تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قعر]:

صفحة 407 - الجزء 7

  وفي حَدِيثِ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها ®: «قد جَمَعَ حاشِيَتَيه وضَمّ قُطْرَيْه» أَي جانِبَيْه عن الانْتِشار والتَّفَرُّق. وهو مَجاز.

  وأَسْوَدُ قُطَارِيّ: ضَخْمٌ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيّ.

  وتَقَاطَرَ القَوْمُ: جاءُوا أَرْسَالاً، وهو مَجاز مأْخُوذٌ من قِطَارِ الإِبِلِ.

  وكذا تقَاطَرَتْ كُتُبُ فلانٍ، من ذلك.

  ومن المَجَازِ أَيضاً: ما قَطَرَك عَلَيْنَا، أَي ما صَبَّك.

  ورَمَاهُ الله بقَطْرَةٍ: بداهِيَةٍ صُبَّت عليه. قال:

  فإِنْ تَكُ قَطْرَةٌ شَقَّتْ عَصَانَا ... لَقَدْ عِشْنَا زَماناً مُونِقِينَا

  ويُقَال: جَمَع فلانٌ قُطْرَيْه، إِذا تَكبَّر مُغْضَباً⁣(⁣١)، مأْخُوذٌ من أَقْطَرَتِ الناقَةُ، إِذا شَمَخَتْ برَأْسِها⁣(⁣٢)، كما في الأَساس.

  وعِصَامُ بنُ محمّدِ الثَّقَفِيُّ الأَصْبهانيُّ القَطْرِيُّ، بالفَتْح: شيخٌ لأَبي نُعَيْم.

  ومحمّد بن عبد الحَكَم القِطْرِيُّ، بالكَسْر، وأَخُوه عبدُ اللهِ: مُحَدِّثان.

  والقَطْرانِيُّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ بجِيزَةِ مِصْرَ.

  وجَزِيرَةُ القُطُورِيّ بها أَيضاً.

  [قطبر]: قُطَابِرُ، كعُلابِطٍ: ع باليَمَن أَهمله الجوهَرِيّ والصاغَانيّ وصاحبُ اللّسَان.

  [قطعر]: اقْطَعَرَّ، واقْعَطَرَّ: انْقَطَع نَفَسُه مِنْ بُهْرٍ وإِعْيَاءٍ، أَهمله الجوهريُّ، وأَوْرَده صاحبُ اللّسَان والتَّكْمِلَةِ، هكذا بتَقْدِيم الطاءِ على العَيْن، والعَيْنِ على الطاءِ.

  [قطمر]: القِطْمِيرُ، والقِطْمارُ، بكسرِهِما: شَقُّ النَّوَاةِ، كذا في المُحْكَم، أَو القِشْرَةُ الَّتي فيها، أَو الفُوفَةُ التي في النَّواةِ، وهي القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ، وفي بعض النُّسخ: «الدَّقِيقَةُ»، التي على النَّوَاةِ بَيْنَ النَّواةِ والتَّمْرَةِ، كما في الصحاح⁣(⁣٣)، أَو النُّكْتَةُ البَيْضَاءُ التي في ظَهْرِها أَي النّواة التي يَنْبُتُ منها النَّخْلَةُ. ويُسْتعمَل للشَّيْءِ الهَيِّنِ النَّزْرِ الحَقِيرِ، قال الله تعالى: {ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ}⁣(⁣٤) ويقال: ما أَصَبْتُ منه قِطْمِيراً، أَي شيئاً.

  وقِطْمِيرٌ، بالكَسْر: اسمُ كَلْب أَصْحابِ الكَهْفِ، قاله ابنُ عَبّاسٍ، ®، وهو القَوْلُ المَشْهُور. ونَقَلَ الصاغَانيّ عن ابنِ كَثِيرٍ: هو قُطْمُورٌ، بالضَّمَّ.

  وذِكْر الجوهَرِيِّ «قَمْطَرَ» بعد هذا التَّركيبِ غَيْرُ جَيِّد لأَنَّه ليس مَوْضِعَه لأَنّ المِيم أَصْلِيَّة، والصَّوابُ ذِكْرُه بعد قَمَرَ، هكذا ذَكره الصاغَانيّ، وقَلَّدَه المصنّف في ذلك. ومُقْتَضَى إِيرادِه بَعْدَ «قَمَر» بالقَلَمِ الأَحْمَرِ يَدُلّ على أَنّه مّما اسْتُدْرِك به على الجَوْهَرِيّ، وكأَنّ الجوهَرِيّ لَمّا خالَفَ التَّرْتِيبَ صارَ في حكم مَنْ لم يَذْكُرْه، وهذا غَرِيبٌ جِدًّا، مع أَنّ الجوهَرِيّ يُرَاعِي الاخْتِصَارَ أَكثَرَ من التَّرْتِيب، ولا يَتَقَيَّد له، حتَّى يَرِدَ عليه، فتَدَبَّر. ولِلبَدْرِ القَرافيّ هُنَا كلامٌ، راجِعْه.

  [قعر]: قَعْرُ كلِّ شيْءٍ: أَقْصَاهُ، ج قُعْورٌ. وقَعْرُ البِئْرِ، وغيرِهَا: عُمْقها.

  والقَعِيرُ، كأَمِيرٍ: النَّهْرُ البَعِيدُ القَعْرِ، كالقَعُورِ، أَي كصَبُورٍ، هكذا في سائر النُّسَخ، ولم يَذْكُرْه أَحدٌ من أَئمّة اللُّغَةِ، والصَّوَابُ أَنّه كتَنُّورٍ⁣(⁣٥)، يقال: بِئْرٌ قَعُّورٌ: بعيدَةُ القَعْرِ، كما سيأْتِي في آخِر كلام المُصَنّف أَيضاً. وأَمَّا القَعُور، كصَبُورٍ بمعنَى القَعِيرِ، فلمْ يَتَعَرَّضْ له أَحَدٌ، وليس له سَلَفٌ فيه.

  وقَدْ قَعُرَ تْ، ككَرُمَ، قَعَارَةً بالفَتْح.

  وقَصْعَةٌ قَعِيرَةٌ، كذلك.

  وقَعَرَ البِئْرَ، كمَنَعَ، يَقْعَرُهَا قَعْراً: انْتَهَى إِلى قَعْرِهَا، أَو قَعَرَهَا: عَمَّقَهَا وهذا عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وهو مَجازٌ، وكذلك الإِناءَ، إِذا شَرِبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى قَعْرِه، يُقَال: قَعَرَه قَعْراً، وهو مَجازٌ، وكذا قَعَرَ الثَّرِيدَةَ: أَكَلَهَا منْ قَعْرِهَا.

  وأَقْعَرَ البِئْرَ: جَعَلَ لها قَعْراً، أَي عُمْقاً.

  ومن المَجازِ: قَعَّرَ في كَلَامهِ تَقْعِيراً: عَمَّقَ.


(١) الأساس: متعضبا.

(٢) عبارة الأساس: وأصله في الناقة إذا لقحت فزمَّت برأسها وثالت بذنبها كبراً.

(٣) عبارة الصحاح: الفوقة التي في النواة، وهي القشرة الرقيقة.

(٤) سورة غافر الآية ١٣.

(٥) انظر التكملة.