تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وقق]:

صفحة 488 - الجزء 13

  وتقولُ: هذا وَفْقُه، ووِفاقُه، وفِيقُه وفُوقه، وسِيُّه وعِدْلُه واحد.

  قالَ اللَّيْثُ: الوَفْقُ: كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ مُتَّفِقاً - على تِيفاقٍ واحِد - فهو وَفْق، كقوله:

  يَهْوِين شَتَّى ويَقَعْنَ وَفْقا⁣(⁣١)

  ومنه المُوافَقَة. وقال عُوَيْفُ القَوافِي:

  يا عَمرَ الخَيْرِ المُلَقَّى وَفْقَهْ ... سُمِّيت بالفَارُوقِ فآفْرُق فَرْقَهْ

  قُلتُ: ومنه الوَفْق عند أَئِمَّة الحَرْف لتَوافُق أَضلاعِه وأَقْطاره، والجَمْع أَوفاقٌ.

  ووافَقَه على أَمرٍ: اتَّفَقَ مَعَه عليه.

  وجاءَ القَومُ وَفْقاً، أَي: مُتَوافِقِينَ.

  وكُنتُ عندَ وَفْقِ طَلَعَتِ الشَّمسُ أَي: حينَ طَلَعَت، أَو ساعَةَ طَلَعت، عن اللِّحْيانِيِّ.

  والوَفْق: التَّوفِيقُ.

  وإِنّ فلاناً مُوَفَّقٌ، أَي: رَشِيدٌ.

  وكُنَّا من أَمرنا على وِفاقٍ.

  ووَفَّق بَيْن الأَشياءِ المُخْتَلِفة: إِذا ضَمَّها بالمُناسَبة.

  ووَفِق الأَمرُ يَفِق - بالكَسْرِ فيهما -: كان صَواباً مُوافِقاً للمُراد، كما في الأَساس. وقيل: حَسُن، كما في شَرْح لامِيَّةِ الأَفعالِ لابْنِ النّاظِمِ.

  وقال اللِّحيانِيُّ: وَفِقه بالكَسْرِ: إِذا فَهِمه، قال: ونَظِيرُه وَرِع يَرِع، ووَثِق يَثِق.

  وفي النّوادِرِ: فلانٌ لا يَفِقُ لَكَذا وكَذَا، أَي: لا يُقَدَّرُ له لِوقْتِه.

  وحَكَى اللِّحيانيُّ: أَتَيْتُك لوَفْقِ تَفْعَلُ ذلِك، وتَوْفاق، وتيفَاق، ومِيفاق أَي: لِحِينِ فِعْلِك ذلِك.

  ووَفِقْتَ أَمرَك: صادَفْتَه مُوافِقاً لإِرادَتِك.

  وَوُفِّقْتَ أَمْرَك: أُعطِيَته مُوافِقاً لمُرادِكَ، كما فِي الأَساس. وقد سَمّوا مُوفَّقاً، ووِفاقاً، كمُعَظَّم وكِتاب.

  والمُوفَّقُ، كمُعَظَّمٍ: لَقَبُ عبد العزيزِ بن عبد الرّحمنِ الثَّعالِبيّ، قَاضِي القُضاةِ بالمَغْرب.

  [وقق]: الوَقُّ: صِياحُ الصُّرَدِ، نَقَلَهُ الصاغانِيُّ.

  والوَقْواقُ: الجَبَانُ كالوَكْواك، نقله الجَوْهريُّ.

  قال: والوَقْواقُ: شَجَرٌ تُتَّخَذُ منه الدُّوِيُّ.

  قالَ: وبِلادُ الوَقْواقِ: فَوْقَ بِلادِ الصِّينِ، قالَ: والوَقْوَقَة: نُباحُ الكِلابِ عندَ الفَرَقِ. قال الشاعِرُ⁣(⁣٢):

  حتّى ضَغَا نابِحُهم فَوَقْوَقَا ... والكَلْبُ لا يَنْبَحُ إِلَّا فَرَقَا

  والوَقْوَقَة: أَصواتُ الطُّيور وجَلَبَتُها عند السَّحَرِ، عن ابنِ دُرَيدٍ⁣(⁣٣).

  وقالَ اللَّيثُ: رَجُلٌ وَقْواقَة أَي: مِكْثارٌ، وامْرأَةٌ وَقْواقة كَذلِك، قالَ أَبو بَدْرٍ السُّلَمِيّ:

  إِنَّ ابْنَ تُرْنَى أُمُّه وَقْواقَهْ ... تَأْتِي تَقُول البُوق والحَماقَهْ⁣(⁣٤)

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  وَقْوَقَ الرَّجل: ضَعُف.

  والوَقْواقُ: طَائِرٌ، وليس بثَبَت.

  [ولق]: وَلَقَ يَلِقُ وَلْقاً: أَسْرَع عن أَبي عمرٍو. يُقال: جاءَت الإِبلُ تَلِق، أَي: تُسرِعُ. وأَنشَدَ للقُلاخِ بنِ حَزْن:

  جاءَت به عَنْسٌ⁣(⁣٥) من الشّامِ تَلِقْ

  ووَلَق فُلاناً يَلِقُه: طَعَنَه طَعْناً خَفِيفاً.


(١) الرجز لرؤبة، ملحقات ديوانه ص ١٨٠.

(٢) كذا، وفي اللسان: قال الراجز، وهو أصح فالرجز لرؤبة وهو في ديوانه ص ١١٣.

(٣) الجمهرة ١/ ١٦٣ وفيها: سمعت وقوقة الطير وهو اختلاط أصواتها.

(٤) ورد الأول في التهذيب محرفاً:

لدى ثرماء أمه وقواقه

والبوق: الباطل والكذب.

(٥) عن التكملة واللسان وبالأصل «عيس» وقبله في اللسان:

إن الحُليد زلق وزملق ... كذنب العقرب شوال علق