تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذلي]:

صفحة 432 - الجزء 19

  وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الذَّكْوانُ شَجَرٌ، الواحِدَةُ ذَكْوانَةٌ.

  واسْتَذْكَى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عليها.

  [ذلي]: ي اذْلَوْلَى اذْلِيلاءً: انْطَلَقَ في اسْتِخْفاءٍ، نقلَهُ الجوهرِيُّ.

  وكَذلكَ تَذَعْلَبَ تَذَعْلُباً؛ كما في التَّهذيبِ.

  وفي المُحْكَم ذَلَّ وانْقادَ؛ قالَ الشاعِرُ:

  حتى تَرى الأَجْدَعَ مُذْلَوْلِياً ... يَلْتَمِسُ الفَضْلَ إلى الجادِع⁣(⁣١)

  واذْلَوْلَى فلانٌ: انْكَسَرَ قَلْبُه.

  قال سِيْبَوَيْه: لا يُسْتَعْمل إلَّا مَزيداً.

  وقال ابنُ سِيدَه: قَضَيْنَا عليه بالياءِ لكَوْنِها لاماً.

  واذْلَوْلَى الذَّكَرُ: قامَ مُسْتَرْخِياً، نقلَهُ الأزْهريُّ عن أَبي مالِكٍ.

  ورجُلٌ ذَلَوْلَى: أي مَذْلُولٍ، قيلَ: وزْنُه فَعَوْعَل، وقيلَ فَعَلْعَل، وسَيَأْتي الكَلامُ عليه في ق ط و.

  وتَذَلَّى: تَواضَعَ، وأَصْلُه تَذَلَّلَ، فكَثُرَتِ اللَّاماتُ فقُلِبَتْ إحْدَاهُنَّ ياءً كما قالوا تَظَنَّى وأَصْلُه تَظَنَّن.

  وذَلَى الرُّطَبَ، كسَعَى يَذْلاه ذَلْياً: جَناهُ فانذَلَى⁣(⁣٢) معه؛ هكذا في النُّسخ، والذي في التكملةِ: ظَلَّ يُذْلي الرُّطَبَ أَي يَجْنِيه فيَنْذَلي معه؛ وضَبَطَ يَذْلى رباعيّاً بخطِّه، فعِبارَةُ المصنِّفِ فيها قُصُورٌ ظاهِرٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اذْلَوْلَى: أَسْرَعَ مَخافَةَ أنْ يَفُوتَه شيءٌ.

  ومنه حدِيثُ فاطِمَة، رضِيَ اللهُ تعالى عنها: «فاذْلَوْلَيْتُ حتى رأَيْتُ وجْهَه»، أي أسْرَعْتُ.

  واذْلَوْلَى فذَهَبَ: إذا وَلَّى مُتَقاذِفاً.

  ورِشاءٌ مُذْلَوْلٌ: إذا كانَ مُضْطرِباً؛ نقلَهُ الأزهريُّ. وظَلَّ يُذْلي الطَّعامَ: أي يَزْدَرِدُه، ويُهْمَز أَيْضاً.

  وأَرْضٌ منذليةٌ: قد أَدْرَكَ رعْيُها أَقْصَى مَداهُ؛ ومتذليةٌ مثْلُها، كما في التكْمِلَةِ.

  [ذمي]: ي الذَّماءُ، كسَحابٍ: الحَرَكَةُ.

  وفي الصِّحاحِ: بقِيَّةُ الرُّوحِ في المَذْبوحِ.

  وقد ذَمِيَ المَذْبُوحُ، كرَضِيَ، يَذْمَى ذَماءً إذا تحرَّكَ.

  وفي نسخِ الصِّحاحِ مَضْبوط كرَمَى يَرْمِي بهذا المعْنى، ومثْلُه في التَّهذيبِ ونصه: أَبو عبيدٍ: يقالُ مِن الذَّماءِ: قد ذَمِيَ يَذْمَى؛ وقوْلُه كرَضِيَ، هكذا ضَبَطَه الصَّاغاني وقالَ: لُغَةٌ في ذَمَى كرَمَى إذا تحرَّكَ.

  وقالَ ابنُ الجواليقي: هو فارِسِيُّ مُعَرَّبٌ.

  وهو بَقِيَّةُ النَّفْسِ.

  وذَكَرَه ابنُ سِيدَه أَيْضاً في المُحْكَم والمُخَصَّص؛ والأزهريُّ في التَّهْذيبِ؛ وأَنْشَدُوا لأبي ذُوءَيْبٍ:

  فأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ فهارِبٌ ... بذَمائِه أَو بارِكٌ مُتَجَعْجِعُ⁣(⁣٣)

  قالَ أَبو عليِّ: هَمْزةُ الذَّماء مُنْقَلِبَة عن ياءٍ وليسَتْ بهَمْزَةٍ كما زَعَمَ قَوْمٌ بدَلالَةِ ما حَكَاهُ أَبو عبيدٍ من قَوْلِهم ذَمِيَ يَذْمَى.

  أَو الذَّماءُ: قُوَّةُ القَلْبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه في المُحْكَم والمُخَصِّص وثَعْلَب في مجالِسهِ، وأَبو عليِّ القالِي في أَمالِيه، وهو للمرَّار بن مُنْقذ:

  أَقاتِلَتِي بَعْدَ الذَّماءِ وعائِدٌ ... عَلَيَّ خَيالٌ مِنكِ مُذْ أَنا يافعُ⁣(⁣٤)

  قالَ البكْرِي: يُريدُ بَعْدَ الكبرة؛ وبَعْدَ أنْ لم تَبْق من النَّفْسِ إلَّا بَقِيَّةٌ.

  وقالَ الميدانيّ: الذَّماءُ ما بينَ القَتْل إلى خُرُوج النَّفْسِ، ولا ذَماءَ للإِنْسانِ.


(١) اللسان وفيه: «الأخدع ... إلى الخادع».

(٢) في القاموس: «فانذلى معه».

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٩ واللسان والتهذيب والأساس.

(٤) اللسان.