تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الحاء

صفحة 21 - الجزء 4

فصل الثّاءِ المثلّثة مع الحاءِ

  [ثجح]: * ومما يستدرك عليه في هذا الفصل: ماءٌ ثَجاحٌ، كما قُرِئ به، حكاه القاضي البِيضاويّ وغيرهُ، قالوا: ومَثاجِحُ الماءِ: مَصابُّه.

  [ثحح]: الثَّحْثَحَة: صَوتٌ فيه بُحَّةٌ عند اللهَاةِ، وأَنشد:

  أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِيحِ⁣(⁣١)

  وعن أَبي عَمرٍو: يقال: قَرَبٌ ثَحْثَاحٌ: شَديدٌ، مثلُ حَثْحَاث، وقد تقدّم.

  [ثعجح]: اثْعَنْجَحَ المَطَرُ: بمعنى اثْعَنْجَرَ، إِذا سالَ وكَثُرَ ورَكِبَ بعضُه بَعْضاً. قال أَبو تُرابٍ: هكذا سَمِعْتُ عتَيِّرَ بنَ عَرْزَةَ⁣(⁣٢) الأَسَديّ يقول، فذكَرْتُه لشَمِرٍ، فاستَغْرَبه حين سَمِعَه فكَتَبه. وأَنشَدْته فيه ما أَنشدنيه عُتَيِّرٌ لعَديّ بنِ الغاضِريّ في الغَيْث.

  جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوَايَا دُلَّحَا

  كأَنَّ جِنَّاناً وبُلْقاً ضُرَّحَا⁣(⁣٣)

  فِيهِ إِذا ما جُلْبُه تَكلَّحَا

  وسَحَّ سَحّاً مَاؤُه فاثْعَنْجَحَا

  حكاه الأَزهريّ، وقال عن هذا الحرفِ وما قبلَه وما بعدَه في بابِ رُباعيِّ العينِ من كتابه: هذه حُروفٌ لا أَعرِفها، ولم أَجِدْ لها أَصلاً في كُتب الثِّقات الّذين أَخَذوا عن العربِ العاربة ما أَوْدَعُوا كُتُبَهم، ولم أَذكُرْها وأَنا أَحُقُّها، ولكنيّ ذَكرتُها [اسْتِنْدَاراً لها و]⁣(⁣٤) تَعَجُّباً منها، ولا أَدري ما صِحَّتها⁣(⁣٥)، كذا في اللّسان.

  [ثلطح]: * ومما يستدرك عليه:

  ثلطح، قال ابن سيده: رَجلٌ ثِلْطِحٌ كزِبْرِجٍ. أَي هَرِمٌ ذاهِبُ الأَسنانِ.

فصل الجيم مع الحاءِ

  [جبح]: جَبَحَ القَوْمُ بكِعَابِهم وجَبَخُوا بها: رَمَوْا بها ليَنظُروا أَيُّها يَخْرُجُ فائزاً.

  والجَبْحُ بالفتح ويُثلَّث: حيث تُعَسِّل النَّحْلُ إِذا كان غَيْرَ مَصنوعٍ. وقيل: خَلِيَّةُ العَسَلِ، ج أَجْبُحٌ وجِبَاحٌ. وفي التهذيب: وأَجْباحٌ كثيرةٌ. قال الطِّرِمّاح يُخاطِب ابنَه:

  وإِنْ كُنْتَ عِندْي أَنتَ أَحْلَى مِنَ الجَنَى

  جَنَى النَّحْلِ أَضْحَى وَاتِناً بينَ أَجْبُح

  واتِناً: مُقيماً. والخاءُ المعجمة لُغة.

  [جحح]: الجَحُّ: بَسْطُ الشَّيْءِ. وقال الأَزهريّ: جَحَّ الرَّجلُ، إِذا أَكَلَ الجُحَّ⁣(⁣٦)، وهو بالضّمّ البِطِّيخُ الصَّغيرُ المُشَنَّجُ، أَو الحَنْظَلُ قَبْلَ نُضْجِه، واحدته جُحَّةٌ، وهو الذي يُسمِّيه أَهلُ نَجْدٍ الحَدَجُ. والجُحّ عندهم: كُلُّ شَجرٍ انبسطَ على وَجْهِ الأَرضِ، كأَنّهم يُريدون: انْجَحَّ على الأَرضِ، أَي انْسَحَب.

  ويقال: أَجَحَّت المَرأَةُ، إِذا حَمَلتْ فأَقْرَبتْ وعَظُمَ بطْنُها، فهي مُجِحُّ. وقيل: حَمَلَتْ فأَثْقَلَت.

  وفي الحديث «أَنه مَرّ بامرأَةٍ مُجِحّ» قال أَبو عُبيد: هي الحامِلُ المُقْرِبُ.

  وأَصلُه في السِّباعِ. في الصّحاح: قال أَبو زيد: قَيْس كلُّها تَقول لكُلّ سَبُعةٍ إِذا حَمَلَتْ فَأَقْرَبَتْ وعَظُمَ بَطْنُها: قد أَجَحَّت، فهي مُجِحٌّ.

  وقال اللّيث: أَجَحَّت الكَلْبةُ: إِذا حَمَلَتْ فأَقْرَبتْ، والجمْع مَجَاحُّ.

  وفي الحديث: «أَنّ كَلْبَةً كانت في بني إِسرائيلَ مُجِحّاً، فعَوَى جِراؤُها في بطْنها» ويُروى: «مُجِحّةً»، بالهاءِ على أَصْلِ التأَنيث.

  والجَحْجَحُ: السَّيِّدُ السَّمْحُ. وقيل: الكَريمُ. ولا تُوصَف


(١) في التكملة: الشحيح.

(٢) في التهذيب ٣/ ٢٦٣: «غرزة» وفي اللسان (دار المعارف): عروة.

(٣) الأصل والتهذيب والتكملة، وفي اللسان:

كأن حنانا وبلقاً صرّحا

(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: ذكر في اللسان بقية عبارته فقال: ولم أذكرها أنا هنا مع هذا القول إِلا لئلا يحتاج إِلى الكشف عنها فيظن بها ما لم ينقل في تفسيرها» وهذه العبارة سقطت من مطبوعة التهذيب.

(٦) في القاموس: «وأكلُ الجَحِّ» وما أثبت اقتضاه سباق عبارة التهذيب واللسان. وضبطت الجح هنا مثل ضبط التهذيب واللسان.