تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نبض]:

صفحة 158 - الجزء 10

  والمُضَاضُ، كغُرَابٍ: وجَعٌ يُصِيب الإِنْسَان في العَيْنِ وغَيْرِهَا مِمَّا يُمِضُّ، كَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ في العُبَابِ، عنِ ابْنِ الأَعْرابِيّ، وفي التَّكْمِلَةِ: هو المَضْمَاضُ.

  والمُضَامِضُ، كعُلابِطٍ: الأَسَدُ الَّذِي يَفْتَحُ فاهُ، قال:

  مُضَامِضٌ مَاضٍ مِصَكٌّ مِطْحَرُ

  ويُرْوَى بالصَّاد أَيضاً.

  وأَمَضَّنِي هذَا القَوْلُ: بَلَغَ مِنّي المَشَقَّةَ.

  ومُضَامِضُ القَوْمِ ومُصَامِصُهم: خَالِصُهُم، كَذَا في التَّكْمِلَة.

  ومَاضَّهُ مِضَاضاً، إِذَا لَاحَاه، ولَاجَّهُ، وكَذلِكَ: عاظَّهُ ومَاظَّهُ.

  [معض]: مَعِضَ مِنَ هذَا الأَمْرِ، كفَرِحَ يَمْعَضُ مَعْضاً ومَعَضاً: غَضِبَ، وشَقَّ عَلَيْه، وأَوْجَعَهُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيّ. وفي التَّهْذِيبِ: مَعِضَ مِنْ شَيءٍ سَمِعهُ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِز، قلت: هُوَ رُؤْبة. قال الصَّاغَانِيّ: وقد جَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ:

  وَهْيَ تَرَى ذَا حاجَةٍ مُؤْتَضَّا ... ذَا مَعَضٍ لَوْلَا⁣(⁣١) يَرُدُّ المَعْضَا

  وفي حَديثِ ابْنِ سِيرِينَ: «تُسْتَأْمَرُ اليَتِيمَةُ فإِنْ مَعِضَتْ لَمْ تُنْكَحْ» أَيْ شَقَّ عَلَيْهَا، فهو مَاعِضُ ومَعِضٌ، إِشارَةٌ إِلى وُرُودِ اللُّغَتَيْنِ. وشَاهِدُ الأَخِير قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ:

  يَتْرُكْن كُلَّ هَوْجلٍ نَغَّاضِ ... فَرْداً وكُلَّ مَعِضٍ مَضْمَاضِ

  وأَمْعَضَه إِمْعَاضاً، ومَعَّضَهُ تَمْعِيضاً: أَغْضَبَهُ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَمْعَضَنِي هذَا الأَمْرُ، وهُوَ لِي مَمْعِضٌ، إِذَا أَمَضَّك، وشَقّ عَلَيْكَ، وقال رُؤْبَةُ:

  وإِنْ رَأَيْتَ الخَصْمَ ذَا اعْتِرَاضِ ... يَشْنَقُ مِنْ لَوَاذِع الإِمْعاضِ

  فَأَنْتَ يا ابْنَ القَاضِيَيْن قَاضِي ... مُعْتَزِمٌ على الطَّرِيق الماضِي

  فامتَعَضَ منه.

  وقال ثَعْلَبٌ: مَعِضَ مَعضاً: غَضِبَ. وكَلَامُ العَرَبِ: امْتَعَضَ. أَرادَ كَلَامَ العَرَبِ المَشْهُور.

  وقال عبدُ الله بن سُبَيْعٍ: لَمَّا قُتِلَ رُسْتُمُ بالقَادِسِيَّة، بَعَث سَعْدٌ، ¥، إِلى النَّاسِ خَالِدَ بنَ عُرْفُطَةَ، وهُوَ ابنُ أُخْتِه، فامْتَعَضَ النّاسُ امْتِعَاضاً شَدِيداً. أَيْ شَقَّ عَلَيْهِم وعَظُم.

  والإِمْعاضُ: الإِحْرَاقُ، وقد أَمْعَضَه: أَوْجَعَهُ، وأَحْرَقَهُ، أَو أَنْزَلَ به المَعْضَ.

  وقال أَبو عَمْرو: المَعَّاضَةُ مِنَ النُّوقِ، ونَصُّ أَبِي عَمْرو، مِنَ الإِبِلِ: الَّتِي تَرْفَعُ ذَنَبَهَا عِنْدَ نِتَاجِهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ وصاحِبُ اللّسَان.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  تَمَعَّضَتِ الفَرَسُ. هكَذَا جاءَ في حَدِيث سُراقَةَ. قال أَبُو مُوسَى: هكَذَا رُوِيَ في المُعْجَمِ، ولَعَلَّه مِنْ مَعِضَ مِنَ الأَمْرِ، إِذا شَقَّ عَلَيْه. وقال ابنُ الأَثِيرِ: ولَوْ كانَ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، وهو الْتِواءُ الرِّجْلِ، لَكَانَ وَجْهاً.

  قال ابنُ دُرَيْدٍ: وبَنُو مَاعِضٍ: قَوْمٌ دَرَجُوا في الدَّهْرِ الأَوَّلِ⁣(⁣٢). هكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. قُلْتُ وقد: تَقَدَّم لَهُ في «م ع ص» مِثْلُ ذلِكَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  [ميض]: ميض: أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والمُصَنِّف، وصاحِبُ اللّسَان⁣(⁣٣)، وقال الفَرّاءُ: يُقَالُ: ما عَلَّمَكَ أَهْلُكَ مِنَ الكَلام إِلاّ مِيَضًّا⁣(⁣٤) أَيْ التَّمَطُّقَ. وقَال ابنُ عَبَّادٍ: إِنَّ في مَيْضٍ لَمَطْمَعاً، وقد مَرَّ تَفْسِيرُه. هكَذا أَورَدَهُ الصّاغَانِيّ في كِتَابَيْهِ.

فصل النون مع الضاد

  [نبض]: نَبَضَ الماءُ نُبُوضاً: غَارَ، مثل نَضَبَ نُضُوباً، كما في العُباب.

  أَو نَبَضَ: سَالَ، مثل نَضَبَ، كما في اللِّسَان.


(١) اللسان: لولا ترد.

(٢) انظر الجمهرة ٣/ ١٩٤.

(٣) أورده صاحب اللسان في مضض.

(٤) كذا بالأصل، وفي التهذيب «مضض» والتكملة: إلا مضًّا وميضاً وبضًّا وبيضاً.