تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زني]:

صفحة 497 - الجزء 19

  وقالَ ابنُ سِيدَه: أَي ضاقَ، لُغَةٌ في الهَمْزِ، وقد تقدَّمَ.

  قالَ: وزَنَّى عليه تَزْنِيَةً: ضَيَّقَ عليه؛ قالَ الشَّاعِرُ:

  لا هُمَّ إنَّ الحَرِثَ بنَ جَبَلَهُ ... زنَّى على أبِيهِ ثم قَتَلَهْ⁣(⁣١)

  وتقدَّمَ أَيْضاً.

  ووِعَاءٌ زَنِيٌّ، كغَنِيٍّ: ضَيِّقٌ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ بِلا هَمْز.

  [زني]: ي زَنَى الرَّجُلُ يَزْنِي زِناً وزِناءً، بكسْرِهما، قالَ اللَّحيانيُّ القَصْرُ لُغَةُ أَهْلِ الحِجازَ*، والمَدُّ لُغَةُ بَني تمِيمٍ؛ فَجَرَ؛ وكَذلِكَ المرْأَةُ.

  قالَ المَناوِيُّ: الزِّنا لُغَةُ الرُّقِيِّ على الشيءِ، وشَرْعاً: إيلاجُ الحَشَفَةِ بفَرْجٍ محرمٍ بعَيْنِه خالٍ عن شبْهَةٍ مُشْتَهىً.

  وقالَ الراغبُ: هو وَطْءُ المرْأَةِ من غيرِ عَقْدٍ شَرْعِيٍّ، وقد يُقْصَرُ.

  وفي الصِّحاحِ: القَصْرُ لأهْلِ الحِجازِ؛ قالَ تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى}⁣(⁣٢)؛ والمَدُّ لأَهْلِ نَجْدٍ؛ قالَ الفَرَزْدقُ:

  أَبا حاضِرٍ مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُه ... ومَنْ يَشْرَبِ الخُرْطُوم يُصْبِحْ مُسَكّرا⁣(⁣٣)

  وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:

  أَمَّا الزّناء فإِنِّي لسْتُ قَارِبَه ... والمالُ بَيْني وبَيْنَ الخَمْرِ نِصْفانِ

  وهو زانٍ والجَمْعُ زُناةٌ، كقاضٍ وقُضاةٍ.

  وزانَى مُزاناةً وزِناءً بمعْناهُ، ومِن هنا قالَ جماعَةٌ: إنَّ المَمْدودَ إنَّما هو مَصْدَر زَانَى.

  وفي الصِّحاحِ: المرْأَةُ تُزانِي مُزاناةً وزِناءً، أَي تُباغِي. وزَانَى فلاناً: نَسَبَه إلى الزِّنا، هكذا في النسخِ.

  والذي في المُحْكَم: أَزْناهُ نَسَبَهُ إلى الزِّنا؛ قالَ: ولم يُسْمَع هذا إلَّا في حدِيثِ ابْنةِ الخُسِّ: قيلَ لها: ما أَزْناكِ؟ قالتْ: قُرْبُ الوِسادِ وطُولُ السِّوادِ.

  وهو ابنُ زَنْيَةٍ، بالفتْحِ وقد يُكْسَرُ، ولكنَّ الفتْحَ أَفْصَحُ كما قالَهُ الأزْهرِيُّ؛ أَي ابنْ زِناً*.

  وقالَ الفرَّاءُ في كتابِ المَصادِرِ: هو لِغَيَّةٍ ولزَنْيةٍ ولغَيْر رَشْدةٍ، كُلّه بالفتحِ.

  وقالَ الكِسائيُّ يجوزُ كَسْرَ زِنْية وَرِشْدة، وأَمَّا غَيَّة فبالفتْحِ لا غَيْر.

  وبُنو زِنْيَةٍ، بالكسْرِ: حَيٌّ مِنَ العَرَبِ، وهُم بنُو الحارِثِ بنِ مالِكٍ في أَسَدِ خزيمَةَ؛ والنَّسْبَةُ زَنَوِيٌّ.

  والزِنْيَةُ أَيْضاً: آخِرُ ولَدِكَ كالعجْزَةِ آخِرُ ولَدِ المرْأَةِ، قيلَ: وبه سُمِّيَت القَبيلَةُ المَذْكورَةُ لكوْنِهِم آخِر ولَدِ أبيهِم.

  وفي الحدِيثِ: «إنَّهم وَفَدوا على النبيِّ فقالَ «مَنْ أَنْتُم»؟ قالوا: نحنُ بنُو الزَّنْيةِ، فقالَ: «بل أَنْتُم بنُو الرِّشدَةِ»، فنَفَى عنهم ما يوهَمُ مِن لَفْظِ الزِّنا.

  والزَّوانِي: ثلاثُ قاراتٍ باليَمامَةِ؛ قالَهُ نَصْر.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  زَنَّى تَزْنِيةً: زَنَى؛ ومنه قوْلُ الأَعْشى:

  إمَّا نِكاحاً وإمَّا أُزَنُّ⁣(⁣٤)

  فسَّرَه بعضُهم بأُزَنِّي.

  وزَنَّاهُ تَزْنِيةً: نَسَبَه إلى الزِّنا.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ له يا زَانِي.

  وزَنَّى عليه تَزْنِيةً: ضَيَّقَ عليه؛ وقد ذَكَرَه المصنِّفُ في زنو، وهنا محلُّ ذِكْرِه.

  وفي المَثَلِ: لا حِصْنُها حِصْنٌ ولا الزِّنا⁣(⁣٥) زِنا، يُضْرَبُ


(١) اللسان والتهذيب وبعدهما فيه:

وركب الشادخة المحجلة

ونسبه بحاشيته للعيف العبدي.

(*) كذا، وفي القاموس: زِنًى.

(٢) سورة الإسراء، الآية ٣٢.

(٣) ديوانه واللسان والأساس والصحاح والمقاييس ٣/ ١٦ برواية:

ومن يشرب الخمر لا بد يسكرُ

(*) كذا، وفي القاموس: زِنّى.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ وصدره:

وأقررت عيني من الغانيات

(٥) ورد في اللسان رجزاً.