[طرمح]:
  طَرْشَحَه. قال أَبو زيد: هذا الحرف في كتاب الجمهرةِ لابن دُرَيْد(١) مع غيره، وما وَجدْتُه لأَحد من الثّقات، وينبغِي للناظِر أَن يَفْحَص. فما وَجَدَه لإِمامٍ مَوثوقٍ به أَلْحَقَه بالرُّباعيّ، وما لم يَجِدْه لِثِقة كان منه على رِيبةٍ وحَذَرٍ؛ كذا في اللّسان.
  [طرمح]: الطُّرْمُوح، كزُنْبُور: الطَّويلُ كالطِّرِمّاح والطُّرْحُومِ. قال ابن دُريد: أَحْسَبه مقلوباً. وكسِنِمّارٍ، في بني فُلانٍ: العالِي النَّسَبِ المَشهورِ المرتَفِعِ الذِّكْر، وهو أَيضاً الطَّوِيلُ. وأَنشدوا:
  مُعْتَدِل الهادِي طِرِمّاح العَصَبْ
  ولا يَكاد يوجَد في الكلامِ على مِثال «فِعِلّال» إِلّا هذا، وقولهم: السِّجِلّاط: لضَرْبٍ من النّبَات، وقيل: هو بالرُّوميّة سِجِلّاطُس، وقالوا: سِنِمّار، وهو أَعْجَميّ أَيضاً. والطِّرِمّاح الطامِحُ في الأَمرِ، قال أَبو زيد: إِنك لَطِرِمّاحٌ، وإِنهما لطِرِمّاحَانِ، وذاك إِذا طَمَحَ في الأَمْرِ. وعن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابيّ: الطِّرِمّاحُ: هو الرَّافعُ رأْسَه زَهْواً. وقد حصلَ من شيخنا هنا تصحيف أَعرَضنا عن ذِكْره.
  والطِّرِمّاح بن الجَهْمِ، وفي نُسخةِ: أَبو الجَهْمِ: الشَّاعر، وشاعِرٌ آخَرُ. المشهور بهذا الاسمِ هو الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ(٢)، يُكْنَى أَباضَبَّة، ويقال: اسمه حَكَمُ بن حَكِيم، وُلِدَ بالشّام، وانتقَلَ إِلى الكُوفَة. قال الجاحظ: كان يُؤدِّبُ الأَطفالَ، فيخرجون من عنده كأَنّما جالَسُوا العلماءَ.
  والطَّرْمَح: البعيدُ الخَطْوِ، والميم زائدةٌ على ما ذَهَب إِليه ابن القَطّاع.
  والطَّرْمَحَانِيَّة: التَّكبُّر. ومِشْيَةٌ طَرْمَحَانِيّة، إِذا كَان فيها زَهْوٌ.
  وطَرْمَحَ بِنَاءَه: طَوَّلَه وعَلَّاه ورَفَعَه. في الصّحاح: والميم زائدةٌ. وقال يَصِف إِبلاً مَلأَها شَحْماً عُشْبُ أَرضٍ نَبَتَ بنَوْءِ الأَسَدِ:
  طَرْمَحَ أَقْطَارَهَا أَحْوَى لِوَالِدةٍ
  صَحْماءَ والفَحْلُ للضِّرْغَامِ يَنْتَسِبُ
  ومنه سُمِّيَ الطِّرِمّاح بن حَكِيمٍ، انتهَى. قلت: هو في معاني الشِّعر للأُشْنانْدَانيّ، لم يُسمِّ قائلَه، وبعده:
  فلِلنَّدَى المُتَوَلِّي شَطْرُ ما حَمَلَتْ
  ولِلَّذِي هي فيه عانِكٌ عَجَبُ
  وقولُه: «صَحْمَاءَ»، هكذا رَوَاه ابنُ القَطّاع، والصَّوَاب: طَحْمَاءَ: أَي سَوْدَاءَ، يعني السَّحَابَة؛ كذا في هامش نُسخة الصّحاح.
  [طفح]: طَفَحَ الإِناءُ، كَمَنَع، والنَّهرُ، يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً: امتلأ وارْتَفَع حتّى يَفِيض.
  ونهرٌ وحَوْضٌ طافِحٌ.
  وطَفَحَه طَفْحاً، وطَفَّحَه تَطْفيحاً، وأَطْفَحَه: مَلأَه حتّى ارتفع.
  وطَفَحَ عَقْلُه: ارتفعَ.
  ورأَيتُه طافِحاً، أَي ممتلِئاً. وفي التّهذيب عن أَبي عَبيد(٣): الطافِحُ والدِّهَاقُ والمَلآنُ، واحدٌ. قال: والطافِحُ الممتلِيءُ المرتفعُ. ومنه قيل: سَكْرانُ طافِحٌ، أَي أَنّ الشراب قد ملأَه حتّى ارتَفعَ، وهو مَجاز. ويقال: طَفَحَ السَّكرانُ فهو طافِحٌ، أَي ملأَه الشَّرَابُ. وقال الأَزهريّ: يقال للّذِي يَشرَبُ الخَمْرَ حتّى يَمتَلئَ سُكْراً: طافِحٌ.
  والمِطْفَحَةُ، بالكسر: مِغْرفةٌ وهو كِفْكِير بالفارِسِيّة، تأْخُذ طُفاحةَ القِدْرِ، بالضّمّ، أَي زَبَدها.
  وفي الصّحاح: الطُّفَاحة: ما طَفَحَ فوْقَ الشيْءِ كَزبَدِ القِدْرِ. وفي اللسان: وكلُّ ما علَا: طُفاحَةٌ، كزَبَدِ القِدْر وما علَا منها.
  وقد اطَّفَحَ القِدْر كافْتَعلَ: أَخَذَ طُفَاحَتَهَا.
  وإِناءٌ طَفْحانُ: مَلآنُ يَفِيضَ مِن جَوَانبِه الماءُ.
  وقَصْعَةٌ طَفْحَى: مَلآنَةٌ.
(١) الجمهرة ٣/ ٣٢٨.
(٢) انظر فيمن يقال له الطرماح المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٤٨ وبهامشه: «فاته الطرماح بن عدي الطائي له رجز في اللسان ج ١٦ ص ٩١».
(٣) في اللسان: «أبي عبيدة» وفي التهذيب: «أبو عبيد عن أبي عبيدة».