تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نصر]:

صفحة 528 - الجزء 7

  ابن المُنْتَشر البَصْرِيّ، عن مُعْتَمِر، وعنه مُسْلِمٌ وأَبو دَاوُود وغيرُهما.

  ونَشَرْتُ: من قُرَى مِصْر بالغَرْبِيَّة.

  والمِنْشَارُ، بالكَسْر: حِصْنُ قريبٌ من الفُرَات. وقال الحازمِيُّ: مِنْشَارٌ: جَبَلٌ أَظنُّه نَجْدِياًّ.

  وبنو ناشِرَةَ بَطْنٌ من المَعَافِر. وناشِرَةُ بن أُسَامَةَ بن وَالِبَة بن الحارِث بنِ ثَعْلَبَة بن دُودَانَ بن أَسَدٍ، بطنٌ آخَرُ، منهم بِشْرُ بن أَبي خَازِمٍ واسمُه عَمْرُو بن عَوْف بن حِمْيَر بن ناشرَة، الشّاعرُ، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ.

  ونُشَيْرٌ، مُصَغَّراً: مَوْضَعٌ ببلاد العَرَب.

  والنّاشِريُّون: فُقَهَاءُ زَبِيدَ بل اليَمَنِ كلّه، وهم أَكبرُ بيت في العِلْم والفقْه والصّلاح، وبهم كان يُنْتَفَع في أَكثر بلاد اليَمَنِ، يَنتسبون إِلى ناشِرِ بن تَيْم بن سَمْلَقة بَطْن من عَكِّ ابنِ عَدْنَان، وإِليه نُسِب حِصْنُ ناشِر باليَمَنِ. وحَفِيدُه ناشِرٌ الأَصغرُ ابنُ عامر بن ناشِر، نزلَ أَسفلَ وَادِي مَوْر، وابْتَنَى بها القَرْية المَعْرُوفَة بالنّاشِرَّيِة، في أَوّل المِائَة الخَامِسَة، منهم القاضي مُوَفّق الدّين عليّ بن محمّد بن أَبي بَكْرِ بن عبد الله النَّاشِرِيّ، شاعر الأَشْرَف، تُوُفيِّ سنة ٧٣٩ بتعِزّ، وحفيده الشِّهَاب أَحمد بن أَبي بَكْرِ بن عليّ، إِليه انتهتْ رِيَاسَةُ العِلْمِ بزَبِيدَ، وكان مُعَاصِراً للمُصنِّف؛ وكذا أَخوه عليُّ بن أَبي بَكْرٍ الحَاكِم بزَبِيد، ووالدُهما القاضِي أَبو بَكْر تَفقَّه بأَبِيه، وهُو ممّن أَخذَ عنه ابنُ الخَيَّاط حافظُ الدِّيَار اليَمَنِيَّة، تُوُفِّيَ بتَعِزّ سنة ٧٧٢ ومنهم القاضي أَبو الفُتُوح عبدُ الله بن محمّد بن عبدِ الله بن عُمَر النّاشِريّ، تَفَقَّه على أَبيه وعلى القَاضي جَمال الدّين الريميّ، وتُوفِّي بالمَهْجَم قاضياً بها سنة ٨١٤ وله إِخْوةٌ أَربعةٌ كلّهُم تَوَلَّوا الخَطَابةَ والتَّدْرِيس بالمَهْجَم والكدراءِ، ومنهم الفَقِيه النّاسِك إِبراهِيمُ بنُ عِيسى بن إِبراهِيم النَّاشِرِيّ، توفِّي بالكدراءِ سنة ٨١٧.

  وفيها توفّى المُصَنِّف بزَبِيدَ. ومنهم الفَقِيهُ الشاعر عليّ بن محمّد بن إِسماعيل النّاشريّ، توفِّي بحَرَض سنة ٨١٢ وقد أَلّف فيهم أَبو محمد عثمان ابن عُمَرَ بن أَبي بَكْرٍ النّاشرِيّ الزَّبِيديّ كِتاباً سَمَّاه البُسْتَان الزَّاهِر في طَبَقَات علماءِ بني نَاشِر، وكذلك الإِمَام المُفْتِي أَبو الخُطَبَاءِ محمّد بن عبد الله بن عمر النّاشرِيّ فقد اسْتوْفَى ذِكْرَهم في كتابه: غُرَر الدُّرَر في مختصر السِّيَر وأَنساب البَشَر.

  والأُنْشُورُ: بَطْنٌ من عَكِّ بن عَدْنَان، يَنْزِلُون قبِليّ تَعِزّ، على نِصْف يومٍ منها. وناشِرُ بنُ حامِد بن مغرب: بطْنٌ من عَكّ، وهو جَدّ المَكاسِعَة باليَمَن.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  [نشمر]: نَشْمَرْت: قَرية بشرقيّةِ مِصْرَ.

  [نصر]: نَصَرَ المَظْلُومَ يَنْصُرُه نَصْراً ونُصُوراً، كقُعُود، ونُصْرَةً، وهذِه عن الزَّمَخْشَرِيّ، وفي المُحْكَم: والاسم، النُّصْرَةُ: أَعانَه على عَدُوِّه وشَدَّ منه، وشاهِدُ النُّصُور قَولُ خِدَاشِ بنِ زُهَيْر:

  فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَلِيل مَخَانَةً ... فتِلْكَ الحَوارِي عَقُّهَا ونُصُورُها⁣(⁣١)

  قال ابن سيده: ويجوز أَن يكون نُصُوراً هنا جمْع ناصِرٍ، كشاهِد وشُهُودٍ، وفي الحديث: «انْصُرْ أَخَاكَ ظالماً أَو مَظْلوماً» وتفسيره أَنْ يَمْنَعَه من الظُّلْم إِنْ وَجدَه ظالمَاً، وإِن كان مَظْلوما أَعانَه على ظالِمِه.

  ومن المَجَاز: نَصَرَ الغَيْثُ الأَرْضَ نَصْراً: غَاثَهَا وسَقَاهَا وعَمَّها بالجَوْدِ وأَنْبَتَهَا، قال:

  مَنْ كان أَخْطَأَهُ الرَّبيع فإِنّمَا ... نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْث عبدِ الوَاحِدِ⁣(⁣٢)

  ونَصَرَ الغَيْثُ البَلَدَ، إِذا أَعانَه على الخِصْبِ والنَّبَات: وقال ابن الأَعْرَابيّ: النُّصْرَة: المَطْرَة التَّامَّة. وأَرْضٌ مَنْصُورَةٌ: مَمْطورَة. وقال أَبو عُبَيْد: نُصِرَت البِلادُ، إِذا مُطِرَت، فهي مَنْصُورة. وفي الحَدِيث: «إِنّ هذه السَّحابةَ تَنْصُر أَرْضَ بنِي كَعْبٍ» أَي تُمْطِرُهُمْ. ونَصَرَهُ منه نَصْراً ونُصْرَةً: نَجَّاهُ وخَلَّصَه. وفي البصائر: ونُصْرَة الله لنا⁣(⁣٣)


- الأحول التيمي، أبو عمرو البصري، وقيل: هو عاصم بن محمد بن النضر.

(١) البيت في اللسان «عقب» ونسبه لخالد بن زهير الهذلي، وعجزه فيه:

فتلك الجوازي عقبها ونُصُورها

يقول: جزيتك بما فعلت يا بن عويمر.

(٢) الشعر لابن ميادة، من أبيات يمدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.

(٣) في المفردات للراغب: للعبد ... ونصرة العبد لله هو نصرته لعباده.