تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أطر]:

صفحة 28 - الجزء 6

  والأَصِيرُ أيضاً: الكَثِيفُ الطَّوِيلُ من الهُدْبِ قال:

  لِكُلِّ مَنَامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ

  المَنامةُ: القَطِيفَةُ يُنامُ فيها.

  والمُؤَاصِرُ: الجارُ، قال الأَحمرُ: هو جاري مُكَاسِرِي ومؤَاصِرِي، أَي كِسْرُ بَيْتهِ إِلى جَنْبِ كِسْرُ بَيْتِي، وإِصارُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ إِصارِ بَيْتِه، وهو الطُّنُب، وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ: ومُطَانِبِي ومُقَاصرِي.⁣(⁣١)

  والمُتآصِرُون من الحَيِّ: المُتَجاوِرُونَ.

  وائْتَصَرَ النَّبْتُ. إِذا طال وكَثُرَ والتفَّ. وائتَصَرتِ الأَرْضُ ائْتصاراً: اتَّصَلَ نَبْتُهَا. وائْتَصَرَ القومُ: كَثُرَ عَدَدُهم، يقال: إِنهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ، أَي عَدَدُهم كَثِيرٌ.

  * وممّا يستدركُ عليه:

  كَلأٌ آصِرٌ: حابِسٌ لمَن فيه، أَو يُنْتَهَى إِليه مِن كَثْرته.

  والأَواصِرُ: الأَواخِي والأَوارِي، واحدتُها آصِرَة، قال سَلَمَةُ بنُ الخُرْشُب يصفُ الخيلَ:

  يَسُدُّون أَبوابَ القِبَابِ بِضُمَّرٍ ... إِلى عُنُنٍ مُسْتَوْثِقاتِ الأَواصِرِ

  يُرِيد خيلاً رُبِطَتْ بأَفْنِيَتِهم، والعُنُن: كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ مِن الرِّيح والبَرْد، وقال آخَرُ:

  لها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وجُلُّ ... وسِتُّ مِن كَرَائِمِهَا غِرارُ

  والمَاصِرُ: مَفْعِلٌ مِن الإِصْر، أَو فاعلٌ من المِصْر، بمعنى الحاجِزِ.

  ولَعَنَ المآصِرَ، وهكذا في الأَساس، ولم يُفَسِّره⁣(⁣٢).

  وفي اللِّسَان: والمَأْصِرُ⁣(⁣٣) يُمَدُّ على طَرِيقٍ أَو نهرٍ، يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ: أَي يُحْبَسُ؛ لِيُؤْخَذَ منهم العُشُور. وآصَرَ البَيْتَ، بالمَدِّ، لغة في أَصَرَه، إِذا جَعلَ له إِصاراً، عن الزَّجّاج.

  [أطر]: الأَطْرُ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ: عَطْفُ الشَّيْءِ، تَقْبِضُ على أَحَدِ طَرَفَيْه فتُعَوِّجُه، وفي الحَديثِ عن النّبيِّ أَنه ذَكَر المَظَالم التي وقعتْ فيها بنو إِسرائيلَ والمعاصيَ فقال: «لا والَّذِي نَفْسِي بيدِه حتّى تأْخُذُوا على يَدَي الظَّالِم وتَأْطُرُوه على الحقّ أَطْراً⁣(⁣٤) قال أَبو عَمْرو: أَي تَعْطِفُوه عليه، قال ابن الأَثِير: ومن غَرِيب ما يُحْكَى في هذا الحديثِ عن نِفْطَوَيْهِ أَنه قال: بالظّاءِ المُعْجَمة، وجَعل الكلمةَ مقلُوبةً؛ فقدَّم الهمزةَ على الظّاءِ، وكلُّ شَيْءٍ عَطَفْتَه على شَيْءٍ فقد أَطَرْتَه تَأْطُرُوهُ أَطْراً.

  والأَطْرُ: أَنْ تَجْعَلَ للسَّهْمِ أُطْرَةً، بالضّمِّ، وفي بعض النُّسَخ: «للشَّيْءِ»⁣(⁣٥) بَدَلَ السَّهْم، وستَأْتِي الأُطْرُة. والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ، يُقَال: أَطَرَه يَأْطِرُه ويَأْطُرُه أَطْرَاً فانْأَطَرَ انْئِطاراً، كالتَّأْطِيرِ فيهما، يقال: أَطَّرَه فتأَطَّر: عَطَفَه فانعطَفَ، كالعُودِ تراه مستديرا، إِذا جَمَعتَ بينَ طَرَفَيْه، قال أَبو النَّجْم يصفُ فَرَساً:

  كَبْداءُ قَعْسَاءُ على تَأْطِيرِهَا

  وقال المُغِيرةُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِيمِيُّ:

  وأَنْتم أُناسٌ تَقْمُصُونَ مِنَ القَنَا ... إِذا ما رَقَى أَكتَافَكُم وتَأَطَّرَا

  أَي إِذا انْثَنَى، وقال:

  تَأَطَّرْنَ بالمِينَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه ... وقد لَحَّ مِن أَحمالِهِنَّ شُجُونُ

  والأَطْرُ: مُنْحَنَى القَوْسِ، والسَّحَابُ، سُمِّيَ بالمَصْدر، قال:

  وهاتِفَةٍ لأَطْرَيْهَا حَفِيفٌ ... وزُرْقٌ في مُرَكَّبَةٍ دِقَاقُ

  ثَنّاه وإِن كان مصدراً؛ لأَنَّه جَعَلَه كالاسمِ. وقال أَبو زَيْد: أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُهَا أَطْراً، إِذا حَنَيْتَهَا، وقال الهُذَلِيّ:


(١) انظر الأساس.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ولعن المآصر كذا بخطه والذي في الأساس: ولعن الله أهل المآصر أو المواصر اه. وقوله: ولم يفسره، تفسيره: هو ما ذكره عقبه عن اللسان.

(٣) كذا بالأصل واللسان والسياق فيه غموض ويقتضى إِيضاحه بزيادة كلمة فيقال مثلاً: والمأصر حاجز أو محبس يُمَدّ الخ.

(٤) زيادة عن هامش المطبوعة المصرية، وهي في النهاية واللسان.

(٥) وهي الواردة في القاموس.