تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كدع]:

صفحة 417 - الجزء 11

  مُمْتَلِئِةٌ غَلِيظَةٌ، وقال أَيْضاً - في «ب ث ع» -: شَفَةٌ كاثِعَةٌ باثِعَةٌ، أَيْ: مُمْتَلِئَةٌ مُحْمَرَّةٌ مِن الدَّمِ. ورَجُلٌ أَكْثَعُ غَلِيظُ اللِّثَةِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِقالَ اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ مُكَثِّعَةٌ، كمُحَدِّثَةٍ: كثُرَ دَمُ شَفَتِها، والكَثْعَةٌ، بالفَتْحِ، ويُضَمُّ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ: ما تَرْمِي القِدْرُ من الطُّفاحَةِ، والهَمْزَةُ لُغَةٌ فيه.

  وِالكَثْعَةُ والكَثْأَةُ أَيْضاً: ما عَلا⁣(⁣١) اللَّبَنَ مِنَ الدَّسَمِ والخُثُورَةِ، يُقَالُ: شَرِبْتُ كَثْعَةً من اللَّبَنِ، أَيْ: حِينَ ظَهَرَتْ زُبْدَتُه.

  وِالكُثْعَةُ، بالضَّمِّ: الفَرْقُ الَّذِي وَسَطَ ظاهِرِ الشَّفَةِ العُلْيَا، كما في اللِّسَانِ.

  وِكَثَّعَ الجُرْحُ تَكْثِيعاً: بَرَأَ أَعْلاهُ وهُوَ عَلى غُبْرٍ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  وِكَثَّعَ اللَّبَنُ تَكْثِيعاً: عَلاهُ الكُثْعَةُ، والهَمْزَةُ لُغَةٌ فيه.

  وِكَثَّعَتِ الأَرْضُ تَكْثِيعاً: نَجَمَ نَبَاتُهَا، وكَذِّلِكَ: كَثَّأَ تَكْثِئَةً، كما مَرَّ.

  وِكَثَّعَتِ القِدْرُ تَكْثِيعاً: رَمَتْ بزَبَدِهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكَذلِكَ كَثَّأَتْ، وفي المُحِيطِ: ارْتَفَعَ زَبَدُهَا ولَمّا تَغْلِ بَعْدُ.

  وِكَثَّعَتْ لِحْيَتُه تَكْثِيعاً: خَرَجَتْ دُفْعَةً، وفي المُحِيطِ ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَوْ كَثَّعَتْ: إِذَا طالَتْ وكَثُرَتْ، كما فِي المُحِيطِ أَيْضاً، زادَ في اللِّسَانِ: وكَثُفَتْ، والهَمْزَةُ لُغَةٌ فيهِ، ومَرَّ إِنْشَادُ ابنِ السِّكِّيتِ هُنَاكَ⁣(⁣٢).

  وِكَثَّعَ السِّقاءَ تَكْثِيعاً: أَكَلَ ما عَلاهُ من الدَّسَمِ، كما في المُحِيطِ، والهَمْزَةُ لُغَةٌ فيه، يُقَالُ للقومِ: ذَرُونِي أُكَثِّعْ سِقاءَكُمْ وأُكَثِّثْهُ، أَي آكُلُ ما عَلاهُ من الدَّسَمِ، وقَد تَقَدَّم.

  وِالكَثَعَةُ مُحَرَّكَةً: الطِّينُ كَما في اللِّسَانِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الكُثُوعُ، بالضمِّ: الثُّلُوط، الواحِدُ كَثْعٌ. ولَبَنٌ مُكَثِّعٌ، كمُحَدِّثٍ: ظَهَرَ دَسَمُه فَوْقَه.

  وِالكُثَعَةُ، كهُمَزَةٍ: اللِّحْيَةُ الكَثِيفَةُ.

  وِالكَوْثَعُ، كجَوْهَرٍ: اللَّئِيمُ مِنَ الرِّجالِ، والأُنْثَى كَوْثَعَةٌ، كما في اللِّسَانِ، وقَدْ يُقَالُ في الأَخِيرِ: إِنَّهُ بالمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ، كما تَقَدَّمَ.

  [كدع]: الكِداعُ⁣(⁣٣)، ككِتَابٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ جَدٌّ لمعْشَرِ بنِ مالِكِ بنِ عَوْف بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ حَرِيمِ بنِ جُعْفِيٍّ، هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، والّذِي قالَهُ اللَّيْثُ: إِنَّ الكِدَاعَ لَقَبٌ لمَعْشَرٍ المَذْكُورِ، لا أَنَّه جَدٌّ له،

  وِالَّذِي قُتِلَ مَعَ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ ® بالطَّفِّ مِنْ كَرْبَلاءَ إنَّما هُوَ مِنْ وَلَدِه: بَدْرُ بنُ المَعْقلِ بنِ جَعْوَنَةَ بنِ عَبْدِ الله بنِ حُطَيْطِ بنِ عُتْبَةَ بنِ الكِدَاع، كما في العُبابِ، وقد وَهِمَ المُصَنِّفُ وَهَماً فاحِشاً، عَفَا اللهُ عنه، وهو القائِلُ يَوْمَ الطَّفِّ.

  أَنا ابنُ جُعْفٍ وأَبِي الكِدَاعُ ... وِفي يَمِينِي مُرْهَفٌ قَرّاعُ

  وِزادَ ابنُ الكَلْبِيِّ: - في جَمْهَرَةِ⁣(⁣٤) نَسَبِ جُعْفِيٍّ -:

  وِمارِنٌ⁣(⁣٥) ثَعْلَبُهُ لَمّاعُ

  وِكَدَعَهُ، كمَنَعَهُ كَدْعاً: دَفَعَهُ دَفْعاً شَدِيدًا.

  وِمنه: الكُدْعَةُ، بالضَّمِّ وهُوَ: الذَّلِيلُ المُدَفَّعُ.

  [كربع]: كَرْبَعَه أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ اللَّيْثُ: أَي: صَرَعَه فَتَكَرْبَعَ: وَقَعَ على اسْتِه، وكَذلِكَ: بَرْكَعَهُ فتَبَرْكَعَ، وقد تَقَدَّمَ، وأَنْشَدَ:

  دَرْقَعَ لَمّا أَنْ رآهُ دَرْقَعَهْ ... لو أَنَّه يَلْحَقُه لكَرْبَعَهْ

  وِكَرْبَعَ الشَّيْءَ بالسَّيْفِ: قَطَعَه، وكَذلِكَ: كَعْبَرَهُ، وبَرْكَعَه، كما تَقَدَّمَ.


(١) في القاموس: «ما على اللبنِ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «ما علا اللبنَ» وفي اللسان كالقاموس «ما على اللبنِ».

(٢) يعني في مادة كثأ،

وِأنت امرؤ قد كثأتْ لك لحيةٌ ... كأنك منها قاعد في جوالقِ

ويروى أيضاً: كنتأت.

(٣) ضبطت في التكملة، بالقلم، بضم الكاف، وفيها: الكداع: هو معشر بن مالك.

(٤) بالأصل «قمهرة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله قمهرة، كذا بالأصل» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.

(٥) كذا ولعله «مرّان» كما في جمهرة ابن حزم ص ٤٠٩.