تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نوس]:

صفحة 25 - الجزء 9

  بضَمِّ النُّونِ، وفَسَّرها بالقَطَا، نقله الصّاغَانِيُّ.

  والتَّنْمِيسُ: التَّلْبِيسُ، وقد نَمَّسَ عليه الأَمْرَ، إِذا لَبَّسَه، قيل: ومنه اشتقَاقُ النِّمْس، للدّابَّة.

  ونَامَسَهُ مُنَامَسَةً ونِمَاساً: سَارَّهُ، يقال: ما أَشْوَقَنِي إِلى مُنَاسَمَتِكَ ومُنَامَسَتِكَ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لِلْكُمَيْتِ:

  فَأَبْلِغْ يَزيداً إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِمَا والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا

  هكذا وقع «وعَمَّيْهِمَا» على التَّثْنِيَة، والصَّوابُ: وعَمَّهُمَا، على التَّوْحيد. ويَزِيدُ: هو ابنُ ظالِمِ بنِ عبدِ الله ومُنْذِرٌ: هو ابنُ أَسَدِ بنِ عبدِ الله، وعَمُّهما: هو إِسماعِيلُ بنُ عبدِ الله.

  والمُسْتَسِرُّ: هو خالِدُ بنُ عبدِ الله. قاله الجَوْهَرِيُّ⁣(⁣١).

  وقيل: النَّامِسُ: هو الدّاخِلُ في النّامُوسِ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَنْمَسَ بَيْنَهُم إِنْماساً: أَرَّشَ وآكَلَ، وأَنشد:

  وما كُنْتُ ذا نَيْرَبٍ فِيهِمُ ... ولا مُنْمِساً بَيْنَهُمْ أَنْمِلُ

  أُؤرِّشُ بَيْنَهُمْ دَائِباً ... أَدِبُّ وذُو النُّمْلَةِ المُدْغِلُ

  ولكِنَّنِي رَائِبٌ صَدْعَهُمْ ... رَفُؤءٌ⁣(⁣٢) لِمَا بَيْنَهُمْ مُسْمِلُ

  وانَّمَسَ الرَّجُلُ، كافْتَعَل، أَي اسْتَتَرَ، قال الجوهريُّ: وهو انْفَعَل، وإِنَّمَا وَزَنَه المصنِّفُ بافْتَعَل لِيُرِيَنا تَشديدَ النُّونِ، لا أَنَّه مِن بابِ الافْتِعَال، فتأَمَّلْ. وقالَ غيرُه: انَّمَسَ الرَّجُلُ في الشَّيْءِ، إِذا دَخَلَ فيه، وانَّمَسَ انِّمَاساً: انْغَلَّ في سُتْرَةٍ، وقال ابنُ القَطّاعِ: يُقَال: انْدَمَجَ الرجُلُ وادَّمَجَ وادْرَمَّجَ وانَّمَسَ وانْكَرَسَ وانْزَبَقَ وانْزَقَب، إِذا دَخَل في الشَّيْءِ واسْتَتَر.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  نَمَّسَ الشَّعْرُ تَنْمِيساً: أَصَابَهُ دُهْنٌ فتَوسَّخَ. ونَمَّسَ الأَقِطُ فهو مُنَمِّسٌ: أَنْتَنَ، قال الطِّرِمّاحُ:

  مُنَمِّسُ ثِيرانِ الكَرِيصِ الضوائنِ⁣(⁣٣)

  والكَرِيصُ: الأَقِطُ. وثِيرَانٌ: جَمْعُ ثَوْرٍ، وهي القِطْعَةُ منه.

  والنَّمَسُ، مُحَرَّكةً: رِيحُ اللَّبَنِ والدَّسَمِ، كالنَّسَمِ.

  والنّامُوسُ: المَكْرُ والخِداعُ، يُقَال: فُلانٌ صاحِبُ نامُوسٍ ونَوَامِيسَ ومنه نَوامِيسُ الحُكَمَاءِ.

  والنَّامِسُ والنَّامُوسُ: دُوَيْبَّةٌ غَبْرَاءُ كهَيْئَةِ الذَّرَّةِ تَلْكَعُ النّاسَ، قال الجَاحِظُ: تَتولَّدُ في المَاءِ الرّاكِد.

  والنّامُوسُ: بَيْتُ الرّاهِبِ.

  والنَّامُوسُ: وِعَاءُ العِلْمِ.

  والنّامُوسُ: السِّرُّ، مَثَّل به سِيبَوَيْه وفَسَّره السِّيرَافِيُّ.

  ونَمَسْتُه: سارَرْتُه.

  ونَمَسْتُ السِّرَّ أَنْمِسُه نَمْساً: كَتَمْتُه.

  والنّامُوسُ: الكَذَّابُ.

  ونَمَسَ بَيْنَهُم نَمْساً: أَرَّشَ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  والنّامِسُ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ.

  والنُّمُوسِيُّ، بالضَّمّ: لَقَبُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَن، أَحَدِ الأَوْلِيَاءِ المَشْهُورِينَ ببُولَاق، لأَنَّه كان إِذا مَشَى تَبِعَتْه الأَنْمَاسُ، وأَتْبَاعُه يُعْرَفُونَ بذلِك، نَفَعنا الله به.

  [نوس]: النَّوْسُ، بالفَتْحِ، والنَّوَسَانُ، بالتَّحْرِيكِ: التَّذَبْذُبُ، وقد ناسَ الشَّيْءُ يَنُوسُ نَوْساً⁣(⁣٤) ونَوَسَاناً: تَحَرَّك وتَذَبْذَبَ مُتَدَلِّياً.

  وذُو نُوَاسٍ، بالضّمّ: زُرْعَةُ بنُ حَسّانٍ، وهو ذُو مُعَاهِرٍ تُبَّع الحْمِيَريُّ مِن أَذْوَاءِ اليَمَنِ ومُلُوكِهَا، سُمِّيَ بِذلِك لِذُؤابَةٍ كانَتْ تَنُوسُ، ونَصُّ الصّحاح: لِذُؤابَتَيْن كانَتَا تَنُوسَانِ عَلَى ظَهْرِه، وفي غيرِه: على عاتِقَيْه.

  وأَبُو نُوَاسٍ الحَسَنُ بنُ هانِئِ الشاعِرُ، م، معروفٌ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قاله الجوهري، لم أجد هذه العبارة في الصحاح، وإنما هي عبارة التكملة، وفي التكملة: ويزيد هو يزيد بن خالد بن عبد الله.

(٢) في التهذيب واللسان: رقوء بالقاف. ورقوء بالقاف وبالفاء بمعنى مصلح، رقأت ورفأت: أصلحت.

(٣) بالأصل «الكربص» وما أثبت عن الديوان، وصدره فيه:

وشاخس فاه الدهر حتى كأنه

(٤) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «ناسا».