تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ركح]:

صفحة 53 - الجزء 4

  جِئْناك للنَّصَاحَة، ولم نأْت للرَّقاحة

  أَورده الجَوْهريّ وابن منظور والزمخشريّ.

  وتَرقَّحَ لِعيَالِه: تَكسَّبَ وطَلبَ واحتال؛ هذه عن اللِّحْيَانيّ. والتَّرْقيحُ: الاكتسابُ. والتَّرْقيحُ والتَّرَقُّحُ: إِصلاحُ المَعِيشةِ. قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ:

  يتْرُك ما رَقَّح من عَيْشِه

  يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ

  وتَرْقِيحُ المالِ: إِصْلاحُه والقِيَامُ عليه.

  ويقال: هو رقَاحِيُّ مالٍ بفتح الرّاءِ، وياءِ النِّسْبَة، أَي إِزاؤُه. وفي الأَساس: كاسِبُه ومُصْلِحُه.

  والرَّقاحِيّ: التَّاجِرُ القائمُ على مالِهِ المُصْلِحُ له. قال أَبو ذُؤَيب يَصِف دُرَّة:

  بكَفَّيْ رَقَاحِيٍّ يُريدُ نَماءَها

  فيُبْرِزُها للبَيعِ فهْي فَرِيجُ⁣(⁣١)

  يعني بارزةً ظاهِرَةً. والاسم الرَّقَاحَة.

  وهو رَاقِحَةُ أَهْلِه: كاسِبُهُم كجارِحتِهِم⁣(⁣٢)؛ كما في الأَساس.

  وزاد شيخُنا: وقالوا: امرأَةٌ رقْحَاءُ إِذَا كانتْ تَكْتَسِبُ بالفَجور.

  وفي الحديث: «كان إِذا رقَّحَ إِنْسَاناً».

  يريد رَفَّأَ، وقد تقدّمت الإِشارة إِليه.

  ويقال: تَرْكِيحُ المال، لغة في القاف، كما سيأْتي.

  [ركح]: رَكَحَ السّاقِي على الدَّلْوِ كمنَعَ: إِذا اعْتَمَد عليها نَزْعاً. والرَّكْحُ: الاعْتِمادُ. وأَنشد الأَصمعيّ:

  فصادَفَتْ أَهْيَفَ مثلَ القِدْحِ

  أَجْرَدَ بالدَّلْوِ شديدَ الرَّكْحِ⁣(⁣٣)

  ورَكَحَ إِليه: اسْتَنَد، كأَرْكَحَ وارْتَكَحَ. يقال: رَكَحْتُ إِليه وأَرْكَحْت وارْتَكَحْت. ورَكَحَ إِليه رُكُوحاً بالضّمّ: رَكَنَ وأَنابَ. قال:

  رَكَحْتُ إِليها بعد ما كُنْتُ مُجمِعاً

  والرُّكوحُ إِلى الشَّيْءِ: الرُّكونُ إِليه. والرُّكْح، بالضمّ: رُكْنُ الجَبَل أَو ناحِيَتُه المُشْرِفةُ على الهَواءِ. وقيل: هو ما عَلا عن السَّفْحِ واتَّسعَ. وقال ابن الأَعرابيّ: رُكْحُ كلِّ شيْءٍ: جانِبُه. ج رُكوحٌ وأَرْكَاحٌ. قال أَبو كَبِير الهُذَليّ:

  حتَّى يَظَلَّ كأَنَّه مُتَثبِّتٌ

  برُكُوح أَمْعَزَ ذِي رُيودٍ مُشْرفِ

  أَي يَظلُّ من فَرَقى أَن يتكلّم فيُخْطِئَ ويَزِلَّ كأَنّه يَمْشِي برُكْحِ جَبَلٍ، وهو جانِبُه وحَرْفُه، فيخاف أَن يَزِلّ ويَسْقُط.

  والرُّكْحُ أَيضاً: ساحةُ الدّارِ والفِنَاءُ.

  وفي الحديث: «لا شُفْعَةَ في فِنَاءٍ ولا طَرِيقٍ ولا رُكْحٍ» قال أَبو عُبَيْد: الرُّكْحُ، بالضّمّ: ناحيةُ البَيْتِ من وَرَائه كأَنّه فَضَاءٌ. قال القُطَاميّ:

  أَمَا تَرَى ما غَشِيَ الأَرْكاحَا⁣(⁣٤)

  لمْ يَدَعِ الثَّلْجُ لهمْ وَجَاحَا

  الأَرْكاحُ: الأَفْنِيَةُ. والوَجَاحُ: السِّتْر. كالرُّكْحَة، بالضّمّ.

  والرُّكْحُ أَيضاً: الأَساسُ، ج أَرْكاحٌ، وجمْع الرُّكْحَةِ رُكْحٌ، مثل بُسْرةٍ وبُسْر، وليس الرُّكْح واحِداً. والأَرْكَاح جَمْع رُكْحٍ لا رُكْحةٍ، قال ابن بَرّيّ.

  وفي الحديث: «أَهْلُ الرُّكْحِ أَحقُّ برُكْحِهم».

  وقال ابن ميّادةَ:

  ومُضَبَّرٍ عرِدِ الزِّجَاجِ كأَنَّه

  إِرمٌ لِعادَ مُلَزَّزُ الأَرْكاحِ

  أَراد بعرِدِ الزِّجاجِ أَنْيَابَه. وإِرَمٌ. قَبْرٌ عَلَيْه حِجَارةٌ.

  ومُضَبَّر: يعنِي رأْسَهَا⁣(⁣٥) كأَنّه قبرٌ. والأَرْكَاح: الأَساسُ.

  والرُّكْحة، بالضّمّ: قِطْعةٌ من الثَّرِيد تَبْقَى في الجَفْنَةِ، هكذا في الصّحاح. وعبارة اللّسان: البَقِيَّةُ من الثَّريد.


(١) بالأصل قريح، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله قريح كذاب بالنسخ كاللسان وهو تصحيف والذي نقدم في مادة ف ر ج من اللسان والشارح «فريج» واستشهد بهذا البيت بعينه على أن الفريج هو الظاهر البارز».

(٢) بالأصل كحارصهم وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله كحارصهم الذي في الأساس كما يقال جارحة أهله».

(٣) الأصل والتهذيب واللسان، وفي التكملة «أحرد الدلو».

(٤) ورواه بعضهم:

ألا ترى ما غشي الأكراحا

والأكراح: بيوت الرهبان. (عن التهذيب).

(٥) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: رأساً.