[قبأ]:
  وإِنه لَسَرِيعُ الفَيءِ والفَيْئَةِ(١). الرجوع، الأَخيرتان عن اللحياني، وإِنه لحسن الفِيئَة بالكسر، مثل الفِيعَة(٢)، أَي حَسنُ الرجوع، وفي حديث عائشة ^ قالت عن زينب: كُلّ خِلَالِها مَحمودٌ(٣) ما عدا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ تُسْرِع(٤) منها الفِيئَةُ. وهي بِوَزْنِ الفِيعة: الحَالَةُ من الرُّجوع عن الشيء الذي يَكون قد لَابَسَه الإِنسانُ وبَاشَرَه.
  وفي الأَساس: وطَلَّق امرَأَته وهو يَمْلِكُ فِيئَتَها(٥): رَجْعَتَها، وله على امرأَته فِيئَة وهو سريع الغَضب سَرِيع الفَيْئَة، انتهى.
  وقولهم دَخَلَ فلان على تَفِيئَةِ فُلانٍ، وهو من حديث عُمر ¥ أَنه دخل على النبيِّ ﷺ فكلمه، ثم دخل أَبو بكر على تَفِيئَةِ ذلك أَي على أَثَرِه ومثله على تَئيفَةِ(٦) ذلك، بتقديم الياء على الفاء، وقد تُشَدَّدُ، والتاءُ فيها زائدةٌ على أَنها تَفْعِلَة، وقيل هو مقلوبٌ منه وتاؤُها إِما أَن تكون مَزيدة أَو أَصلِيّة، قال الزمخشري(٧): ولا تَكون مَزيدةً والبِنْيَةُ كما هي من غير قَلْبٍ، فلو كانت التَّفِيئَة تَفْعِلَةً من الفَيْءِ لخرجَتْ على وزن تَهْنِئَةٍ(٨)، فهي إِذاً لو لا القَلْبُ فَعِيلَةٌ لأَجل الإِعلال ولامُها هَمزة، ولكن القَلْبَ عن التَّئِيفَةِ هو(٩) القاضي بزيادة التاءِ، فيكون تَفْعِلةً، كذا في لسان العرب.
فصل القاف
  [قأقأ]: القَأْقَأ(١٠) قال شيخُنا: جَوَّزُوا فيه المَدَّ والقَصْرَ، وأَلزمه بعضٌ سُكونَ الهمزتين على أَنه حِكَاية أَصْوات غِرْبَانٍ جمع غُراب العِرَاق، قيَّده المُصنّف، وأَطلقه غيْرُ واحدٍ.
  والقِئْقِئُ، كَزِبْرِجٍ هو: بَيَاضُ البَيْضِ، والغِرْقِئُ وقد مَرَّ في الغين.
  [قبأ]: قَبأ الطعَامَ كجَمَع: أَكَلَه هذه المادة في جميع نسخ القاموس مكتوبةٌ بالحُمرة، وهي ثابتةٌ في الصحاح، قال:
  قَبَأَ لُغةٌ في قأبَ إِذَا أَكل وشرِب(١١) وقَبَأَ من الشَّرابِ: امتلأَ.
  والقَبْأَةُ كحمزة والقَبَاءَةُ كسَحابةٍ، كذا في النسخ، وهو هكذا في لسان العرب، وفي بعض النسخ القَبَاةُ كَقَفَاةٍ، وفي لسان العرب: وهي أَيضاً القَبَأَة(١١) كَكَتَبَة، كذا حكاها أَهلُ اللغة، والقَبَاءَةُ في القَبْأَةِ كالكَمَاءَة في الكَمْأَةِ(١٢): حَشِيشَةٌ تَنبُتُ في الغَلْظِ، ولا تنبت في الجَبَلِ، تَرتفع على الأَرض قِيسَ الإِصبع أَو أَقلَّ تُرْعَى أَي يَرعاها المالُ.
  [قثأ]: القُثَّاءُ، بالكسر والضم م أَي معروفٌ، والكسر أَكثرُ أَو هو الخِيَارُ كذا في الصحاح، وفي المصباح: هو اسمُ جِنْسٍ(١٣) لما يقول له الناسُ الخِيار والعَجُّور والفَقُّوس، وبعض الناسِ يُطلِقُه(١٤) على نَوْعٍ يُشبه الخِيارَ(١٥)، ويقال: هو أَخفُّ من الخِيار، والواحدة قِثَّاءَةٌ، انتهى. وقيل إِن العَجُّور كِبَارُه.
  وَأَقْثَأَ المكانُ رُبَاعِيًّا: كَثُرَ به القُثَّاءُ، عن أَبي زيدٍ، وأَقثَأَ القومُ: كَثُر عندهم القِثَّاءُ، كذا في الصحاح والمَقْثَأَةُ بالفتح وتُضَمُّ ثاؤه المثلَّثة، فيقال: مَقْثُوءَةٌ: مَوْضِعُه أَي القثّاءِ تُزْرَعُ فيه وتَنْبُت، كذا في المصباح والمحكم.
  [قدأ]: القِنْدَأْوُ كفِنْعَلْوِ أَي بزيادة النون والواو، فأَصله قدأَ ومحلّه هذا، وهو رأْيُ بعض الصرفيِّين، وقال الليث إِن نُونَها زائدةٌ والواو فيها أَصْلِيّة(١٦)، وقال أَبو الهيثم: قِنْدَاوَةٌ فِنْعَالَةٌ، قال الأَزهريُّ: والنون فيهما(١٧) ليست بأَصليّة وقال قومٌ: أَصله من قند، والهمزة والواو زائدتان، وبه جزم ابنُ عُصفورٍ، ولذا ذكره الجوهريُّ وغيره في حرف الدال: السَّيِّئُ الغِذاءِ، والسَّيِّئُ الخَلَقِ، والغَلِيظ القَصيرُ من
(١) كذا والسياق غير واضح، وفي اللسان: والفيئة، والفيئة أي الرجوع، وهو أصوب.
(٢) اللسان: الفيقة.
(٣) اللسان: محمودة.
(٤) عن النهاية وبالأصل: يسرع.
(٥) في الأساس: فَيئتها وفِيئتها.
(٦) عن النهاية، وبالأصل «تئفة».
(٧) الفائق ٢/ ٣٠٦.
(٨) في الفائق: تهيئة.
(٩) كذا بالأصل والنهاية واللسان، وفي الفائق: وهو.
(١٠) في القاموس: القأقاء.
(١١) في اللسان: القباة.
(١٢) اللسان: وعندي أن القباة في القبأة كالكمأة في الكمأة والمراة في المرأة.
(١٣) «جنس» ليست في المصباح وفيه: وهو اسم لما يسميه الناس ...
(١٤) المصباح المنير: يطلق القئاء.
(١٥) زيد في المصباح: وهو مطابق لقول الفقهاء في الربا وفي القثاء مع الخيار وجهان.
(١٦) اللسان: صلة.
(١٧) اللسان: فيها.