تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلج]:

صفحة 518 - الجزء 3

  وقال الجوهَرِيّ: الهَزَجُ: صَوْتُ الرَّعْدِ والذِّبّانِ⁣(⁣١).

  وأَنشد:

  أَجَشُّ مُجلجِلٌ هَزِجٌ مُلِثٌّ ... تُكَرْكِرُهُ الجَنائبُ في السِّدادِ

  وفي اللّسان: هو هَزِجُ الصَّوتِ هُزَامِجُه: أَي مُدارِكُه.

  وليس الهَزَجُ من التَّرنُّم في شيْءٍ. ولذا استعمله ابنُ الأَعرابيّ في معنى العُوَاءِ. وأَنشد بيت عَنْتَرةَ العَبْسيّ:

  وكَأَنّمَا تَنْأَى بجانبِ دَفِّها ال ... وَحْشِيِّ من هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ

  هِرٍّ جَنيبِ كلّمَا عَطَفتْ له ... غَضْبَى اتَّقاها باليدين وبالفَمِ

  قال: هَزِجٌ كثيرُ العُواءِ باللّيل. ووضَعَ العَشِيّ موضعَ اللّيلِ لقُرْبه منه. وأَبْدَل «هِرًّا» من «هَزِجٍ» ورواه الشَّيْبَانيّ «يَنْأَى»، وهِرّ عنده رَفْعٌ، فاعلٌ لينأَى. وقال غيرُه: يعني ذُباباً لِطَيرانِه تَرَنُّمٌ، فالنَّاقَةُ تَحْذَرُ لَسْعَهُ إِيَّاها.

  وفي الحديث: «أَدْبَرَ الشَّيطانُ وله هَزَجٌ». وفي روايةٍ: «وَزَجٌ»، الهَزَجُ: الرَّنَّة. والوَزَجُ دُونَه.

  [هزمج]: الهُزَامِجُ، كعُلابِطٍ: الصَّوْتُ المُتَدارِكُ، وإِنما قدّمه على الّذي يليه لكونه من الهَزَج والميم زائدةٌ. وقد ذَكره الجوهريّ في «هزج». ويوجد في بعض النُّسخ مكتوباً بالحُمرة، وليس بصوابٍ.

  والهَزْمَجةُ: كَلامٌ مُتَتابعٌ، واختلاطُ صَوْت زائدٍ، وأَنشد الأَصمعيّ:

  أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجَا

  والهُزامِج: أَدْنَى من الرُّغَاءِ.

  [هزلج]: الهِزْلاجُ، بالكسر: السَّريعُ، والذِّئْبُ الخَفيفُ السَّريعُ. والجمعُ هَزَالِجُ. قال، جَنْدلُ بنُ المُثَنَّى الحارثيّ:

  يَتْرُكْنَ بالأَمالس السَّمارجِ ... للطَّيْرِ واللَّغاوسِ الهَزالجِ

  وفي التهذيب: أَنشد الأَصمعيّ لهِمْيانَ:

  تُخْرِجُ من أَفْواهِها هَزَالِجَا

  قال: والهَزالِجُ: السِّراعُ من الذِّئاب. وقولُ الحُسين بن مُطَيرٍ:

  هُدْلُ المَشافِر أَيديها مُوثَّقَةٌ ... دُفْقٌ وأَرْجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ

  فسّره ابن الأَعرابيّ فقال: سريعةٌ خَفيفةٌ. وقال كُراع: الهِزْلَاجُ: السَّريعُ، مُشتَقٌّ من الهَزَج، واللَّام زائدةٌ. وهذا قولٌ لا يُلتَفَت إِليه، كذا في اللّسان.

  وظَليم هَزَلَّجٌ، كعَمَلَّسٍ: سَريعٌ. وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً.

  وقيل: كلُّ سُرْعةٍ: هَزْلَجةً.

  والهَزْلَجَةُ: اختلاطُ الصَّوتِ⁣(⁣٢) كالهَزْمَجَة، وهذا يُؤيِّد ما ذَهبَ إِليه كُراع؛ فتأَمَّلْ.

  [هسنج]: هِسِنْجانُ، بكسر الهاءِ والسِّين، وفي المعجم بفتح السين: ة، بالعَجَم، مُعرَّب هِسِنْكان. وهي من قُرَى الرَّيِّ، يُنسَب إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ يُوسفَ بن خالد الرّازيّ، وعليُّ بن الحسن الرّازيّ، وأَخوه عبدُ الله بنُ الحَسن، وغيرهم، كذا في اللُّباب والمعجم.

  [هضج]: هَضَّجَ مالَه تَهْضِيجاً: إِذا لم يُجِدْ رَعْيَها، من الإِجادة، والمراد بالمال الإِبلُ.

  ويقال: صِبْيانٌ هَضِيجٌ، أَي صِغارٌ لم يُحْسِنوا شيئاً.

  [هلج]: الإِهْلِيلَجُ، بكسر الأَوّل والثاني وفتح الثالث⁣(⁣٣) وقد تُكْسَر اللّام الثانيةُ، قاله الفرّاءُ، وكذلك رواه الإِياديّ عن شَمِرٍ، وهو مُعرَّبُ إِهْليله، وإِنما فَتحوا اللّامَ ليوافق وزَنُه أَوزانَ العَرب؛ حقّقه شيخنا والواحِدة بهاءٍ - إِهْلِيلَجَة. قال الجوهريّ: ولا تَقُلْ هَلِيلِجَة. قال ابن الأَعرابيّ: وليس في الكلامِ إِفْعِيلِل - بالكسر - ولكن إِفْعِيلَل، مثل إِهلِيلَج


(١) الأصل واللسان عن الجوهري، وفي الصحاح: الهزح: صوت الرعد، ولم ترد فيه كلمة الذبان ولا الشاهد. وفي الأساس: قال الشماخ:

يكلفها أن لا يخفض جأشها ... أهازيج ذبان على غصن عرفج

الاتان تسكن إلى أغاني الذبان فتقف عندها فلا يدعها العير ويطردها.

(٢) هذا قول ابن دريد كما في التكملة.

(٣) كذا، يريد كسر الهمزة واللام الأولى وفتح اللام الثانية. والهاء والياء ساكنان. وما أثبت ضبط القاموس واللسان والصحاح.