تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قوم]:

صفحة 590 - الجزء 17

  وِالقُماقِمُ، كعُلابِطٍ: السَّيِّدُ الكَثيرُ الخَيْرِ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  أَوْرَثَها القُماقِمُ القُماقِما

  وِقُمَّ بالضمِّ: إذا جَمَعَ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وفي المَثَلِ: على هذا دارَ القُمْقُم، بالضمِّ، أَي إلى هذا صارَ مَعْنَى الخَبَر، يُضْرَبُ للرَّجُلِ إذا كانَ خَبِيراً بالأَمْرِ؛ وكَذلِكَ قوْلُهم: على يَديَّ دارَ الحديثُ، كما في الصِّحاحِ.

  وِقُمَيْقِمٌ بالتَّصْغيرِ: لَقَبُ جماعَةٍ في أَسْيوط.

  وِقُمٌّ، بالضمِّ وتَشْديدِ المِيمِ: مِن كُورِ الجَبَلِ بَيْنها وبَيْنَ هَمذان خَمْسُ مَراحِل.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: مَدينَةٌ بينَ أَصْبَهان وساوَةَ، وأَكْثَر أَهْلِها شيْعَة، بَناها الحجَّاجُ سَنَة ثَلاثٍ وثَمَانِيْن، وقد نُسِبَ إليها خَلقٌ كَثيرٌ مِن العُلَماءِ والمحدِّثِين.

  [قنم]: القَنَمَةُ، محرَّكةً: خُبْثُ ريحِ الأَدْهانِ مِثْل الزَّيْتِ ونحوِهِ، كذا في الصِّحاحِ.

  قالَ سِيْبَوَيْه: جَعَلُوه اسْماً للرَّائحَةِ.

  وِيَدُهُ منه قَنِمَةٌ، وقد قَنِمَتْ: اتَّسَخَتْ، كما في الصِّحاحِ.

  وِقَنِمَ سِقاؤُهُ، كفَرِحَ، قَنَماً فهو قاتِمٌ إذا تَمِهَ، أَي أَرْوَحَ وأَنْتَنَ، وكَذلِكَ نمقَ؛ كذا في التهْذِيبِ.

  وِقَنِمَ الجَوْزُ فهو قاتمٌ إذا فَسَدَ.

  وِقَنِمَ الفَرَسُ والإِبِلُ؛ وفي المُحْكَمِ: وِالقَنَمُ في الخيْلِ والإِبِلِ، وغيرُهُ، وليسَ هو في نَصِّ ابنِ سِيْدَه، أَصابَهُ النَّدَى، وفي المُحْكَمِ: أن يُصِيبَ الشعرَ النَّدَى، فرَكِبَه الغُبارُ فاتَّسَخَ.

  وِالأُقْنُومُ، بالضَّمِّ: الأَصْلُ، ج أَقانِيمُ.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وأَحْسَبها رُومِيَّة.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قَنِمَ الطَّعامُ واللحمُ والثَّرِيدُ والرُّطب قَنَماً، فهو قَنِمٌ وِأَقْنَمُ؛ فَسَدَ وتغيَّرَتْ رائِحَتُه؛ قالَ:

  وِقد قَنِمَتْ من صَرِّها واحْتِلابها ... أَنامِلُ كَفَّيْها ولَلْوَطْبُ أَقْنَمُ⁣(⁣١)

  وبقرةٌ قَنِمَةٌ: مُتغيِّرَةُ الرائِحَةِ؛ عن ثَعْلَب.

  [قوم]: القَوْمُ: الجَماعَةُ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ مَعاً، لأَنَّ قَوْمَ كُلّ رجُلٍ شِيعَتُه وعَشِيرَتُه؛ أَو الرِّجالُ خاصَّةً دُوْن النِّساءِ، لا واحِدَ له مِن لَفْظِه.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: ومنه قَوْلُه تعالَى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}⁣(⁣٢) ثم قال: {وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ}⁣(⁣٢) أَي فلو كانتِ النِّساءُ مِنَ القَوْمِ لم يَقُل: {وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ}؛ وقالَ زُهَيْرٌ:

  وِما أَدْرِي وسوفَ إخالُ أَدرِي ... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِساء؟⁣(⁣٣)

  ومنه الحَديْث: «فليُسبِّح القَوْمُ ولتُصَفِّقِ النِّساءِ»⁣(⁣٤).

  قالَ ابنُ الأَثيرِ: القَوْم في الأَصْل مَصْدَر قامَ ثم غلبَ على الرِّجالِ دُوْن النِّساء، وسُمُّوْا بذلِكَ لأنَّهم {قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ} بالأُمورِ التي ليسَ للنِّساء أَنْ يقمْنَ بها.

  ورُوِي عن أَبي العَبَّاس: النَّفَرُ وِالقَوْم والرَّهْط هَؤُلاء معْناهم الجَمْع لا واحِدَ لهم مِن لَفْظِهم للرِّجالِ دُوْنَ النِّساء.

  أَو رُبَّما تَدْخُلُهُ النِّساءُ على سَبيلِ تَبَعِيَّةٍ، لأَنَّ قَوْمَ كلِّ نبيِّ رِجالٌ ونِساء؛ قالَهُ الجَوْهرِيُّ. يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ لأَنَّ أَسْماءَ الجُموعِ التي لا واحِدَ لها مِن لَفْظِها إذا كانَ للآدَمِيِّين يُذَكَّر ويُؤَنَّث مِثْل رَهْطٍ ونَفَرٍ وِقَوْمٍ، قالَ اللهُ


(١) اللسان والأساس.

(٢) الحجرات، الآية ١١.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٢ واللسان والتهذيب والصحاح والمقاييس ٥/ ٤٣.

(٤) في اللسان: وليصفّق.