تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لفظ]:

صفحة 491 - الجزء 10

  وأَمّا قَوْلُهُمْ فِي الحَرِّ: يَتَلَظَّى، فكَأَنَّه يَلْتَهِبُ كالنَّارِ، من اللَّظَى، وسَيَأْتِي.

  والتَّلاظُّ: التَّطَارُدُ. يُقَالُ: مَرَّت الفُرْسانُ تَلاظُّ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  المُلَاظَّةُ في الحَرْبِ: المُوَاظَبَةُ ولُزُومُ القِتَالِ. ورَجُلٌ مِلَظٌّ مِلَحٌّ: شَدِيدُ الإِبْلاغِ بالشَّيْءِ يُلِحُّ عَلَيْهِ. ويُقَالُ للْغَرِيمِ المُلِحِّ اللَّزُومِ: مِلَظٌّ ومِلَزٌّ، بكَسْرِ المِيمِ، وهو مِلَظٌّ ومِلْظَاظٌ: عَسِرٌ مُضَيَّقٌ مُشَدَّدٌ عَلَيْه. وقالَ ابنُ فارِسٍ: لإِلْظَاظُ الإِشْفاقُ على الشَّيْءِ.

  ورَجُلٌ لَظْلاظٌ، بالفَتْح، أَيْ فَصِيحٌ.

  [لعظ]: المُلَعَّظَةُ، كمُعَظَّمَةٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ: وقالَ اللَّيْثُ: هي الجَارِيَةُ السَّمِينَةُ الطَّوِيلَةُ الجَسِيمَةُ. قالَ الأَزْهَرِيّ: لَمْ أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ مُسْتَعْمَلاً في كَلامِ العَرَبِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.

  [لعمظ]: اللَّعْمَظَةُ: انْتِهاسُ⁣(⁣١) العَظْمِ مِلْءَ الفَمِ، وقد لَعْمَظَهُ. وفي الصّحاح: لَعْمَظْتُ اللَّحْمَ: انتَهَسْتَه عَنِ العَظْمِ، ورُبما قالُوا: لَعْظَمْتُهُ عَلَى القَلْبِ، كاللِّعْماظِ، بالكَسْرِ، كدَحْرَجَةٍ ودِحْراجٍ.

  واللَّعْمَظُ، كجَعْفَرٍ: الحَرِيصُ الشَّهْوانُ للطَّعَامِ، عن اللَّيْثِ. وقالَ غَيْرُه: هو النَّهِمُ الشَّرِهُ، كاللُّعْمُوظ، والُّلعْمُوظةِ بِضَمِّهِما، كما في الصّحاح.

  ج: لَعامِظَةٌ، ولَعامِيظُ، قالَ الشاعِرُ:

  أَشْبِهْ ولا فَخْرَ فَإِنَّ الَّتِي ... تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعَامِيظُ

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: اللِّعْمَاظُ، كقِرْطاسٍ: الطِّرْماذُ، وهو أَنْ يُعْطِيَكَ من الكَلامِ ما لا أَصْلَ له.

  واللُّعْمُوظ، كعُصْفُورٍ: الطُّفَيْلِيُّ، واللَّعْمَظَةُ: التَّطْفِيلُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  نَقَلَ ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ خَالَوَيْه: اللَّعْمَظُ واللُّعْمُوظُ: الَّذِي يَخْدُم بِطَعَامِ بَطْنِهِ، مِثْلُ العُضْرُوطِ. قال رافِعُ بنُ هُزَيْمٍ:

  لَعَامِظَةٌ بَيْنَ العَصَا ولِحَائِهَا ... أَدِقّاءُ نَيَّالِينَ مِنْ سَقَطِ السَّفْرِ

  ورَجُلٌ لَعْمَظَةٌ: حَرِيصٌ لَحَّاسٌ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ:

  أَذاكَ خَيْرٌ أَيُّهَا العُضَارِطُ ... وأَيُّهَا اللَّعْمَظَةُ العُمَارِطُ

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  [لغظ]: اللَّغَظُ: ما سَقَطَ في الغَدِيرِ من سَفْيِ الرِّيحِ، زَعَمُوا، كَذَا في اللِّسَان.

  [لفظ]: لَفَظَه من فِيهِ يَلْفِظُهُ لَفْظاً، ولَفَظَ به لَفْظاً، كضَرَبَ، وهي اللُّغَةُ المَشْهُورَةُ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: وفيه لُغَةٌ ثَانِيَةٌ: لَفِظَ يَلْفَظُ، مِثَالُ سَمِعَ يَسْمَعُ. وقَرَأَ الخَلِيلُ: ما يَلْفَظُ من قَوْلٍ⁣(⁣٢) بفَتْحِ الفاءِ، أَيْ رَمَاهُ، فهو مَلْفُوظٌ ولَفِيظٌ.

  وفي الحَدِيثِ: «ويَبْقَى في الأَرْضِ⁣(⁣٣) شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ» أَيْ تَقْذِفُهُمْ وتَرْمِيهِمْ.

  وفي حَدِيثٍ آخَرَ: ومَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّل فَلْيَلْفِظْ» أَيْ فَلْيُلْقِ ما يُخْرِجُهُ الخِلالُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِه. وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا لَفَظَهُ البَحْرُ فَنَهَى عَنْهُ، أَرادَ ما يُلْقِيهِ البَحْرُ من السَّمَكِ إِلى جانِبِهِ من غَيْرِ اصْطِيادٍ.

  وفي حَدِيثِ عائِشَةَ: «فَقَاءَتْ أُكُلَهَا ولَفَظَتْ خَبِيئَها» أَي أَظْهَرَتْ ما كَانَ قد اخْتَبَأَ فِيهَا من النَّبَاتِ وغَيْرِه.

  ومن المَجازِ: لَفَظَ بالكَلامِ: نَطَقَ به، كَتَلَفَّظَ، به، ومنهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {ما} يَلْفِظُ {مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وكَذلِكَ لَفَظَ القَوْلَ: إِذا تَكَلَّمَ به.

  ولَفَظَ فُلانٌ: ماتَ.

  ومن المَجَازِ: الّلافِظَةُ: البَحْرُ، لِأَنَّهُ يَلْفِظُ بِمَا فِي جَوْفِهِ إِلَى الشُّطُوطِ، كلَافِظَة، مَعْرِفَةً.

  وقِيلَ: الّلافِظَةُ: الدِّيكُ لأَنَّهُ يَأْخُذُ الحَبَّةَ بمِنْقَارِهِ فلا يَأْكُلُهَا، وإِنَّما يُلْقِيهَا إِلَى الدَّجَاجَةِ. وقِيلَ: هي الَّتِي تَزُقُّ فَرْخَها من الطَّيْرِ؛ لأَنَّهَا تُخْرِجُ من⁣(⁣٤) جَوْفِهَا لفَرْخِها وتُطْعِمُهُ ويُقالُ: هي الشَّاةُ الَّتِي تُشْلَى لِلحَلْب، وهي تُعْلَفُ، فتَلْفِظُ بجِرَّتِهَا، أَيّ تُلْقِي ما فِي فِيها وتُقْبِلُ إِلى الحالِبِ لِتُحْلَبَ، فَرَحاً مِنْهَا بالحَلْبِ لِكرَمِها.


(١) في القاموس: انتهاش.

(٢) من الآية ١٨ من سورة ق. وسترد كاملة قريباً.

(٣) في النهاية واللسان: في كل أرض.

(٤) في اللسان: «ما في جوفها» وفي الصحاح: ما في حوصلتها.