تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سفح]:

صفحة 90 - الجزء 4

  النَّصْريّ. وفي حواشي ابن بَرِّيّ: مالكُ بن عَوْفٍ:

  تَعرَّضَ ضَيْطَارُو خُزاعةَ دُونَنا

  وما خَيْرُ ضَيْطَارٍ يُقلِّب مِسْطَحاً

  يقول: ليس له سِلاحٌ يُقَاتِل به غير مِسْطَحٍ. والضَّيْطار: الضَّخْم الّذي لا غَنَاءَ عندَه.

  والمِسْطَح: الصَّفَاةُ يُحَاطُ عليها بالحِجَارَةِ ليَجْتَمِعَ فيها الماءُ. وفي التَّهْذِيب: المِسْطَحُ: صَفيحَةٌ عَرِيضةٌ من الصَّخر، يُحوَّط عليها لِماءِ السَّمَاءِ. قال: ورُبما خَلَقَ الله عند فَمِ الرَّكِيَّة صَفَاةً مَلْسَاءَ مُستَوِيةً فيُحَوَّط عليها بالحجارة ويُسْتَقَى فيها للإِبل، شِبْه الحَوْض.

  والمِسْطَحُ كُوزٌ يُتَّخذ للسَّفَر ذُو جَنْبٍ واحدٍ كالمِسْطَحَةِ، وهي شبه مِطْهَرَةٍ ليست بمُربَّعةٍ.

  والمِسْطَحُ: حَصِيرٌ يُسَفُّ من خُوصِ الدَّوْمِ. ومنه قول تَميمِ بن مُقْبِل:

  إِذا الأَمْعَزُ المَحْزُوُّ آضَ كأَنّه

  من الحَرِّ في حَدِّ الظَّهِيرةِ مِسْطَحُ

  وقال الأَزهريّ: قال الفرَّاءُ: هو المِسْطَح والمِحْوَر⁣(⁣١)، والمِسْطَح: مِقْلًى عَظِيمٌ للبُرّ يُقْلَى فيه. والمِسْطَح: الخَشَبَةُ المُعَرَّضة على دعَامَتيِ الكَرْمِ بالأُطُر. قال ابن شُمَيْلِ: إِذا عُرِّش الكرم عُمِدَ إِلى دَعَائِمَ يُحْفَر لها في الأَرض، لكلّ دِعَامَةٍ شُعْبَتَانِ، ثم تُؤْخَذ شُعْبَةٌ فتُعَرَّض⁣(⁣٢) على الدِّعَامَتَيْنِ، وتُسَمَّى هذه الخَشَبَةُ المُعَرَّضَةُ⁣(⁣٣) المِسْطَحَ، ويُجْعَل على المَسَاطِحِ أُطُرٌ من أَدناها إِلى أَقصاها.

  والمِسْطَح: المِحْوَر يُبْسَطُ به الخُبْزُ.

  ومِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ بنِ عَبّادِ بنِ عبد المُطَّلِب بن عبدِ مَنَافٍ الصّحابيّ، ¥، وأُمُّه أُمّ مِسْطَحٍ: مُطَّلِبِيّة.

  وأَنْفٌ مُسَطَّحٌ، كمُحَمَّد: مُنْبَسِطٌ جِدًّا. وسَطْحٌ مُسَطَّحٌ: مُسْتَوٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  رَأَيْت الأَرْضَ مَسَاطِحَ، لا مَرْعَى بها، شُبِّهَتْ بالبُيُوت المَسطوحة.

  وتَسَطَّحَ الشَّيْءُ وانْسَطَح: انْبَسَطَ.

  وتَسْطِيحُ القَبْرِ: خِلَافُ تَسْنِيمه.

  وسَطَحَ النَّاقَةَ: أَناخَها.

  والمِسْطَاحُ: لُغة في المِسْطَح، بمعنَى الجَرينِ.

  وأُمّ سَطِيحٍ: قَرْيَة بمصْر.

  [سفح]: السَّفْح: ع، قال الأَعشى:

  تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكثيبَ فذَا قا

  رٍ فَرَوْضَ القَطا فذَاتَ الرِّئالِ

  ومن المجاز: السَّفْح: عُرْض الجَبَل حيث يَسْفَح فيه الماءُ، وهو عُرْضُه المُضْطجِع، أَو أَصْلُه، أَو أَسفلُه، أَو الحَضِيضُ؛ كلّ ذلك أَقوالٌ مذكُورَةٌ. ج سُفوحٌ، بالضّمّ. وسَفَحَ الدَّمَ، كمَنَع: أَراقَه وصَبَّه. وسَفَحْت دَمَه: سَفَكْته. وسَفَحْت الماءَ: أَهرَقْته. ويقال: بينهم سِفاحٌ، أَي سَفْكٌ للدِّماءِ.

  وفي حديث أَبي هِلالٍ: «فقُتِلَ علَى رَأْسِ الماءِ حتّى سَفَحَ الدَّمُ الماءَ».

  جاءَ تَفسيرُه في الحديث أَنه غَطَّى الماءَ. قال ابن الأَثير: وهذا لا يُلائم اللُّغَةَ، لأَنّ السَّفْح الصّبّ، فيحتمل أَنه أَراد أَنّ الدّم غَلَبَ الماءَ فاسْتَهْلَكه، كالإِناءِ المُمْتَلئِ إِذا صُبَّ فيه شَيْءٌ أَثْقلُ ممّا فيه فإِنه يَخْرُج ممّا فيه بقَدْر ما صُبّ فيه، فكأَنّه من كَثْرةِ الدَّم انْصَبَّ الماءُ الّذي كان في ذلك المَوْضِع، فخَلَفَه الدَّمُ. وسَفَحَ الدَّمْعَ: أَرْسَلَه يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفُوحاً.

  وسَفَحَ الدَّمْعُ نَفْسُه سَفْحاً وسُفوحاً وسَفَحَاناً، محرَّكَةً: انصَبَّ. قال الطِّرِمّاح:

  مُفَجَّعةً لا دَفْعَ للضَّيْمِ عِندَهَا

  سِوَى سَفَحَانِ الدَّمْعِ منْ كلِّ مَسْفَحِ

  وهو دَمْعٌ سافِحٌ، ج سَوافِحُ ودَمْعُ سَفُوحٌ: سافِحٌ، ومَسفوحٌ.

  والتَّسَافُح، والسِّفَاح، والمُسَافَحَةُ: الزِّنَا والفُجور. وفي المِصْباح: المُسَافَحَة: المُزانَاة، لأَنّ الماءَ يُصَبّ ضائعاً.


(١) زيد في التهذيب: والشُّويق. وبهامش المطبوعة المصرية: «في اللسان زيادة: والشويق، وهو بالضم، خشبة الخباز معرّب كما في القاموس».

ويعني بالمحور الذي يبسط به الخبز كما في التكملة.

(٢) هذا ضبط التهذيب واللسان، وفي التكملة بتخفيف الراء.

(٣) في التهذيب والتكملة: المعروضة.