تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زدع]:

صفحة 187 - الجزء 11

  القَيْسِ بنِ حمامة⁣(⁣١) بنِ وائِلِ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  أَحْرَزْتَ أَيَّامَكَ يا رَاعِي ... أَضاعَها رَوْحُ بنُ زِنْباعِ

  قلت: وزِنْبَاعٌ له رُؤْيَةٌ، وولَدُه رَوْحٌ من التّابِعِينَ. وقالَ مُسْلِمُ بن الحَجّاجِ: رَوْحُ بنُ زنْبَاعٍ الجُذامِيُّ له صُحْبَةٌ.

  وِالزِّنْبَاعَةُ بهاءٍ: طَرَفُ الخُفِّ والنَّعْلِ.

  وِتَزَبَّعَ الرجلُ: تَغَيَّظَ، كتَزَعَّبَ نقَلَه أَبو عُبَيْدٍ، ومنه حَدِيثُ عَمْرِو بنِ العاص: «فجَعَل يَتَزَبَّعُ لمُعَاوِيَةَ» أَي: يَتَغَيَّظُ.

  وِقِيلَ: تَزَبَّعَ: عَرْبَدَ، قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ ¥ يَرْثِي أَخاهُ مالِكاً:

  وِإِنْ تَلْقَه في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فَاحِشاً ... على الشَّرْبِ ذا قَاذُورَةٍ مُتَزَبِّعَا

  وِقالَ اللَّيْثُ: تَزَبَّع الرَّجُلُ، إِذا فَحُشَ وساءَ خُلُقُه، وفي النِّهَايَةِ: التَّزَبُّع: التَّغْيُّر وسُوءُ الخُلُقِ، وقِلَّةُ الاسْتِقَامة، كأَنَّهُ من الزَّوْبَعَةِ: الرِّيحِ المَعْرُوفَةِ.

  وِقيل: تَزَبَّعَ، دَاوَمَ على الكَلامِ المُؤْذِي، ولَمْ يَسْتَقِمْ، وقالَ اللَّيْثُ: تَزَبَّعَ: آذَى النّاسَ وشَارَّهُمْ، قال العَجّاجُ:

  وِإِنْ مُسِيءٌ بالخَنَى تَزَبَّعَا ... فالتَّرْكُ يَكْفِيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعَا⁣(⁣٢)

  وقال الصّاغَانِيُّ: الرَّجَزُ لرُؤْبَةَ لا للعَجّاجِ:

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الزَّوابعُ: الدَّواهِي.

  وَرَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن المُفَضَّلِ: الزَّوْبَعَةُ: مِشْيَةُ الأَحْرَدِ، [وهو البَعِير الذي إِذا مَشَى ضَرَبَ بيَدِه الأَرْضَ ساعةً، ثم يَسْتَقِيمُ]⁣(⁣٣)، قال الأَزْهَرِيُّ: ولا أَعْتَمِدُ هذا الحَرْفَ، ولا أَحُقّه، ولا أَدْرِي مَنْ رَواهُ عن المفَضَّلِ.

  [زدع]: زَدَعَ، الجارِيَةَ، كَمَنَعَ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وفي العُبَابِ: أَي جامَعَهَا، وكذلِكَ دَعَزها⁣(⁣٤)، وعَزَدَها.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: المِزْدَعُ، كمِنْبَرٍ: السَّرِيعُ المَاضِي في الأَمْرِ كالمِسْتَعِ.

  [زربع]: زَرْبَعٌ، كجَعْفَرٍ، أَهمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسَانِ، وقال الصّاغَانِيُّ: هو اسمُ ابن زَيْدِ بنِ كَثْوَةَ، وفيه يَقُول:

  وِلَيْلٍ⁣(⁣٥) كأَثْناءِ الرُّوَيْزِيِّ جُبْتُه ... إِذا سَقَطَتْ أَرْوَاقُه دُونَ زَرْبَعِ

  والعَجَبُ من صاحِبِ اللِّسَانِ، فإِنّه أَوْرَدَ هذا البَيْتَ في «د ع ب ع» وفسَّرَه هُنَاكَ بأَنَّ زَرْبَعاً: اسمُ ابْنِه، وأَهْمَلَه هُنا.

  [زرع]: زَرَعَ، كَمَنَعَ، يَزْرَعُ زَرْعاً وزِرَاعَةً: طَرَحَ البَذْرَ، ومنه الحَدِيثُ: «مَنْ كانَتْ له فَلْيَزْرَعْهَا، أَو لِيَمْنَحْهَا أَخاه، فإِنْ أَبى فَلْيُمْسِكْ أَرْضَه» وقيل: الزَّرْعُ: نَبَاتُ كُلِّ شَيْءٍ يُحْرَث. وفي شَرْحِ نَهْجِ البلاغَةِ لابْنِ أَبِي الحَدِيدِ أَنَّه يُقَالُ: زَرَعْتُ الشَّجَرَ، كما يُقَالُ: زَرَعْتُ البُرَّ والشَّعِيرَ، كازْدَرَعَ، أَي احْتَرَثَ، قال الجَوْهَرِيُّ: وأَصْلُه ازْتَرَعَ، افْتَعَل، أَبْدَلُوهَا دَالاً؛ لِتُوافِقَ الزّايَ، لأَنَّ الدّالَ والزّايَ مَجْهُورَتانِ، والتّاء مَهْمُوسَةٌ.

  وِالزَّرْع: الإِنْبَاتُ، يُقَال: زَرَعَ الله، أَي أَنْبَتَ، كذا في الصّحّاحِ، وقالَ الرّاغِبُ: وحَقِيقَةُ ذلِكَ بالأُمُورِ الإِلهِيَّةِ دُونَ البَشَرِيَّةِ، ولِذلِكَ قالَ الله تَعَالَى: {أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ٦٣ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزّارِعُونَ}⁣(⁣٦) فنَسَب الحَرْثَ إِلَيْهم، ونَفَى عَنْهُمْ الزَّرْعَ، ونَسَبَه إِلى نَفْسِه، فإِذَا نُسِبَ إِلى العَبْدِ فلِكَوْنِه فَاعِلاً للأَسْبَابِ الَّتِي هي سَبَبُ الزَّرع، كما تَقُول: أَنْبَتُّ كذا، إِذا كُنْتَ من أَسْبَابِ الإِنْبَاتِ⁣(⁣٧). وقالَ غَيْرُه: المَعْنَى أَأَنْتُم تُنَمُّونَه أَم نَحْنُ المُنَمُّونَ له؟. يُقَال: الله يَزْرَعُ الزَّرْعَ، أَي يُنَمِّيه حَتّى يَبْلُغَ غايَتَه، على المَثَل.

  وِيُقَالُ للصَّبِيِّ: زَرَعَهُ الله، أَي جَبَرَهُ، كما في


(١) في أسد الغابة: حمانة.

(٢) المشطوران في أراجيز رؤبة / ٨٨ برواية «تربعا» وعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه.

(٣) ما بين معقوفتين لم يرد في التهذيب، والعبارة مذكورة في التكملة عن المفضل.

(٤) كذا بالأصل، وفي المطبوعة الكويتية «دعزها».

(٥) عن التكملة وبالأصل «دليل ..».

(٦) سورة الواقعة الآيتان ٦٣ و ٦٤.

(٧) في المفردات: نباته.