تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ودس]:

صفحة 29 - الجزء 9

  الجِيمِ وضَمِّها، أَي أَبَداً، عن ابنِ السِّكِّيتِ، وحَكَى الفارِسِيُّ: سَجِيسَ عُجيسِ الأَوْجَسِ، أَي لا أَفْعَلُه طُولَ الدَّهْرِ.

  قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلّ على إِحْسَاسٍ بشَيْءٍ وتَسَمُّع له. ومِمّا شَذَّ عن هذا التَّرْكِيبِ: لا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسُ، وما ذُقْتُ عِنْدَكَ أَوْجَسَ.

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الوَجْسُ: إِضْمارُ الخَوْفِ.

  وأَوْجَسَتِ⁣(⁣١) الأُذُنُ، وتَوَجَّسَت: سَمِعَتْ حِسّاً.

  والوَجّاسُ في قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ:

  حَتّى أُتِيحَ له يَوْماً بمُحْدَلَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بدِوارِ الصَّيْدِ وَجّاسُ⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ سِيدَه: إِنّه عِنْدِي على النَّسَبِ، إِذْ نَعْرِفُ له فِعْلاً، وقالَ السُّكَّرِيُّ: وَجّاسٌ، أَي يَتَوَجَّسُ.

  وقالَ ابنُ القَطّاعِ: وَجَسَ الشيْءُ وَجْساً، أَي خَفِيَ.

  وقالَ الصّاغَانِيُّ: ما فِي سِقَائِهِ أَوْجَسُ، أَي قَطْرَةُ ماءٍ.

  ومِيجاسٌ، كمِحْرَابٍ: مَوْضِعٌ بالأَهْوَازِ، وكانَ بهِ وَقْعَةٌ للخَوَارِجِ، وأَمِيرُهُم أَبو بِلالٍ مِرْداسٌ، قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ:

  والله ما تَرَكُوا مِن مَتْبَعٍ لِهُدًى ... ولا رَضُوا بالهُوَيْنَى يَوْمَ مِيجَاسِ⁣(⁣٣)

  [ودس]: وَدَسَ عَلَيَّ الشَّيْءُ، كوَعَدَ، وَدْساً: خَفِيَ، نقلَه الجَوْهَرِيّ، كوَدَّسَ تَوْدِيساً، عن ابن فَارِس.

  ووَدَسَ به: خَبَأَه، ويُقَال: أَيْنَ وَدَسْتَ بِه، أَي أَيْنَ خَبَأْتَه.

  وما أَدْرِي أَيْنَ وَدَسَ، أَيْ أَيْنَ ذَهَبَ.

  ووَدَسَت الأَرْضُ وَدْساً: ظَهَرَ نَبْتُهَا وكثُرَ حَتَّى تَغَطَّتْ به.

  وقِيل: وَدَسَت، إِذَا لَمْ يَكْثُرْ نَبَاتُهَا، إِنَّمَا ذلك في أَوّل إِنْبَاتِها، عن ابن دُرَيْد، كما في النَّهاية والصّحاح، كوَدَّسَت تَوْدِيساً، قاله الأَصْمَعِيُّ. قال: وهي أَرْضٌ مُوَدَّسَة: أَوَّلَ ما يَظْهَرُ نَباتُهَا، والنَبْتُ وَادِسٌ، وهو الّذِي غَطَّى وَجْهَ الأَرْضِ، والأَرْضُ مَوْدُوسَةٌ.

  وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٤): وَدَسَ إِليه؟ بكَلَامٍ: طَرَحَه ولم يَسْتَكْمِلْه.

  والوَدِيسُ، كأَمِيرٍ: النَّبَاتُ الجافُّ، هكذا بالجيم في سائر النُّسَخِ، ويَصِحّ بالحَاءِ المُهْمَلة، ومعناه المُغَطِّي للأَرْضِ، ويَدُلّ لِذلِكَ حَدِيثُ خُزَيْمَةَ، وذَكَرَ السَّنَةَ، فقال «وأَيْبَسَت الوَدِيسَ».

  والتَّوَدُّسُ: رَعْيُ الوِدَاسِ من النَّبَاتِ، ككِتَابٍ: وهو ما غَطَّى وَجْهَ الأَرْضِ، عن اللَّيْثِ. وقالوا: التَّوْدِيسُ: رعْيُ الوَادِسِ⁣(⁣٥) من النَّبَاتِ.

  وظَهَرَ من مجموع كَلامِهم أَنَّ الوَدسَ، والوَدِيسَ، والوَادِسَ، والوِدَاسَ بمعنىً وَاحِدٍ، وهو: ما أَخْرجَت الأَرْضُ من النَّبَاتِ ولَمَّا تَتَشَعّبْ شُعَبُه بَعْدُ، إِلاّ أَنّه فِي ذلِكَ كَثِيرٌ مُلْتَفٌّ، يُغَطِّي وَجْهَ الأَرْضِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  تَوَدَّسَت الأَرْضُ، وأَوْدَسَت بمَعْنَى: أَنْبَتَتْ ما غَطَّى وَجْهَها، قالَه أَبُو عُبَيْدٍ.

  وأَرضٌ وَدِسَةٌ: مُتودِّسَةٌ، ليس على الفِعْلِ، ولكِنْ على النَّسَب.

  ودُخَانٌ مُوَدِّسٌ.

  ووَدِسَت الأَرضُ وَدَساً، كفَرِح، لغةٌ في وَدَسَت، نقله ابنُ القَطّاع.

  وأَوْدَسَت الماشِيَةُ: رَعَتْ، وقال ابنُ زِيَادٍ: أَوْدَسَت الأَرضُ: وَضَعَت الماشِيَةُ رُؤُسَها تَرْعَى النَّبْتَ.

  والوَدِيسُ: الرَّقِيقُ من العَسَل.

  والوَدَسُ: العَيْبُ، يُقَالُ: إِنّمَا يأْخُذُ السُّلْطَانُ منْ به وَدَسٌ، أَي عَيْبٌ. وإِنّي وَدَّسْتُ به تَوْدِيساً: لغة في وَدسَ، عن ابنِ فارِس، وكذا: ما أَدْرِي أَيْنَ وَدَّسَ، أَيْ أَيْنَ ذَهَبَ، بالتشديد أَيضاً.

  [تنيس]: وَرْتَنِيسُ، كخَنْدَرِيسٍ: د، بنَواحِي أَفْرِيقِيَّةَ، في نَوَاحِي الجَنُوبِ من بلادِ البَرْبَرِ، على شُعْبَةٍ من النِّيلِ، بيْنَهَا وبَيْنَ كُوكُو من السُّودانِ⁣(⁣٦) عَشْرُ مَراحِلَ، ومنها أُمَّةٌ من صنْهَاجَةَ، بعْضُهُم مُسْلمون، وبعضُهم كُفّار، وأَكثرُهم


(١) عن اللسان وبالأصل «ووجست».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: حتى الخ هكذا في اللسان هنا وأنشده فيه في مادة ح دل: «لها رام» بدل «له يوماً» وفي مادة دور: «بمرقبة» بدل: «بمحدلة» وانظر هامش اللسان.

(٣) عجزه بالأصل:

ولا رض بالهوينى ذات ميجاس

وما أثبت عن شعر الخوارج ص ١٥٨.

(٤) الجمهرة ٢/ ٢٦٧.

(٥) في المطبوعة الكويتية: «الوداس» تحريف، وما أثبت يوافق اللسان.

(٦) بالأصل: «وبين كولون ولوذان» والمثبت عن معجم البلدان.