تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ورق]:

صفحة 477 - الجزء 13

  أَكفِتُه عَنّي بذِي رَوْنَق ... أَبْيَضَ مثلِ المِلْحِ قَطَّاعِ

  قالَ: والدِّرْعُ إِنما تُكْفَتُ بالسَّيفِ لا بالرُّمْحِ.

  وَوَدْقان: ع نَقَلَه ابنُ دُرَيْد.

  وَوَدْقَة: اسم، منهم: وَدْقَةُ بنُ عَمْروِ بنِ سَعِيد في كِنانَة.

  وَوَدْقَةُ بن إِياسِ الخَزْرجِيُّ بَدْرِيٌّ، ويُرْوَى وَرْقة، ويُقالُ: وَدْفَة⁣(⁣١)، وقد تَقَدَّم.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  يُقال: مارَسْنا بَنِي فُلانٍ فما ودَقُوا لنا بشَيْءٍ، أَي: ما بَذَلوا، ومَعْناه: ما قَرَّبُوا لنا شَيْئاً من مأْكُولٍ أَو مَشْروبٍ يَدِقون وَدْقاً.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: يُقال: فُلانٌ يَحمِي الحَقِيقَة، ويَنسُل الوَدِيقَة، للمُشَمِّرِ القَوِيِّ، أَي: يَنْسُلُ نَسَلاناً في وقتِ الحَرِّ نِصْفَ النَّهارِ، وقيلَ: هو دَوَمانُ الشَّمْسِ في السَّماءِ، أَي: دَورَانُها ودُنُوُّها.

  والمَوْدِق، كمَجْلِسٍ: مُعْتَرَكُ الشَّرِّ.

  والحائِلُ بينَ الشَّيْئَينِ.

  ويُقالُ: إِنه لَوادِقُ السِّنَةِ، أَي: كَثِيرُ النَّوْمِ في كُلِّ مَكان، عن اللِّحيانيِّ. وقالَ الزَّمخشريُّ: أَي قَرِيبُ النُّعَاسِ نُوَمَةٌ.

  [ورق]: الوَرْقُ مُثَلَّثة، وكَكَتِف، وجَبَل خَمْس لُغاتٍ، حَكَى الفَرَّاءُ منها وَرْقاً بالفتحِ، وَوَرِقاً ككَتِف، ووِرْقاً بالكسر، مثل: كَبِد وكِبْد؛ لأَنَّ فيهم من يَنْقُل كَسْرةَ الرَّاءِ إِلى الواو بعد التَّخْفِيف، ومنهم مَنْ يَتْرُكها على حالِها، كما في الصّحاح. وقرأَ أَبو عَمُرو، وأَبو بَكْر، وحَمزةُ، وخَلَف: «بوَرْقكم»⁣(⁣٢) بالفَتْح. وعن أَبي عَمْروٍ أَيضاً، وابن مُحَيْصِن «بِوِرْقِكم» بكَسْر الوَاوِ. وقرأَ أَبو عبيدَةَ بالتَّحرِيك، وقرأَ أَبو بكر «بوُرْقِكم» بالضَّم: الدَّراهِم المَضْرُوبَةُ كما في الصِّحاح. وقال أَبو عبيَدَة: الوَرَق: الفِضَّةُ كانت مَضْروبة كدَراهِم أَوْلا، وبه فُسِّر حَدِيثُ عَرفَجَةَ: أَنَّه لَمَّا قُطِع أَنْفُه اتَّخَذ أَنْفاً من وَرِق، فأَنْتَن عليه، فاتَّخَذ أَنْفاً من ذَهَب.

  وحَكَى عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ إِنما اتَّخذ أَنْفاً من وَرَق «بفَتْح الرّاءِ»، أَرادَ الرَّقَّ الذي يُكْتَبُ فيه، لأَنَّ الفِضَّةَ لا تُنْتِنُ.

  قالَ ابنُ سيدَه: وكُنتُ أَحسِب أَنَّ قولَ الأَصمعيّ إِنَّ الفِضَّة لا تُنْتِن صَحِيحاً، حتى أَخبَرِني بعضُ أَهلِ الخِبْرة أَنَّ الذَّهَبَ لا يُبلِيه الثَّرَى، ولا يُصْدِئه النَّدَى، ولا تَنقُصُه الأَرضُ، ولا تأْكُله النّارُ. فأَمّا الفِضَّةُ فإِنَّها تَبْلَى، وتَصْدَأُ، ويَعلُوها السّوادُ، وتُنْتِنُ ج: أَوراقٌ يُحْتَمل أَن يكونَ جمع وَرِق ككَتِف، وجمع وِرْق، بالكَسْرِ وبالضَّم وبالتَّحريك.

  ووِراق بالكَسْرِ نقله الصّاغانيُّ كالرِّقَةِ* كعِدَة، والهاءُ عِوَضٌ عن الواو. ومنه الحَدِيث: «في الرِّقَة رُبعُ العُشْرِ». وفي حَدِيثٍ آخر: «عَفوْتُ لكم عن صَدَقَةِ الخَيْلِ والرَّقِيق، فهاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ» يُرِيد الفِضَّةَ والدَّراهِم المَضْروبةَ منها.

  وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ قولَ خالدِ بنِ الوَلِيدِ ¥ في يومِ مُسَيْلِمةَ:

  إِنَّ السِّهامَ بالرَّدَى مُفَوَّقَهْ ... والحَرْبَ وَرْهاءُ العِقال مُطْلَقَه

  وخالِدٌ من دِينِه على ثِقَهْ ... لا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ ولا رِقَهْ

  قال ابنُ سِيدَه: وربّما سُمِّيت الفِضَّة وَرَقاً، يقال: أَعطاه أَلفَ دِرْهم رِقَةً لا يُخالِطُها شَيْءٌ من المالِ غَيرها.

  وقال أَبو الهَيْثم: الوَرِق والرِّقَة: الدّراهم خاصّة.

  وقال شَمِر: الرِّقَةُ: العَيْن. ويُقال: هي من الفِضَّة خاصّةً. ويقال: الرِّقَةُ: الفِضَّةُ والمَالُ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنشدَ:

  فلا تَلْحَيا الدُّنْيا إِليَّ فإِنَّنِي ... أَرَى وَرِقَ الدُّنْيا تَسُلُّ السّخائمَا⁣(⁣٣)

  ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كِساءَه ... نَفَى عنه وِجدانُ الرِّقينَ العَزائِما⁣(⁣٤)

  يَقُول: يَنفِي عنه كَثرةُ المال عَزائمَ النّاس فيه أَنَّه أَحمَقُ


(١) بالأصل «وزفة» والصواب ما أثبت عن مادة «ودف».

(٢) من الآية ١٩ من سورة الكهف وهو قوله تعالى: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ}.

(*) بعدها في القاموس: «ج - رِقَون».

(٣) في التهذيب: يسلّ.

(٤) الثاني في اللسان «لوث» منسوباً لثمامة بن المخبر السدوسي برواية «العرائما» وبهامشه لعله: القرائما جمع قُرامة: العيب.