تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غسف]:

صفحة 411 - الجزء 12

  فأَغارَ عليهما ناسٌ من بَكْرِ بن وائلٍ، فحَمَلَ البَرَاءُ أَهْلَهَ، وَركبَ فَرَساً يُقال له: غَرّافٌ، فلا يَلْحَقُ فارساً منهم إِلّا ضَرَبَه برُمْحه، وأُخِذَ السَّمَيْدَعُ، فنَاداه يا بَراءُ أَنْشُدُكَ الجوارَ، وأَعْجَبَ القَوْمَ الفَرَسُ، فقالُوا: لَكَ جارُكَ وأَنْتَ آمِنٌ، فأَعْطِنَا الفَرَسَ، فاسْتَوْثَقَ منْهُم، ودَفَعَ إِليهم الفَرَسَ، وَاسْتَنْقَذَ جارَه، فلَمّا رَجَع إلى أَخَوَيْهِ - عَمْرٍو والأَسْوَد - لاماه على دَفْعه فَرَسَه، فقَالَ في ذلكَ قطْعةً منها هذا البَيْتُ.

  والغَرّافُ من الأَنْهُرِ: الكَثيرُ الماءِ وقال أَبو زَيْدٍ: الغَرّافُ من الخَيْل: الرَّحِيبُ الشَّحْوَةِ، الكَثيرُ الأَخْذِ بقَوائمه من الأَرْض.

  والغُرَيْفَةُ، كجُهَيْنَةٍ: ع كما في التَّكْملَة⁣(⁣١)، ويُقال: تَغَرَّفَنِي: أي أَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ مَعي كما في التَّكْملَة.

  وانْغَرَفَ الشيءُ: انْقَطَعَ مطاوعُ غَرَفَه غَرْفاً، قال قَيْسُ بن الخَطِيمِ:

  تَنامُ عن كُبْرِ شَأْنِها فإِذَا ... قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ⁣(⁣٢)

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  غَيْثٌ غَرّافٌ: غَزِيرٌ، قال:

  لا تَسْقِهِ صيِّبَ غَرّافٍ جُؤَر

  وَيُرْوَى «عَزّاف» وقَدْ ذُكرَ في موضعه.

  وَقال ابنُ الأَعْرابيِّ: الغَرْفُ: التَّثَنِّي والانْقصافُ.

  وَقالَ يَعْقُوب: انْغَرَفَ: تَثَنَّى، وبه فُسِّر قَوْلُ قَيْسٍ السابقُ، وقيلَ: مَعْناه: تَنْقَصِفُ من دقَّة خَصْرِها.

  وَانْغَرَفَ العَظْمُ: انْكَسَرَ.

  وَانْغَرَفَ العُودُ: انْقَرَضَ⁣(⁣٣)، وذلك إذا كُسِرَ ولم يُنْعَمْ كَسْرُه. وانْغَرَفَ: مات.

  وَغَرَفَ البَعيرَ يَغْرُفُه، ويَغْرِفُه غَرْفاً: أَلْقَى⁣(⁣٤) في رَأْسه الغُرْفَة: أي الحَبْلَ، يمانيَّةٌ.

  وَمَزادَةٌ غَرْفِيَّةٌ: أي مَلْآنَةٌ، وقيل: مدْبُوغَةٌ بالتَّمْرِ وَالأَرْطَى والمِلْحِ.

  وَغَرَف الجلْدَ غَرْفاً: دَبغَه بالغَرْف.

  وَالغَرِيفُ، كأَميرٍ: رَمْلٌ لبَنِي سَعْدٍ.

  وَأَبُو الغَرِيف: عُبَيْدُ الله بنُ خَليفَةَ الهَمْدانيُّ⁣(⁣٥)، رَوَى عن صَفْوانَ بن عَسّالٍ، وعنه أَبو رِزْقٍ⁣(⁣٦) الهَمْدانيُّ.

  وَعَمْرُو بنُ أَبي الغَرِيف، عن الشَّعْبيِّ، وابْناه: مُحَمَّدٌ وَهُذَيْلٌ، عن أَبيهما.

  وَقد سَمَّوْا غُرَيْفاً وغَرّافاً، كزُبَيْرٍ وشَدّادٍ.

  وَالغَرّافُ: فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ.

  وَالزُّبَيْرُ بنُ عَبْدِ الله بن عُبَيْد الله بن رياحٍ المُغْتَرِفيُّ، عن أبيه، وعنه ابنُه إِسْحاقُ، وحَفيدُه الزُّبَيْرُ بنُ إِسْحاقَ عَنْ أَبيه، ذكره ابنُ يُونُسَ.

  [غسف]: الغَسَفُ، مُحرَّكَةً أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ وَالصّاغانيُّ، في التَّكْملَة، وأَوردَه في العُباب كصاحب اللِّسان: هو الظُّلْمَةُ والسَّوادُ، وقالَ الأَفْوَهُ الأَوْديُّ:

  حتّى إذا ذَرَّ⁣(⁣٧) قَرْنُ الشَّمْس أَوْ كَرَبَتْ ... وَظَنَّ أَنْ سَوْفَ يُولِي بيْضَهُ الغَسَفُ

  وَنَقَله ابنُ بَرِّي أيضاً هكذا، وأنشَدَ للرّاجز:

  حَتَّى إذا اللَّيْلُ تَجَلَّى وانْكَشَفْ ... وزالَ عن تلْكَ الرُّبَا حتّى انْغَسَفْ

  وأَغْسَفوا: أَظْلَمُوا وقَرَأَ بَعْضُهم ومنْ شَرِّ غاسِفٍ إذا وَقَبَ⁣(⁣٨).


(١) قيدها ياقوت: تصغير الغرفة، موضع في قول عدي بن الرقاع حيث قال:

لما تلحلح بالبياض عماؤه ... حول الغريفة كاد يثوي أو ثوى

(٢) بعده في اللسان: قال يعقوب: معناه تتثنى، وقيل: معناه تنقصف من دقة خصرها.

(٣) في التهذيب: «انفرض» بالفاء. وفيه: انغرف العود وانفرض إذا كُسر ..

(٤) في التهذيب، عن ابن دريد؛ وغرفت البعير أغرِفه وأغرُفه إذا ألقيت في رأسه غرفة، وهو الحبل المعقود بأنشوطةٍ.

(٥) في التاريخ الكبير للبخاري ٥/ ٣٨٠ الهمداني الأرحبي.

(٦) في التاريخ الكبير: أبو روق.

(٧) عن اللسان وبالأصل «زر».

(٨) سورة الفلق الآية ٣ والقراءة المشهورة: «غاسِقٍ».