تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قبأ]:

صفحة 217 - الجزء 1

  وإِنه لَسَرِيعُ الفَيءِ والفَيْئَةِ⁣(⁣١). الرجوع، الأَخيرتان عن اللحياني، وإِنه لحسن الفِيئَة بالكسر، مثل الفِيعَة⁣(⁣٢)، أَي حَسنُ الرجوع، وفي حديث عائشة ^ قالت عن زينب: كُلّ خِلَالِها مَحمودٌ⁣(⁣٣) ما عدا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ تُسْرِع⁣(⁣٤) منها الفِيئَةُ. وهي بِوَزْنِ الفِيعة: الحَالَةُ من الرُّجوع عن الشيء الذي يَكون قد لَابَسَه الإِنسانُ وبَاشَرَه.

  وفي الأَساس: وطَلَّق امرَأَته وهو يَمْلِكُ فِيئَتَها⁣(⁣٥): رَجْعَتَها، وله على امرأَته فِيئَة وهو سريع الغَضب سَرِيع الفَيْئَة، انتهى.

  وقولهم دَخَلَ فلان على تَفِيئَةِ فُلانٍ، وهو من حديث عُمر ¥ أَنه دخل على النبيِّ فكلمه، ثم دخل أَبو بكر على تَفِيئَةِ ذلك أَي على أَثَرِه ومثله على تَئيفَةِ⁣(⁣٦) ذلك، بتقديم الياء على الفاء، وقد تُشَدَّدُ، والتاءُ فيها زائدةٌ على أَنها تَفْعِلَة، وقيل هو مقلوبٌ منه وتاؤُها إِما أَن تكون مَزيدة أَو أَصلِيّة، قال الزمخشري⁣(⁣٧): ولا تَكون مَزيدةً والبِنْيَةُ كما هي من غير قَلْبٍ، فلو كانت التَّفِيئَة تَفْعِلَةً من الفَيْءِ لخرجَتْ على وزن تَهْنِئَةٍ⁣(⁣٨)، فهي إِذاً لو لا القَلْبُ فَعِيلَةٌ لأَجل الإِعلال ولامُها هَمزة، ولكن القَلْبَ عن التَّئِيفَةِ هو⁣(⁣٩) القاضي بزيادة التاءِ، فيكون تَفْعِلةً، كذا في لسان العرب.

فصل القاف

  [قأقأ]: القَأْقَأ⁣(⁣١٠) قال شيخُنا: جَوَّزُوا فيه المَدَّ والقَصْرَ، وأَلزمه بعضٌ سُكونَ الهمزتين على أَنه حِكَاية أَصْوات غِرْبَانٍ جمع غُراب العِرَاق، قيَّده المُصنّف، وأَطلقه غيْرُ واحدٍ.

  والقِئْقِئُ، كَزِبْرِجٍ هو: بَيَاضُ البَيْضِ، والغِرْقِئُ وقد مَرَّ في الغين.

  [قبأ]: قَبأ الطعَامَ كجَمَع: أَكَلَه هذه المادة في جميع نسخ القاموس مكتوبةٌ بالحُمرة، وهي ثابتةٌ في الصحاح، قال:

  قَبَأَ لُغةٌ في قأبَ إِذَا أَكل وشرِب⁣(⁣١١) وقَبَأَ من الشَّرابِ: امتلأَ.

  والقَبْأَةُ كحمزة والقَبَاءَةُ كسَحابةٍ، كذا في النسخ، وهو هكذا في لسان العرب، وفي بعض النسخ القَبَاةُ كَقَفَاةٍ، وفي لسان العرب: وهي أَيضاً القَبَأَة⁣(⁣١١) كَكَتَبَة، كذا حكاها أَهلُ اللغة، والقَبَاءَةُ في القَبْأَةِ كالكَمَاءَة في الكَمْأَةِ⁣(⁣١٢): حَشِيشَةٌ تَنبُتُ في الغَلْظِ، ولا تنبت في الجَبَلِ، تَرتفع على الأَرض قِيسَ الإِصبع أَو أَقلَّ تُرْعَى أَي يَرعاها المالُ.

  [قثأ]: القُثَّاءُ، بالكسر والضم م أَي معروفٌ، والكسر أَكثرُ أَو هو الخِيَارُ كذا في الصحاح، وفي المصباح: هو اسمُ جِنْسٍ⁣(⁣١٣) لما يقول له الناسُ الخِيار والعَجُّور والفَقُّوس، وبعض الناسِ يُطلِقُه⁣(⁣١٤) على نَوْعٍ يُشبه الخِيارَ⁣(⁣١٥)، ويقال: هو أَخفُّ من الخِيار، والواحدة قِثَّاءَةٌ، انتهى. وقيل إِن العَجُّور كِبَارُه.

  وَأَقْثَأَ المكانُ رُبَاعِيًّا: كَثُرَ به القُثَّاءُ، عن أَبي زيدٍ، وأَقثَأَ القومُ: كَثُر عندهم القِثَّاءُ، كذا في الصحاح والمَقْثَأَةُ بالفتح وتُضَمُّ ثاؤه المثلَّثة، فيقال: مَقْثُوءَةٌ: مَوْضِعُه أَي القثّاءِ تُزْرَعُ فيه وتَنْبُت، كذا في المصباح والمحكم.

  [قدأ]: القِنْدَأْوُ كفِنْعَلْوِ أَي بزيادة النون والواو، فأَصله قدأَ ومحلّه هذا، وهو رأْيُ بعض الصرفيِّين، وقال الليث إِن نُونَها زائدةٌ والواو فيها أَصْلِيّة⁣(⁣١٦)، وقال أَبو الهيثم: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، قال الأَزهريُّ: والنون فيهما⁣(⁣١٧) ليست بأَصليّة وقال قومٌ: أَصله من قند، والهمزة والواو زائدتان، وبه جزم ابنُ عُصفورٍ، ولذا ذكره الجوهريُّ وغيره في حرف الدال: السَّيِّئُ الغِذاءِ، والسَّيِّئُ الخَلَقِ، والغَلِيظ القَصيرُ من


(١) كذا والسياق غير واضح، وفي اللسان: والفيئة، والفيئة أي الرجوع، وهو أصوب.

(٢) اللسان: الفيقة.

(٣) اللسان: محمودة.

(٤) عن النهاية وبالأصل: يسرع.

(٥) في الأساس: فَيئتها وفِيئتها.

(٦) عن النهاية، وبالأصل «تئفة».

(٧) الفائق ٢/ ٣٠٦.

(٨) في الفائق: تهيئة.

(٩) كذا بالأصل والنهاية واللسان، وفي الفائق: وهو.

(١٠) في القاموس: القأقاء.

(١١) في اللسان: القباة.

(١٢) اللسان: وعندي أن القباة في القبأة كالكمأة في الكمأة والمراة في المرأة.

(١٣) «جنس» ليست في المصباح وفيه: وهو اسم لما يسميه الناس ...

(١٤) المصباح المنير: يطلق القئاء.

(١٥) زيد في المصباح: وهو مطابق لقول الفقهاء في الربا وفي القثاء مع الخيار وجهان.

(١٦) اللسان: صلة.

(١٧) اللسان: فيها.