تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حمظ]:

صفحة 468 - الجزء 10

  والجَمْعُ الحَفائظُ، ومنه قَولُهم: «الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادَ»، أَيْ إِذا رَأَيْتَ حَمِيمَكَ يُظْلَمُ حَمِيتَ لَهُ، وإِنْ كانَ في قَلْبِكَ عَلَيْهِ حِقْدٌ، كما في الصّحاح.

  واحْتَفَظَهُ لِنَفْسِهِ: خَصَّها بِهِ. يُقَالُ: احْتَفَظْتُ بالشَّيْءِ لِنَفْسِي. وفي الصّحاح: يُقَال: احْتَفِظْ بِهذَا الشَّيْءِ، أَيْ احْفَظْهُ.

  والتَّحَفُّظُ: الاحْتِرازُ، يُقَالُ: تَحَفَّظ عنه، أَي احْتَرز.

  وفي المُحْكَمِ: الحِفْظُ: نَقِيضُ النِّسْيَان، وهو التَّعَاهُدُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ.

  وفي العُبَابِ، والصّحاحِ: التَّحَفُّظُ: التَّيَقُّظُ وقِلَّةُ الغَفْلَةِ، ولكِنْ هكَذَا في النُّسَخِ بِغَيْرِ وَاوِ العَطْفِ. والحِفْظُ: قِلَّةُ الغَفْلَةِ فشَرَحْنَاهُ بِمَا ذَكَرْنَا، والأَوْلَى: وقِلَّة الغَفْلَة، ليَكُونَ مِنْ مَعَانِي التَّحَفُّظِ، كما في العُبَابِ والصّحاح، فتَأَمَّلْ.

  وفي اللِّسَانِ: التَّحَفُّظُ: قِلَّةُ الغَفْلَةِ في الأُمُورِ والكَلامِ، والتَّيَقُّظ مِن السَّقْطَةِ، كَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  إِنِّي لأُبْغِضُ عاشقاً مُتَحفِّظاً ... لَمْ تَتَّهِمْهُ أَعْيُنٌ وقُلُوبُ

  واسْتَحْفَظَه إِيّاهُ، أَي سَأَلَه أَنْ يَحْفَظَهُ، كما في الصّحاح، ولَيْسَ فِيه «إِيّاه» زَادَ الصّاغَانِيّ: مالاً أَوْ سِرًّا.

  وقَوْلُه تَعالَى: {بِمَا} اسْتُحْفِظُوا {مِنْ كِتابِ اللهِ}⁣(⁣١)، أَي اسْتُودِعُوه وائْتُمِنُوا عَلَيْه. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن القَزَّازِ قال: اسْتَحْفَظْتُه الشَّيْءَ: جَعَلْتُه عِنْدَهُ يَحْفَظُهُ، يتَعَدَّى إِلى مَفْعُولَيْنِ، ومِثْلُه: كَتَبْتُ الكِتَابَ واسْتَكْتَبْتُه الكِتابَ.

  واحْفاظَّتِ الحَيَّةُ، هكذا في النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، صَوابُه الجِيفَةُ احْفِيظاظاً: انْتَفَخَت، هكذا ذَكَرَهُ ابنُ سِيدَه في الحَاءِ. ورَوَاه الأَزْهَرِيّ عن اللَّيْثِ في الجِيمِ والحَاءِ: أَو الصَّوابُ بالجِيمِ وَحْدَه، والحاءُ تصْحِيفٌ مُنْكَرٌ، قالَه الأَزْهَرِيّ. قال: وقَدْ ذَكَرَ اللَّيْثُ هذَا الحَرْفَ في بابِ الجِيم أَيضاً، فَظَنَنْتُ أَنَّه كانَ مُتَحَيِّراً فيه، فذَكَرَهُ في مَوْضِعَين.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  وقَدْ يَكُونُ الحَفِيظُ مُتَعَدِّياً، يُقَال: هُوَ حَفِيظٌ عِلْمَكَ وعِلْمَ غَيْرِكَ.

  وتَحَفّظْتُ الكِتَابَ، أَي اسْتَظْهَرْتُهُ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.

  والمُحْفِظاتُ: الأُمُورُ الَّتِي تُحْفِظُ الرَّجُلَ، أَي تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ في حَمِيمِهِ، أَو في جِيرَانِهِ. قال القَطامِيُّ:

  أَخُوكَ الَّذِي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُه ... وتَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الكتائفُ

  يَقُولُ: إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِي قَرابَتِهِ، فاضْطَغَنَ عليه سَخِيمَةً، لإِساءَةٍ كانَتْ مِنْهُ إِلَيْه فَأَوْحَشَتْهُ، ثُمَّ رَآه يُضامُ، زَالَ عن قَلْبِهِ ما احْتَقَدَهُ عَلَيْهِ وغَضِبَ لَهُ، فَنَصَرَهُ وانْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه.

  وحُرَم الرَّجُلِ مُحْفِظاتُه أَيْضاً.

  ويُقَالُ: تَقَلَّدَتْ⁣(⁣٢) بحَفِيظِ الدُّرِّ، أَي بمَحْفُوظِهِ ومكْنُونِه، لنَفاسَتِهِ. وفي المَثَلِ «المَقْدرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ» يُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عند المَقْدرَةِ، كما في الأساسِ.

  والحَفِيظَةُ: الخَرَزُ يُعَلَّقُ على الصَّبِيّ.

  ورَجُلٌ حُفَظَةٌ، كهُمَزة، أَيْ كَثِيرُ الحِفْظِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.

  والمَحْفُوظُ: الوَلَدُ الصَّغِيرُ، مَكِّيّة، والجَمْعُ مَحَافِيظُ، تَفاؤُلاً.

  والحَافِظُ عِنْدَ المُحَدّثِينَ مَعْرُوفٌ، إِلاَّ أَبا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ، فإِنَّهُ لُقِّبَ به لحِفْظِهِ النِّعالَ.

  [حمظ]: حَمَظَهُ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِب اللّسَان.

  وقال أَبُو تُرَابٍ: أَيْ عَصَرَه، كحَمَزَه، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  [حنظ]: رَجُلٌ حِنْظِيَانٌ، بالكَسْرِ، أَي فَحَّاشٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هكَذَا. قالَ: وحَكَى الأَمَوِيُّ خِنْظِيَانٌ، بالخَاءِ المُعْجَمَةِ. قالَ الأَزْهَرِيّ: وكَذلِكَ: حِنْذِيان، وخِنْذِيان، وعِنْظِيَان.

  وفي العُبَابِ: يُقَال للمَرْأَةِ: هي تُحَنْظِي، أَي تَتَفاحَشُ،


- ألا طرقتنا بعدما هجدوا هند ... وقد سرن غوراً واستبان لنا نجدُ

وبالأصل «بعيداً لثاتها» والمثبت «بعيداً أناتها» عن الديوان واللسان والأساس.

(١) سورة المائدة الآية ٤٤.

(٢) عن الأساس وبالأصل «تقلدته».