تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نتع]:

صفحة 469 - الجزء 11

  وقَرعُوا النَّبْعَ بالنَّبْعِ: تَلاقَوْا.

  وِنَبَعَ مِنْ فُلانٍ أَمْرٌ: ظَهَرَ.

  وِنَبَعَ العَرَقُ: رَشَحَ.

  وفجَّرَ اللهُ يَنَابِيعَ الحِكْمَةِ عَلَى لِسانِه.

  وِنَبْعَةُ، بالفَتْحِ: بَلَدٌ بعُمانَ.

  [نتع]: نَتَعَ الدَّمُ، يَنْتُعُ ويَنْتِعُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، نُتُوعاً بالضَّمِّ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَيْ: خَرَجَ مِنَ الجُرْحِ قَلِيلاً [قليلا] *، وكَذا الماءُ يَخْرُجُ مِنَ العَيْنِ. أَو الحَجَرِ، فهُوَ نَاتِعٌ.

  وِرُبَّمَا قالُوا: نَتَعَ العَرَقُ مِنَ البدَنِ يَنْتُع نُتُوعاً، وهُوَ شِبْهُ نَبَعَ نُبُوعاً، إِلّا أَنَّ نَتَعَ في العَرَقِ أَحْسَنُ.

  وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَنْتَعَ الرَّجُلُ: عَرِقَ عَرَقاً كَثِيرًا.

  وِقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنْتَعَ القَيءُ: إِذا لَمْ يَنْقَطِعْ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  النَّتْعُ، فِي الشِّجَاجِ: أَنْ لا يَكُونَ دُونَه شَيْءٌ مِن الجِلْدِ يُوَارِيه، ولا وَرَاءَهُ عَظْمٌ يَخْرُجُ، قَدْ حالَ دُونَ ذلِكَ العَظْم، فتِلْكَ المُتَلاحِمَةُ، قالهُ خالِدُ بنٌ جَنْبَة.

  [نثع]: انْثَعَ الرَّجُلُ إِنْثَاعاً، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي قاءَ كَثِيرًا.

  وِأَنْثَعَ: خرَج الدَّمُ مِنْ أَنْفِه فغَلَبَهُ.

  وِقالَ أَبُو زَيْدٍ: أَنْثَعَ القَيْءُ مِنْ فِيهِ، وكذلِك الدَّمُ من الأَنْفِ: خرَجَا وتبِعَ بَعْضُهُ بَعْضاً، هكَذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  قُلتُ: وقَدْ تَقَدَّم في «ث ع ع» أَنْ أَنْثَع القَيءُ إِنْثَاعاً، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وَحْدَه، وأَمّا أَبُو زَيْدٍ فنَصُّه - فِي النّوادِر -: انْثَعَّ القَيْءُ، مِثَالُ انْصَبَّ، فراجعْ ذلِكَ، وَتَأَمَّلْ.

  [نجع]: نَجَعَ الطَّعَامُ فِي الإِنْسَانِ، كمَنَعَ يَنْجَعُ نُجُوعاً بالضَّمِّ، وضَبَطَه في الصِّحاحِ: من حَدَّيْ ضَرَبَ ومَنَعَ، هكَذا هُوَ بالكَسْرِ والفَتْحِ، عَلَى لَفْظِ يَنْجِعُ، وعليهِ إِشارَة «مَعاً»: هَنَأَ آكِلَهُ، كَما في الصِّحاحِ، زادَ في اللِّسَانِ: أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه، واسْتَمْرَأَهُ وصَلَحَ عَلَيْهِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للأَعْشَى:

  لَوْ أُطْعِمُوا المَنَّ والسَّلْوَى مَكانَهُم ... ما أَبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فِيهِمُ نَجَعَا

  وِنَجَعَ العَلَفُ فِي الدّابَّةِ نُجُوعاً: أَثَّرَ، ولا يُقَالُ: أَنْجَعَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، عن ابْنِ السِّكِّيتِ.

  وِمِنَ المَجَازِ: نَجَعَ الوَعْظُ والخِطَابُ فِيهِ أَي: عَمِلَ فيهِ ودَخَل فأَثَّرَ⁣(⁣١)، وقَوْلُه: الخِطَابُ هكَذا هُوَ في العُبَابِ، والأَساسِ، واللِّسَانِ، وسائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ، بالطّاءِ، ووُجِدَ بخَطِّ أَبِي زَكَرِيّا في الحاشِيَةِ الخِضاب، وقَدْ صَحَّحَ عليه، كأَنْجَعَ ونَجَّعَ.

  وِيُقَال: هذا طَعَامٌ يُنْجَعُ عَنْه، ويُنْجَعُ بِهِ، ويُسْتَنْجَعُ بهِ ويُسْتَرْجَعُ عنهُ، وذلِكَ إِذا نَفَعَ، ويُسْتَمْرَأُ بهِ، ويُسْمَنُ عَنْهُ، وكذلِكَ الرِّعْيُ.

  وِماءٌ نَجُوع، كصَبُورٍ، كما يُقال: نمِيرٌ، كَما فِي الصِّحاحِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِارَطاةَ بنِ سُهَيَّةَ:

  مَرَرْن على ماءِ الغِمَارِ فماؤُه ... نَجُوعٌ كما ماءُ السّمَاءِ نَجُوعُ

  وِالنَّجُوعُ: المَدِيدُ، عَن ابْنَ السِّكِّيتِ، وهُوَ: ماءٌ بِبَزْرٍ أَو دَقِيقٍ، تُسْقَاهُ الإِبِلُ، وقَدْ نَجَعْتُهَا إِيّاهُ، ونَجَعْتُها بهِ، كمَنَعَ أَي: عَلَفْتُهَا بهِ.

  وِالنُّجْعَةُ، بالضَّمِّ: طلَبُ الكَلإِ فِي مَوْضِعِه تَقُولُ مِنْهُ: انْتَجَعْتُ، كَما في الصِّحاحِ، ج: النُّجَعُ، بضَمٍّ ففَتْحٍ، ومنْهُ قيل لِقَوْمٍ: بِمَ كثُرَتْ أَمْوَالُكُم؟ فقالُوا: أَوْصانَا أَبُونَا بالنُّجَعِ والرُّجَعِ، وقد تَقَدَّمَ في «ر ج ع» وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النُّجْعَةُ عِندَ العَرَبِ: المَذْهَبُ فِي طَلَبِ الكَلَإِ في مَوْضِعِه، والبادِيَةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عِنْدَ هَيْجِ العُشْبِ، ونَقْصِ الخُرَفِ⁣(⁣٢)، وفَنَاءِ ماءِ السّماءِ فِي الغُدْرَانِ، فلا يَزَالُونَ حاضِرَةً يَشْرَبُونَ الماءَ العِدَّ، حَتّى يَقَعَ رَبِيعٌ بالأَرْضِ خَرَفِيًّا كانَ أَو شَتِيًّا، فإِذَا وَقَعَ الرَّبِيعُ تَوَزَّعَتْهُم النُّجَعُ، وتَتَبَّعُوا


(*) ساقطة من الكويتية.

(١) اللسان: ودخل وأَثَّر.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: «ونقض الجزؤ» تحريف.