تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طرمح]:

صفحة 139 - الجزء 4

  طَرْشَحَه. قال أَبو زيد: هذا الحرف في كتاب الجمهرةِ لابن دُرَيْد⁣(⁣١) مع غيره، وما وَجدْتُه لأَحد من الثّقات، وينبغِي للناظِر أَن يَفْحَص. فما وَجَدَه لإِمامٍ مَوثوقٍ به أَلْحَقَه بالرُّباعيّ، وما لم يَجِدْه لِثِقة كان منه على رِيبةٍ وحَذَرٍ؛ كذا في اللّسان.

  [طرمح]: الطُّرْمُوح، كزُنْبُور: الطَّويلُ كالطِّرِمّاح والطُّرْحُومِ. قال ابن دُريد: أَحْسَبه مقلوباً. وكسِنِمّارٍ، في بني فُلانٍ: العالِي النَّسَبِ المَشهورِ المرتَفِعِ الذِّكْر، وهو أَيضاً الطَّوِيلُ. وأَنشدوا:

  مُعْتَدِل الهادِي طِرِمّاح العَصَبْ

  ولا يَكاد يوجَد في الكلامِ على مِثال «فِعِلّال» إِلّا هذا، وقولهم: السِّجِلّاط: لضَرْبٍ من النّبَات، وقيل: هو بالرُّوميّة سِجِلّاطُس، وقالوا: سِنِمّار، وهو أَعْجَميّ أَيضاً. والطِّرِمّاح الطامِحُ في الأَمرِ، قال أَبو زيد: إِنك لَطِرِمّاحٌ، وإِنهما لطِرِمّاحَانِ، وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمْرِ. وعن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابيّ: الطِّرِمّاحُ: هو الرَّافعُ رأْسَه زَهْواً. وقد حصلَ من شيخنا هنا تصحيف أَعرَضنا عن ذِكْره.

  والطِّرِمّاح بن الجَهْمِ، وفي نُسخةِ: أَبو الجَهْمِ: الشَّاعر، وشاعِرٌ آخَرُ. المشهور بهذا الاسمِ هو الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ⁣(⁣٢)، يُكْنَى أَباضَبَّة، ويقال: اسمه حَكَمُ بن حَكِيم، وُلِدَ بالشّام، وانتقَلَ إِلى الكُوفَة. قال الجاحظ: كان يُؤدِّبُ الأَطفالَ، فيخرجون من عنده كأَنّما جالَسُوا العلماءَ.

  والطَّرْمَح: البعيدُ الخَطْوِ، والميم زائدةٌ على ما ذَهَب إِليه ابن القَطّاع.

  والطَّرْمَحَانِيَّة: التَّكبُّر. ومِشْيَةٌ طَرْمَحَانِيّة، إِذا كَان فيها زَهْوٌ.

  وطَرْمَحَ بِنَاءَه: طَوَّلَه وعَلَّاه ورَفَعَه. في الصّحاح: والميم زائدةٌ. وقال يَصِف إِبلاً مَلأَها شَحْماً عُشْبُ أَرضٍ نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَدِ:

  طَرْمَحَ أَقْطَارَهَا أَحْوَى لِوَالِدةٍ

  صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغَامِ يَنْتَسِبُ

  ومنه سُمِّيَ الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ، انتهَى. قلت: هو في معاني الشِّعر للأُشْنانْدَانيّ، لم يُسمِّ قائلَه، وبعده:

  فلِلنَّدَى المُتَوَلِّي شَطْرُ ما حَمَلَتْ

  ولِلَّذِي هي فيه عانِكٌ عَجَبُ

  وقولُه: «صَحْمَاءَ»، هكذا رَوَاه ابنُ القَطّاع، والصَّوَاب: طَحْمَاءَ: أَي سَوْدَاءَ، يعني السَّحَابَة؛ كذا في هامش نُسخة الصّحاح.

  [طفح]: طَفَحَ الإِناءُ، كَمَنَع، والنَّهرُ، يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً: امتلأ وارْتَفَع حتّى يَفِيض.

  ونهرٌ وحَوْضٌ طافِحٌ.

  وطَفَحَه طَفْحاً، وطَفَّحَه تَطْفيحاً، وأَطْفَحَه: مَلأَه حتّى ارتفع.

  وطَفَحَ عَقْلُه: ارتفعَ.

  ورأَيتُه طافِحاً، أَي ممتلِئاً. وفي التّهذيب عن أَبي عَبيد⁣(⁣٣): الطافِحُ والدِّهَاقُ والمَلآنُ، واحدٌ. قال: والطافِحُ الممتلِيءُ المرتفعُ. ومنه قيل: سَكْرانُ طافِحٌ، أَي أَنّ الشراب قد ملأَه حتّى ارتَفعَ، وهو مَجاز. ويقال: طَفَحَ السَّكرانُ فهو طافِحٌ، أَي ملأَه الشَّرَابُ. وقال الأَزهريّ: يقال للّذِي يَشرَبُ الخَمْرَ حتّى يَمتَلئَ سُكْراً: طافِحٌ.

  والمِطْفَحَةُ، بالكسر: مِغْرفةٌ وهو كِفْكِير بالفارِسِيّة، تأْخُذ طُفاحةَ القِدْرِ، بالضّمّ، أَي زَبَدها.

  وفي الصّحاح: الطُّفَاحة: ما طَفَحَ فوْقَ الشيْءِ كَزبَدِ القِدْرِ. وفي اللسان: وكلُّ ما علَا: طُفاحَةٌ، كزَبَدِ القِدْر وما علَا منها.

  وقد اطَّفَحَ القِدْر كافْتَعلَ: أَخَذَ طُفَاحَتَهَا.

  وإِناءٌ طَفْحانُ: مَلآنُ يَفِيضَ مِن جَوَانبِه الماءُ.

  وقَصْعَةٌ طَفْحَى: مَلآنَةٌ.


(١) الجمهرة ٣/ ٣٢٨.

(٢) انظر فيمن يقال له الطرماح المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٤٨ وبهامشه: «فاته الطرماح بن عدي الطائي له رجز في اللسان ج ١٦ ص ٩١».

(٣) في اللسان: «أبي عبيدة» وفي التهذيب: «أبو عبيد عن أبي عبيدة».