَاءِ، وهو القُوَّةُ؛ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الأَسْودِ أَيْضاً.

  وإِداةُ الشيءِ، بالكسْرِ والفتْحِ: آلَتُه.

  وحكَى اللَّحْيانيُّ عن الكِسائي أَنَّ العَرَبَ تقولُ: أَخَذَ هَداتَه، أَي أَداتَه، على البَدَلِ.

  وقد تَآدَى القوْمُ تَآدِياً، أَخَذُوا العدَّةِ التي تُقَوِّيهم على الدَّهْرِ وغيرِهِ.

  والإِداءُ، ككِتابٍ: وِكاءُ السِّقاءِ؛ ومنه الحدِيثُ: «لا تَشْرَبوا إلَّا مِن ذي إِداءٍ.

  وأَدَوْتُ في مَشْيِي آدُو أَدْواً: وهو مَشْيٌ بين المَشْيَيْنِ ليسَ بالسَّريعِ ولا بالبَطِيءِ. والأَدْوَةُ: الخَدْعَةُ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  والأَدَاةُ: اسمُ جَبَلٍ؛ عن ياقوت.

  [أدي]: ي أَدَّاهُ تَأْدِيَةً: أَوْصَلَهُ.

  وفي الصِّحاح: أَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً: قَضاهُ؛ والاسمُ الأَداءُ، كسَحابٍ.

  ويقالُ: هو آدَى للأَمانَةِ من غيرِهِ، بمدِّ الألفِ؛ وفي الصِّحاحِ: منْكَ، وهو أَخْصَرُ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: وقد لَهِجَ العامَّةُ بالخَطَأِ فقالوا: فلانٌ أَدَّى للأَمانَةِ، بتَشْديدِ الدالِ، وهو لَحْنٌ غيرُ جائِزٍ.

  وقالَ الأَزْهرِيُّ: ما عَلِمْتُ أَحداً مِن النّحويِّينِ أَجازَ آدَى، لأنَّ أَفْعَل في بابِ التَّعجُّبِ لا يكونُ إلَّا في الثُّلاثي، ولا يقالُ أَدَى بالتَّخْفيفِ بمعْنَى أَدَّى بالتَّشْديدِ.

  ويقالُ: أَدَّى ما عليه أَداءً وتَأْدِيَةً. وقَوْلُه تعالى: {أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ}⁣(⁣٣)، أَي سَلِّموا إليَّ بَني إسْرائِيل؛ والمَعْنَى أَدُّوا إليَّ ما أَمَرَكم اللهُ به يا عبادَ اللهِ فإنِّي نَذِيرٌ لكُم.

  وأَدَى اللَّبَنُ يَأْدِي أُدِيّاً، كعُتِيِّ: خَثُرَ ليَرُوبَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ: واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.

  وأَدَى الشَّيءُ يَأْدِي: كَثُرَ.

  وأَدَى السِّقاءُ يَأْدى: أَمْكَنَ ليُمْخَضَ، ومَصْدَرُهما أُدِيٌّ كعُتِيِّ.

  وآدَاهُ على فلانٍ، بمدِّ الألفِ: أَعْداهُ. يقالُ: آدَانِي السُّلطانُ عليه: أَي أَعْداني.

  وقالَ أَهلُ الحجازِ: آدَاهُ، على أَفْعَله، أَعانَهُ وقَوَّاهُ عليه. يقالُ: مَنْ يُؤْدِين على فلانٍ، أَي يُعِينَنِي عليه؛ قالَ الطِّرِمَّاح:

  فيُؤْديهِم عَليَّ فَتاءُ سِنِّي ... حَنانَكَ رَبَّنا يا ذا الحَنانِ⁣(⁣٤)


(١) من المفضلية ٤٤ البيت ١٧ وفيها: «قتلا ونفياً» والمثبت كرواية اللسان والتهذيب ١٤/ ٢٣٠.

(٢) اللسان.

(٣) سورة الدخان، الآية ١٨.

(٤) اللسان.