تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذعت]:

صفحة 52 - الجزء 3

  ذَخْكَت⁣(⁣١) كجَعْفَرٍ: قريةٌ بالرُّوذَبارِ وراءَ نهرْ سَيْحُونَ.

  منها: أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عُثْمَانَ بْنِ أَحمدَ المُسْتوْفِي أَحدُ الأَئمّةِ، سكنَ سَمَرْقَنْدَ، وحدَّثَ بها [توفي سنة ٥٠٦]⁣(⁣٢).

  [ذعت]: ذَعَتَهُ، مثلُ: ذَأَتَهُ، وذَعَتَهُ، يَذْعَتُهُ، ذَعْتاً: مَعَكَهُ في التُّرابِ، كأَنّه يَغُطُّه في الماءِ. وذَعَتَهُ: دَفَعَهُ دَفْعاً عَنِيفاً وغَمَزهُ غَمْزاً شديداً. وكذلك زَمَتَهُ زَمْتاً: إِذا خَنَقَهُ.

  وذَعَتَهُ، وذَأَطَهُ: إِذا خَنَقَهُ أَشدَّ الخَنْق.

  وفي الحديث «إِنّ الشَّيْطانَ عَرَضَ لي يقْطَعُ صَلاتِي، فأَمْكَننِي الله منه فذَعَتُّهُ»، أَي: خَنَقْتُهُ.

  [ذعلت]: * ومِمّا يُستدرَك عليه: ذعَالِتُ، لغة في ذَعالِب. ذكرَه في التَّهْذِيب في ترجمة ذعلب، وأَنشدَ قول أَعرابيّ من بني عَوْفِ بن سَعْدٍ:

  صَفْقةُ ذِي ذَعالِتٍ سَمُولِ ... بَيْعَ امْرِئٍ ليس بمُسْتَقِيلِ

  قال: وقيل: هو يُرِيدُ الذَّعالِبَ، فينبغي أَن يكونا لُغتيْنِ، وغيرُ بعِيدٍ أَن تُبْدَل التاءُ من الباءِ، إذ قد أُبْدِلت من الواو، وهي شريكةُ الباءِ⁣(⁣٣) في الشَّفَة، قال ابْنُ جِنِّي: والوجْهُ أَن تكون التّاءُ بدلاً من الباءِ؛ لأَنّ التاءَ أَكثر استعمالاً، انتهى.

  [ذغت]: * ومما يُستدركُ عليه: ذَغَتَهُ ذَغْتاً، مثل: ذَعَتَه، صَحَّحَه غيرُ واحِدٍ، وهو مُسْتَدْرَكٌ على الجماعة.

  [ذمت]: ذَمَتَ، يَذْمِتُ ذَمْتاً، من باب ضَرَبَ: تَغيَّرَ وهُزِلَ، عن أَبي مالك.

  [ذيت]: وقال أَبو عُبيْد⁣(⁣٤): يقولون: كان من الأمر ذَيْتَ وذَيْتُ، مُثلَّثة الآخِرِ والمشهور الفتحُ، وحُكِي الكسرُ، وأَمّا الضَّمّ، فغيرُ معروف، إِلّا ما جاءَ عن أَبي جعفر ابْنِ القطّاعِ السَّعْدِيّ. وذَيَّةَ وذَيَّةَ، وذَيَّا وذَيَّا، كلّ ذلك بمعنى كَيْتَ⁣(⁣٥) وكَيْتَ. وهي من أَلفاظ الكِنَايات، قال شيخُنا: ثمّ صَريحُ كلام المصنِّف أَنّ التّاءَ أَصلٌ وأَنّها هي لامُ الكلمة. وقال الشيخُ أبو حَيّان في شرح التَّسهيل: تاءُ ذَيْت وكَيْت، بدلٌ من الياءِ، والأَصل ذَيَّة، فحذفُوا هاءَ التّأْنيث، وأَبدلُوا من الياءِ الّتي هي لامُ الكلمة تاءً، وقد نطقُوا بالأصل، قالوا: كان من الأمر كَيّة وكَيّة وذَيّة وذَيّة. وهذا هو الّذي صرّح به أَكثرُ أَئمّة الصَّرْف، وعليه فمَوْضِعُهُ المعتلّ، وذِكرُه هنا غير سديد. انتهى، وقال الجوهريّ في المعتلّ: وأصلُ ذيْت: ذَيْو، على فَعْل ساكنة العين، فحُذِفت الواوُ، فبقي على حَرفين، فشُدّد، كما شُدّد «كي» إِذا جعلته اسماً، ثم عُوِّض من التَّشديد التّاءَ، فإِن حَذفْتَ التّاءَ، وجئتَ بالهاءِ، فلا بُدَّ من أَن تَرُدَّ التّشديدَ، تقول: كان ذَيَّة وذَيَّة⁣(⁣٦) وإِنْ نسبت إِليه، قلتَ: ذَيِويّ كما تقول بَنَوِيّ في النِّسْبَة إِلى البِنْت. قال ابنُ برّيّ: الصَّوابُ أَنّ أصله ذَيّ، لأَنَّ ما عَيْنُهُ ياءٌ، فلامُهُ ياءٌ.

  وأَبو الطّاهِر عبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمد بنِ عِلْكِ بنِ ذَاتٍ السّاوِيّ فقِيهٌ مُحدِّثٌ عن أَبي الحُسيْن بن النّقور، وعنه إِسماعيلُ الطَّلْحيّ، مات سنة ٤٨٤. وابنُه عليُّ بنُ عبدِ الرَّحْمن، حدَّث عن رِزْق الله التَّميميّ. مات سنة ٥٢٥.

فصل الراءِ مع المثنّاة الفوقية

  [ربت]: الرَّبَتُ، مُحَرَّكةً، وضبَطه الصّاغانيّ بالفتح⁣(⁣٧): الاسْتِغْلاقُ.

  والتَّرْبِيتُ بمعنى التَّرْبِيةِ، كالرَّبْتِ، يقال: رَبَتَ الصَّبِيَّ، ورَبَّتَه: رَبَّاهُ، كتَرَبَّتَهُ؛ قال الرّاجزُ:

  سمَّيْتُها إِذْ وُلِدتْ: تَمُوتُ ... والقَبْرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ

  ليْسَ لِمَنْ ضُمِّنَهُ تَرْبِيتُ


(١) كذا بالأصل واللباب، وفي معجم البلدان بالثاء المثلثة.

(٢) زيادة عن اللباب ومعجم البلدان.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «التاء».

(٤) الصحاح واللسان: أبو عبيدة.

(٥) في القاموس: أي كيت وكيت.

(٦) اللسان: وذَيَّة.

(٧) ضبطت في التكملة بسكون الباء ضبط قلم.