تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جدح]:

صفحة 22 - الجزء 4

  به المرأَةُ، كالجَحْجَاحِ، بالفتح أَيضاً. وج الجَحْجاحِ جَحَاجِحُ، وجَحَاجِحَةٌ، وجَحاجِيحُ. وقال أُمَيّةُ بن أَبي الصَّلْت:

  ماذا بِبَدْرٍ فالعَقَن

  قَلِ من مَرازِبَةٍ جَحاجِحْ

  وفي الصّحاح: والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ المحذوفةِ، لابدّ منها أَو من الياءِ ولا يجتمعان.

  ولشيخِنا هنا كلامٌ حَسنٌ ردَّ به على الجوهريّ قولَه هذا، فراجِعْه. وفي التهذيب عن أَبي عمرٍو: الجَحْجَحُ: الفَسْلُ من الرِّجال. وأَنشد:

  لا تَعْلَقِي بجَحْجَحٍ حَيُوسِ

  ضَيِّقَةٍ ذِرَاعُه يَبُوسِ

  والجُحْجُح كهُدْهُدٍ: الكَبْشُ العَظيمُ، عن كُراع.

  وجَحْجَحَ: اسْتَقْصَى وبادَرَ.

  وفي حديث الحَسن وذَكَرَ فِتنةَ ابنِ الأَشْعَثِ فقال: «واللهِ إِنّها لَعُقوبَةٌ، فما أَدرِي أَمستأَصِلة أَم مُجَحْجِحَةٌ»: أَي كافَّة. يقال: جَحْجَحْتُ عليه، وحَجْحَجْتُ، وهو من المقلوب.

  وجَحْجَحَ عن الأمْرِ: تأَخَّرَ وكَفَّ، مقلوب من حَجْحَجَ أَو لُغة فيه. وجَحْجَحَ عن القِرْنِ: نَكَصَ. يقال: حَمَلوا ثُمَّ جَحْجَحُوا: أَي نَكَصُوا. وقال العَجّاج:

  حتى رَأَى رائِيهمُ فجَحْجَحَا⁣(⁣١)

  وجَحْ جَحْ، بالفتح، ويُضَمّان: زَجْرٌ للضَّأْنِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  جَحَّ الشَّيْءَ يَجُحُّه جَحّاً: سَحَبَه، يَمانِيَة.

  والجَحْجَحُ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ نِبْتَةَ الجَزَرِ، وكثيرٌ من العرب مَنْ يُسمّيه الحِنْزابَ.

  وجَحْجَحَت المَرأَةُ: جاءَت بجَحْجاحٍ. وجَحْجَحَ الرَّجلُ: ذَكَرَ جَحْجاحاً مِن قومه. قال:

  إِن سَرَّكَ العِزُّ فجَحْجِحْ بجُشَمْ⁣(⁣٢)

  وجَحْجَحَ الرَّجلُ: عَدّدَ وتَكلَّمَ. قال رُؤبةُ:

  ما وَجَدَ العَدّادُ فيما جَحْجَحَا

  أَعزَّ منه نَجْدةً وأَسْمَحَا

  والجَحْجَحَةُ: الهلاكُ، كذا في اللّسان.

  [جدح]: المِجْدَحُ، كمِنْبرٍ: خَشَبةٌ في رأْسها خَشبتانِ مُعترِضتانِ. وقيل: المِجْدَحُ: ما يُجْدَحُ به، وهو خَشبةٌ طَرَفُها ذو جوانِبَ.

  والجَدْحُ والتَّجْديحُ: الخَوْضُ بالمِجْدَحِ، يكون ذلك في السَّوِيقِ ونحوِه. وكلُّ ما خُلِطَ: فقد جُدِحَ.

  والمِجْدَحُ: واحدُ المَجاديحِ: نَجْمٌ من النُّجومِ كانت العربُ تَزْعم أَنها تُمْطرُ به، لقَوْلِهم بالأَنْواءِ. وقيل: هو الدَّبَرَانُ لأَنه يَطْلُع آخِراً، ويُسمَّى حادِيَ النُّجومِ. قال شَمِرٌ: الدَّبرانُ يقال له: المِجْدَحُ والتَّالِي والتابعُ. قال: وكان بعضُهم يَدْعُو جَناحَي الجَوْزاءِ المِجْدَحَيْنِ. أَو هو نَجْمٌ صغيرٌ بينه⁣(⁣٣) وبين الثُّرَيَّا، حكاه ابن الأَعرابيّ. وأَنشد:

  باتَتْ وظَلَّتْ بأُوامٍ بَرْحِ

  يَلْفَحُها المِجْدَحُ أَيَّ لَفْحِ

  تَلُوذُ منه بجَنَاءِ الطَّلْحِ

  لَهَا زِمَجْرٌ فَوْقَها ذو صَدْحِ⁣(⁣٤)

  ويُضَمّ الميم، حكاه أَبو عُبيدٍ عن الأُمويّ. قال دِرْهَمُ بنُ زَيْد الأَنصاريّ:

  وأَطْعُن بالقَوْمِ شَطْرَ المُلُو

  كِ حَتَّى إِذَا خَفَقَ المِجْدحُ

  أَمرْتُ صِحابي بأَنْ يَنْزِلُوا

  فنَامُوا قَليلاً وقَدْ أَصبَحُوا⁣(⁣٥)

  ويقال: إِنّ المِجْدَح: ثَلاثةُ⁣(⁣٦) كواكِبَ كالأَثافِي، كأَنها مِجْدَحٌ له ثَلاثُ شُعَبٍ، يُعتَبرُ بطُلوعِها الحَرُّ. قال ابن


(١) في ديوانه: «فحجحجا».

(٢) بالأصل «الغرّ» بدل «العزّ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله الغرّ كذا في النسخ والذي في اللسان العزّ بالعين والزاي».

(٣) أي بين الدّبران والثريا.

(٤) بالأصل: «ذو سطح» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله ذو سطح، الذي في اللسان: «ذو صدح» وفيه زمجر: صوت، كذا حكاه بكسر الزاي. انظر بقية عبارته فإِنها نفيسة».

(٥) ومعنى قوله: وأطعن بالقوم شطر الملوك أَي أقصد بالقوم ناحيتهم لأن الملوك تحب وفادته إِليهم.

(٦) بالأصل والتهذيب «ثلاث» وما أثبت عن اللسان.