تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هوف]:

صفحة 543 - الجزء 12

  زادَ أَبُو ليْلَى وكذلِكَ الهِنافُ، ككِتابٍ وأَنْشَدَ:

  تَغُضُّ الجُفُونَ على رِسْلِها ... بحُسْنِ الهِنافِ، وخَوْنِ النَّظَرْ

  وَقال اللَّيْثُ: الهِنافُ: مُهانَفةُ الجَوارِي بالضَّحِكِ، وهو التَّبَسُّمُ⁣(⁣١).

  وَفي نُسْخَةٍ من كتابِ الكامِلِ للمُبَرِّدِ: التَّهانُفُ: الضَّحِكُ بالسُّخْرَيَةِ⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَدِيثَ لأَهْلِه ... حَدِيثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ

  قال أَبُو لَيْلَى: الرَّنا هُنا: اللهْوُ.

  والإِهْنافُ: الإسْراعُ، كالتَّهْنِيفِ يُقال: أَقْبَلَ مُهْنِفاً، وَمُهَنِّفاً؛ أي: مُسْرِعاً لِينالَ ما عِنْدِي.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: الإهْنافُ: تَهَيُّؤُ الصَّبِيِّ للبُكاءِ وهو مِثْلُ الإجْهاشِ.

  قال: والمُهانفَة: المُلاعَبَةُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الهُنوفُ، بالضمِّ: ضَحِكٌ فوقَ التَّبَسُّمِ، عن ابنِ سِيدَه.

  وَتهانَفَ بِهِ: تعَجَّبَ، عن ثَعْلَبٍ.

  وَالتَّهَنُّفُ: البُكاءُ قال عَنْتَرةُ بن الأَخْرسِ:

  تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَياءً وهَيْبَةً ... لنا ثُمَّ يَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ

  وَقد يكونُ التهانُفُ بكاءَ غَيْر الطِّفْلِ، وأَنْشَدَ ثعلبٌ لأَعْرابِيٍّ⁣(⁣٣):

  تَهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى، أو بِقارَةِ حائِلِ

  فهذا هُنا إِنّما هُوَ للرِّجالِ دُون الأَطْفالِ؛ لأَنَّ الأَطْفالَ لا تَبْكِي على المَنازِلِ.

  قلتُ: ويُمكِنُ أَن يكونَ قولُهُ: تَهانَفْتَ؛ أي: تَشَبَّهتَ بالأَطْفالِ في بُكائِكَ، فتأَمّلْ.

  [هوف]: الهَوْفُ بالفَتْحِ ويُضَمُّ وعَلَيه اقتَصَرَ الجَوْهَريُّ: الرِّيحُ الحَارَّةُ كما في الصِّحاحِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٤): الرِّيحُ البارِدَةُ الهُبُوبِ فهو ضِدُّ قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرًّا تُؤْبِّنهُ: «وابْناهُ، لَيْسَ بعُلْفُوف، تَلُفُّه هُوف، حُشِيَ من صُوف» وقيل: لم يُسْمَعْ هذا إلَّا في كَلامِ أُمِّ تأَبَّطَ شَرًّا.

  والهُوفُ بالضمِّ: الرَّجُلُ الخاوِي الجَبانُ الذي لا خَيْرَ عِنْدَه.

  وَالهُوفُ: لُغَةٌ في الهَيْفِ: لنَكْباءِ اليَمَنِ وبه فُسِّرَ قولُ أَمِّ تأَبَّطَ شَرًّا.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الهُوفُ، بالضَّمِّ: الرَّجُلُ الأَحْمَقُ.

  وَقالَ ابنُ عَبّادٍ: الهُوفُ: نَحْوُ سِحاءِ⁣(⁣٥) البَيْضِ.

  وَهَوْفانُ، بالفتح: موضِعٌ.

  [هيف]: الهَيْفُ: شِدَّةُ العَطَشِ من إصابَةِ الرِّيحِ الحارّةِ.

  والهَيْفُ، والهُوفُ: رِيحٌ حارَّةٌ تَأْتِي مِن نَحْوِ اليَمَنِ وَهي نَكْباءُ بَيْنَ الجَنُوبِ والدَّبُورِ من تَحْتِ مَجْرَى سُهَيْلٍ تُيَبِّسُ النَّباتَ، وتُعَطِّشُ الحَيَوانَ وتُنَشِّفُ المِياهَ قال ذُو الرُّمّةِ:

  وَصَوَّحَ البَقْلَ نَئّاجٌ تَجِئُ بِهِ ... هَيْفٌ يَمانِيَةٌ في مَرِّها نَكَبُ

  وَقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: نَكْباءُ⁣(⁣٦) الصَّبا والجَنُوبِ، مِهيافٌ مِلْواحٌ مِيباسٌ للبَقْل، وهي التي تَجِيءُ بين رِيحَيْنِ، وقال الأَصْمَعِيُّ: الهَيْفُ: الجَنُوبُ إذا هَبَّتْ بِحَرٍّ، وقِيلَ: إنّ


(١) في التهذيب: وهو فوق التبسم.

(٢) انظر مادة «هتف» وما لاحظناه هناك.

(٣) اللسان وبهامشه: قوله لأعرابي، في معجم ياقوت: قال الراعي: تهانفت ... الخ والبيت في ديوانه ط بيروت ص ٢٠٥ مطلع قصيدة بمدح يزيد بن معاوية بن أبي سفيان برواية:

بقارة أهوى أو بسوقة حائل

وَانظر تخريجه، وانظر معجم البلدان «أهوى» و «سوقة حائل».

(٤) انظر الجمهرة ٣/ ١٦٢.

(٥) سحاء البيض: قشره.

(٦) الأصل واللسان وفي التهذيب: نكساء.