تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سأد]:

صفحة 3 - الجزء 5

فصل السين مع الدال المهملتين

  [سأد]: الإسآد كالإكرام: الإغْذاذ في السَّيْرِ، وسيأْتي أَغذّ، في المعجمة.

  أَو الإِسآد: سَيْرُ اللَّيْلِ كلّه بلا تَعْرِيس فيه، كما أَن التأْويبَ سَيْرُ النهارِ لا تعريجَ فيه.

  قلت: هو قول المبرّد. قال الجوهريّ وهو أَكثرُ ما يُستعمَل⁣(⁣١)، وأَنشد قول لَبِيد:

  يُسْئِدُ السَّيْرَ عليها راكِبٌ ... رابِطُ الجَأْشِ على كُلِّ وَجَلْ

  ومن سجعات الأَساس: أسْعَدَ يَوْمَهُ إسْعَاداً، مَنْ أَسْأَدَ لَيلَتهُ إسْآداً.

  أو الإِسْآد: سَيرُ الإِبِلِ اللَّيْلَ مَع النَّهَارِ: وهو قول أَبي عَمْرو.

  وسَئِدَ كفَرِح: شَرِبَ، عن الصاغانيّ.

  وسَئِدَ جُرْحُه: انتقَضَ، يَسْأَد سأَداً فهو سَئِدٌ، عن أَبي عَمْرو. وأَنشد:

  فبِتُّ من ذَاكَ سَاهراً أَرِقاً ... أَلْقَى لِقَاءَ اللَّاقِي من السَّأَدِ

  وسأَدَه، كمَنَعه سَأْداً، بفتح فسكون، على القياس وسَأَداً، محرَّكَةً على غير قياسٍ: خَنَقَه.

  ويقال للمرأَة: إِنّ بها أَي فيها سُؤْدَة، بالضّمّ، أَي بَقِيّة من الشَّباب والقُّوّة.

  وفي الصّحاح: المِسْأَدُ، كمِنْبَرٍ: نِحْيُ السَّمْنِ والعَسَلِ⁣(⁣٢)، يُهْمز ولا يُهْمَز، فيقال: مِسَادٌ، فإذا هُمِز فهو مِفْعَلٌ، وإذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ.

  وقال الأَحمرُ: المُسْأَدُ من الزَّقَاق أَصغَرُ من الحميت. وقال شَمِر: الذي سَمِعْنَاه المُسْأَب، بالباء: الزِّقُّ العَظِيم.

  وبَعير به سُؤَادٌ، كغُرَاب: داءٌ يأْخُذُ الإِنسانَ، هكذا في النُّسخ، وفي بعض الأُمَّهات: الناسَ، وهو الصواب⁣(⁣٣).

  والإِبِلَ والغنمَ مِنْ شُرْبِ وفي بعض الأُمّهات: على الماءِ المِلْح وقد سُئِدَ، كعُنِيَ، فهو مَسْؤُودٌ، إِذا أَصابه ذلك الدَّاءُ.

  ولم يذكر المصنِّف السَّأْد، وهو المَشْي. قال رُؤبة:

  من نَضْوِ أَوْرَامٍ تَمشَّتْ سَأْدَا

  وقال الشّمّاخُ:

  حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إِلَّا تَلَفُّتَها ... باللَّيْلِ في سَأَدٍ مِنها وإِطراقِ

  وأَسأَد السَّيْرَ: أَدْأَبه. أَنشدَ اللِّحْيَانيُّ:

  لم تَلْقَ خَيْلٌ قَبْلَهَا ما لَقَيَتْ ... مِن غِبِّ هَاجرةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِ

  [سبد]: السَّبْدُ، بفتح فسكون: حَلْقُ الشَّعَرِ واستئصالُه، كالإِسْبادِ، والتَّسْبِيدِ.

  وقال أَبو عَمرٍو: سَبَدَ شَعرَه وسَبَّدَه وأَسْبَدَه وسَبَّتَه، إِذا حَلَقَه.

  والسِّبْد بالكسر: الذِّئْبُ أَخَذَه من قول المُعَذَّل بن عبدِ الله:

  من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَهُ ... بُصرِّفُ سِبْداً في العِيَانِ عَمَرَّدَا⁣(⁣٤)

  ويروى سِيداً والسَّبْد: الدَّاهِيَةُ، كالسَّبْدة


(١) عبارة الصحاح: وأكثر ما يستعمل ذلك في سير الليل.

(٢) الصحاح: أو العسل.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: قوله: وهو الصواب، انظر ما وجهه، وهو ساقط من بعض النسخ».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في اللسان: قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أي تصبه. والعمرد: الطويل. وظن بعضهم أن هذا البيت لجرير وليس له، وبيت جرير هو قوله:

على سابح نهدٍ يشبَّه بالضحى ... إذا عاد فيه الركض سيدا عَمَرَّدا»

وقوله العيان بياء مثناة تحتية خطأ صوابه العنان بالنون، يريد عنان الحصان.