تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أذي]:

صفحة 148 - الجزء 19

  والإِيدَاءُ: التَّقْوِيَةُ.

  وهو آدَى شيءٍ: أَي أَقْواهُ وأَعَدّهُ.

  والأَديُّ: السَّفَرُ؛ قالَ الشاعِرُ:

  وحَرْفٍ لا تَزالُ على أَدِيِّ ... مُسَلَّمَةِ العُرُوقِ من الخُمالِ⁣(⁣١)

  وتآدَى القومُ تآدِياً: تَتَابَعُوا موتاً.

  وغَنَمٌ أَدِيَّةٌ، على فَعِيلةٍ: قَليلَةٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عن الأَصمعيّ؛ وكَذلكَ مِن الإبِل.

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: الأَداءُ⁣(⁣٢) الخَوُّ مِنَ الرَّمْلِ، وهو الواسِعُ منه؛ وجَمْعُه أَيْدِيَةٌ.

  والإدَةُ كعِدَةٍ: زَماعُ الأَمْرِ واجْتِماعُه؛ قالَ الشاعِرُ:

  وباتوا جَميعاً سالِمينَ وأَمْرُهُم ... على إدَةٍ حتى إذا الناسُ أَصْبَحوا⁣(⁣٣)

  ويقالُ: هو حَسَن الأداءِ إذا كانَ حَسَن إخْراج الحُرُوفِ مِن مَخارِجِها.

  وهو بإِدائِهِ: أَي إزَائِهِ، لُغَةٌ طائِيَّةٌ.

  وأَدِّي إليه تَأْدِيَة: اسْتَمِعْ؛ ومنه قوْلُ أَبي المُثَلَّم الهُذَليّ:

  سَبَعْتَ رِجالاً فأَهْلَكْتَهُم ... فأَدِّ إلى بَعْضِهم واقْرِضِ⁣(⁣٤)

  أَرادَ: اسْتَمِع إلى بعْضِ مَنْ سَبَعْت لتَسْمَع منه، كأَنّه قالَ: أَدِّ سَمْعَك إليه.

  وآداهُ مالُه: كَثُرَ عليه فغَلَبَه؛ قالَ الشاعِرُ:

  إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهنْه ... لِجادِبه وإنْ قَرِعَ المُراحُ⁣(⁣٥)

  وآدَى القوْمُ: كَثُرُوا بالمَوْضِع وخصبُوا.

  وأُدَيَّات، كأَنَّه جَمْعُ أُدَيّة مُصَغَّراً: مَوْضِعٌ مِن دِيارِ فزارَةَ ودِيارِ كلْبٍ؛ قالَ الرَّاعِي النّميريُّ:

  إذا بِتُّمُ بينَ الأُدَيَّاتِ لَيْلَةً ... وأخْنَسْتُمُ مِن عالجٍ كلّ أَجْرَعا⁣(⁣٦)

  ومِيداءُ الشيءِ، بِالكسْرِ والمدِّ غايَتُه.

  ودارِي مِيداءُ دارِ فلانٍ: أَي حِذاءُهُ؛ ذَكَرَهما المصنِّفُ والجَوْهرِيُّ اسْتِطراداً في أَتَى، وأَهْمَلاهُما هنا، وهذا محلُّ ذِكْرِهَما، فتأَمَّل.

  [أذي]: ي أَذِيَ به، كبَقِيَ، وقَوْلُه: بالكسْرِ؛ زِيادَةُ تَأْكيدٍ ودَفْع لمَا عسى يَتَوهَّم في بقَى مِن فتْحِ القافِ، أَذًا، هكذا هو بالالِفِ في النسخِ، وهو نصُّ ابنِ بَرِّي، وفي المُحْكَم رَسَمَه بالياءِ*، وفي التَّنْزيلِ: {وَدَعْ أَذاهُمْ}⁣(⁣٧).

  وفي الحدِيثِ: «أَمِيطوا عنه الأَذَى». وكذا: أَدْناها إماطَةُ الأَذَى عن الطَّريقِ؛ وقالَ الشاعِرُ:

  لقدْ أَذُوا بِكَ وَدُّوا لو نُفارِقُهُم ... أَذَى الهَراسةِ بينَ النَّعْلِ والقَدَمِ⁣(⁣٨)

  وقالَ آخَرُ:

  وإذا أَذِيتُ ببَلْدَةٍ فارَقْتُها ... أَو لا أُقِيم بغَيرِ دَارِ مُقام⁣(⁣٩)

  وتأَذَّى؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب:

  تَأَذِّيَ العَوْدِ اشْتكى أَنْ يُرْكَبا


(١) اللسان.

(٢) كذا بالأصل واللسان وكتب مصححه بهامشه: «كذا بالأصل من غير ضبط لأوله، وقوله: وجمعه: أيدية، هكذا في الأصل أيضاً ولعله محرف عن آدية بالمد مثل آنية.

(٣) اللسان.

(٤) شرح أشعار الهذليين ١/ ٣٠٦ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٧١ وانظر تخريجه فيه، ومعجم البلدان.

(*) وكما في النسخة التي بأيديناً.

(٧) سورة الأحزاب، الآية ٤٨.

(٨) اللسان.

(٩) اللسان وفيه: ولا أقيم.