تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جنبح]:

صفحة 32 - الجزء 4

  وكلّ ذلك مَجَازٌ.

  وجَنَاحُ الرَّحَى: ناعُورُها.

  وجَنَاحَا النَّصْلِ: شَفْرَتاه.

  ونَاقَةٌ مُجْتَنِحةُ الجَنْبَيْنِ: واسِعتُهَما.

  وجنَحت الإِبلُ: خَفَضتْ سَوَالِفَها⁣(⁣١). وقيل: أَسْرَعت.

  قال أَبو عبيدة: النَّاقَة البارِكَةُ إِذا مَالَت على أَحَدِ شِقَّيْهَا يقال: جَنَحَتْ.

  وجَنَحتِ السَّفِينَةُ تَجْنَح جُنوحاً: انْتَهتْ إِلى الماءِ القَلِيلِ فَلَزِقَت بالأَرض فلم تَمْضِ؛ كذا في الأَساس واللّسان⁣(⁣٢).

  وفي التهذيب: الرَّجل يَجْنَح: إِذا أَقبَلَ على الشَّيْءِ يَعمله بيدَيْه وقد حَنَى عليه صدْرَه. وقال ابنُ شُميلٍ: جَنَحَ الرَّجلُ على مِرْفَقيْه: إِذا اعتَمدَ عليهما وقد وَضَعَهما بالأَرضِ أَو عَلى الوِسادةِ، يَجْنَح جُنُوحاً وجَنْحاً.

  والمَجْنَحَةُ: قِطْعةُ أَدَمٍ تُطْرَحُ على مُقَدَّمِ الرَّحْلِ يَجْتَنِح الرَّاكبُ عليها.

  ويقال: أَنا إِليك بجُنَاحٍ، أَي مُتَشَوِّقٌ؛ كذا حُكِيَ بضمّ الجيم. وأَنشد:

  يا لَهْفَ هِنْدٍ بعد أُسْرةِ واهِبٍ

  ذَهَبُوا وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ

  أَي متشوِّقاً.

  وجَنحَ الرَّجلُ يَجْنَح جُنُوحاً: أَعْطَى بِيَدِه. وعن ابن شُميْلٍ: جَنَحَ الرَّجلُ إِلى الحرُورِيَّةِ، وجنَحَ لهم: إِذا تابَعَهم وخَضَعَ لهم.

  والجَناحِيَّة: طائِفَةٌ من غُلاة الرَّوافِض؛ ذكرَه ابنُ حَزْمٍ، وأَبو إِسحاقَ الشّاطِبيّ.

  ومن المجاز: قَدَّمَ لنا⁣(⁣٣) ثَرِيدةً ولها جَنَاحَانِ من عُرَاقٍ، ومُجنَّحَةً بالعُرَاقِ؛ كذا في الأساس.

  [جنبح]: ومما يستدرك عليه: الجُنْبُح: العَظيمُ. وقيل: الجُنْبُخ، بالخاءِ؛ أَوْرَده في اللسان.

  [جندح]: جُنَادِحُ بن مَيْمُونٍ كعُلابِطٍ صَحابيٌّ شَهِدَ فَتْح مِصْر، ذكره ابنُ يونُس، وأَوردَه ابن فَهْد في معجمه.

  [جوح]: الجَوْحُ: البِطِّيخُ الشّامِيّ، والإِهْلاكُ والاسْتِئصالُ. وقد جَاحَتْهم السَّنَةُ جَوْحاً وجِيَاحاً⁣(⁣٤) كالإِجاحة والاجْتِيَاح. وقد أَجاحَتْهم واجْتَاحَتْهم اسْتَأْصَلتْ أَموالَهم.

  وفي الحديث: «أَعاذَكم الله من جَوْحِ الدَّهْرِ» واجْتَاحَ العدُوُّ مالَه: أَتَى عليه، ومنه الجائحة: للشِّدَّة والنَّازِلَة العظيمة الّتي تَجْتَاحُ المَالَ من سَنَةٍ أَو فِتْنَة. وكلُّ ما اسْتَأْصلَه: فقد جَاحه واجْتَاحَه. وجَاحَ الله مالَه وأَجاحَه: بمعنَى أَهْلَكه بالجائِحة. والجَوْحةُ والجائِحة: للْسَّنَةِ المُجْتَاحَةِ للمالِ، قاله واصل. وقال الأَزهريّ عن أَبي عُبيدٍ: الجائِحةَ: المُصِيبةُ تَحُلّ بالرَّجل في ماله فتَجْتَاحه كلَّه. وقال ابن شُميل: أَصابَتْهم جائِحَةٌ، أَي سَنةٌ شديدةٌ اجتاحَتْ أَموالهم. وقال أَبو منصورٍ: والجائِحة تكون بالبَرَد يَقَعُ من السَّماءِ إِذا عَظُمَ حَجْمُه فكَثُرَ ضَرَرُه، وتكون بالبَرْدِ⁣(⁣٥) المُحْرِق أَو الحَرّ المُحْرِقِ⁣(⁣٦). قال شَمِرٌ: وقال إِسحاقُ: الجائِحة إِنما هي آفةٌ تَجتاحُ الثَّمَر، سَمَاوِيّة، ولا تكون إِلّا في الثِّمَار.

  والمِجْوَحُ، كمنْبَرٍ: الّذي يَجْتَاحُ كلَّ شَيْءٍ أَي يستأْصِله.

  والجَاحُ: السِّتْر، وهو الإِجاحُ كما تقدّم، والوِجاحُ، كما سيأْتي.

  والأَجْوحُ: الواسِعُ من كلِّ شيْءٍ ج جُوحٌ، بالضّمّ.

  وتقول جَوَّحْتُ رِجْلي تَجْوِيحاً: أَي أَحْفَيْتُها.

  وعن ابن الأَعرابيّ: جاحَ يَجُوحُ جَوْحاً، إِذا أَهْلَك مالَ أَقرِبائه.

  وجاحَ يَجُوحُ، إِذا عَدَل عن المَحَجَّةِ إِلى غيرِها.


(١) زيد في اللسان: في السير.

(٢) هذه عبارة اللسان، وهي باختلاف بسيط في الأساس.

(٣) الأساس: إِلينا.

(٤) اللسان: وجياحة.

(٥) في اللسان بالبَرَد بفتح الراء، وما أثبت عن التهذيب فالبرد بفتح الراء: حب الغمام وهو سحاب كالجمد سمي بذلك لشدة برده، والبرد بسكون الراء ضد الحر والقيظ.

(٦) في اللسان: المفرط.