تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كشح]:

صفحة 182 - الجزء 4

  لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ}⁣(⁣١) أَي جعلناهم كُسْحاً يعنِي مُقعَدِين، جمع أَكْسَحَ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ.

  والمُكَاسَحَة: المُشَارَبَة، هكذا في النُسخ غالباً، وفي بعض الأُمهات: المُشَارَّة⁣(⁣٢) الشَّديدَةُ، فليُرَاجَع.

  والكَسِحُ، كالكَتِف: مَنْ تَستَعِينُه ولا يُعِينُك لعَجْزه.

  ويقال: فلانٌ ما أَكسَحَه، أَي ما أَثْقَله. ويقال جَملٌ مَكْسُوحٌ إِذا كان به ظَلْع⁣(⁣٣) شَديدٌ، وقد تقدّم أَنه تَتمّةٌ من قول أَبي سعيد اللُّغويّ.

  والكَسْحُ، بفتح فسكون⁣(⁣٤): العَجْز من دَاءٍ يأْخُذ في الأَوراكِ فتَضعُف له الرِّجْلُ.

  ومُكَسَّحَة، كمعَظَّمة، بالسين والشين، ويُفتحان ويُكسران: ع باليَمَامَةِ، قال الحَفْصيّ: هو نَخْلٌ في جَزْع الوادِي قَريباً من أُشَيّ. قال زِياد بن مُنقَذٍ العَدَويّ:

  يا ليت شِعْرِيَ عن جَنْبَيْ مُكَشَّحةٍ

  وحيثُ يُبْنَى من الحِنَّاءَة الأُطُمُ⁣(⁣٥)

  عن الأَشاءَة هل زَالتْ مَخارِمُها

  وهل تغيَّرَ من آرامِها إِرَمُ

  كذا في معجم ياقوت.

  [كشح]: الكَشْحُ: ما بين الخاصرَة إِلى الضِّلَعِ الخَلْفِ، وهو من لدُنِ السُّرّة إِلى المَتْن، قال طرَفة:

  وآليتُ لا يَنفَكُّ كَشْحِي بِطَانَةً

  لعَضْبٍ رَقِيقِ الشّفرتين مُهنَّدِ

  قال الأَزهريّ: هما كَشْحَانِ، وهو مَوْقِع السَّيفِ من المُتقلَّد، وفي حديث سعْد: «إِنَّ أَميرَكم هذا الأَهضَمُ الكَشْحَيْن»، أَي دَقيقُ الخَصْرَين.

  قال ابن سيده: وقيل الكَشْحَانِ جانِبَا البَطْنِ من ظَاهرٍ وباطنٍ، وهما من الخَيْل كذلك. وقيل: الكَشْحُ ما بين الحَجَبة إِلى الإِبطِ. وقيل: هو الخَضْرُ. وقيل: هو الحَشَى. والكَشْح: أَحدُ جانِبَيِ الوِشَاح. وقيل: إِنَّ الكَشْح من الجِسم إِنّما سُمِّيَ بذلك لوُقُوعه عليه. وفي الأساس: كما قيل للإِزار الحَقْوُ.

  ومن المجاز: طَوَى كَشْحَه على الأَمر: أَضمَرَه وسَتَره، هو نصُّ عبارة الجوهريّ⁣(⁣٦)، وفي اللسان وغيرِه: طَوَى كَشْحَه على أَمرٍ: استمرّ عليه، وكذلك الذّاهبُ القَاطعُ الرَّحمِ، قال:

  طَوَى كَشْحاً خليلُك والجَنَاحَا

  لِبَيْنٍ مِنْك ثُمّ غَدَا صُرَاحَا

  وَطَوَى كَشْحاً على ضِغْنٍ، إِذا أَضمَرَه. قال زُهَير:

  وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ

  فلا هُوَ أَبدَاهَا ولمْ يَتَجمْجَمِ⁣(⁣٧)

  وطَوَى كَشْحَه عنِّي، إِذا قَطَعَني وعَادَاني. ومنه قول الأَعشى:

  وكان طَوَى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهبَا⁣(⁣٨)

  قال الأَزهَريّ: يحتمل قوله: وكان طَوَى كَشْحاً، أَي عَزَمَ على أَمْر واستَمرَّتْ عَزيمتُه، ويقال: طَوَى كَشْحَه عنه، إِذا أَعرَضَ عنه.

  والكَشْحُ: الوَدَعُ⁣(⁣٩). وج كلِّ ذلك كُشوحٌ، لا يُكسَّر إِلّا عليه. قال أَبو ذُؤَيب:

  كأَنّ اللظِّباءَ كُشُوحُ النِّسا

  ءِ يَطْفُونَ فَوقَ ذُرَاه جُنُوحا

  قال أَبو سعيد السُّكّريّ جامعُ أَشعارِ الهُذليّين: الكَشْح وِشَاحٌ من وَدَعٍ، فأَرادَ: كأَنَّ الظباءَ في بياضها وَدَعٌ. يَطْفُون فوقَ ذُرَا الماءِ وجُنُوحٌ: مائلة. شبَّه الظِّباءَ وقد ارتفَعنَ في هذَا السَّيْل بكُشوحِ النِّسَاءِ عليهنّ الوَدَعُ. ثم قال: وكانت


(١) سورة يس الآية ٦٧.

(٢) وهي رواية اللسان.

(٣) في القاموس ظَلَع بفتح اللام، وما أثبت يوافق ما جاء في التكملة وقد تقدم.

(٤) ضبطت في اللسان والكَسَح بفتح الكاف والسين ضبط قلم.

(٥) بالأصل «الحنارة الأطم» وما أثبت عن معجم البلدان (مكشحة وحناءة).

(٦) ومثله في الأساس، وسقطت منه كلمة «وستره».

(٧) كذا في الديوان واللسان، وفي التهذيب: ولم يتقدم.

(٨) ديوانه ص ١١٥ وصدره:

صرمت ولم أصرمكم وكصارم

(٩) في التكملة: الودع بفتح فسكون ضبط قلم.