تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زفن]:

صفحة 261 - الجزء 18

  والزِّفْنُ، بالكسْرِ: ظُلَّةٌ يَتَّخِذُونَها فوقَ سُطوحِهِم تَقِيَهُم مِن وَمَدِ، أَي حَرِّ، البَحْرِ ونَداهُ، لُغَةٌ عُمانيةٌ.

  وأَيْضاً: عَسيبٌ⁣(⁣١) مِن عُسُبِ النَّخْلِ يُضَمُّ بعضُه إلى بعضٍ كالحَصيرِ المَرْمولِ، لُغَةٌ أَزْدِيَّةٌ.

  وناقَةٌ زَفُونٌ: تَدْفَعُ حالِبَها برِجْلِها مِثْل زَبُونٍ، مِنَ الزَّفْنِ وهو الدَّفْعُ، عن النَّضْر.

  أو زَفُونٌ: عَرْجاءُ، مِن الزَّفْنِ: الرَّقْص، فهي إذا مَشَتْ كأَنَّها تَرْقصُ مِنَ العَرَجِ.

  وناقَةٌ زَيْزَفُونٌ، كحَيْزَبُونٍ: سَرِيعةٌ خَفِيفَةٌ.

  قالَ ابنُ جنيّ: هي في ظاهِرِ الأمْرِ فَيْفَعُول مِنَ الزَّفْن، ويَجوزُ أَنْ يكونَ رُباعيًّا قَرِيباً مِنْ لَفْظِ الزَّفْن.

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومِثْلُه دَيْدَيُون.

  والزِّيَفْنُ كحِضَجْرٍ، هكذا ضَبَطَه الجَوْهرِيُّ، وقيلَ: مثْلُ سيفَنِّ: الطَّويلُ.

  وفي الصِّحاحِ: الشَّديدُ، زادَ بعضُهم: الخَفِيفُ؛ قالَ:

  إذا رأَيتُ رجلاً زِيَفْنا ... فادْعُ الذي منهم بعمرٍو يُكْنى⁣(⁣٢)

  وسَمَّوْا زَيْفَناً وزَوْفَناً، كحَيْدَرٍ وجَوْهَرٍ.

  والزَّافِنةُ⁣(⁣٣): النَّاقَةُ العَرْجاءُ كأَنَّها ترقصُ في مشْيتِها مِنَ العَرَجِ.

  وفي الأَساسِ: الزَّافِنةُ: المرْأَةُ تَكْفِي رَجُلَها مَؤُنَةَ الجِماعِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [زفن]: الزَّفْنُ، بالفتحِ: الظلَّةُ، لُغَةٌ في الزِّفْنِ بالكسْرِ.

  والزفَّانُ: الرقَّاصُ.

  ويقالُ: الصُّوفيَّةُ زفَّانَةٌ حفَّانَةٌ: أَي يَرْقِصُونَ ويحِفنونَ الطَّعامَ بحفناتِهم. ودَنوتُ منه فزَفَنَنِي: أَي دَفَعَنِي عنه.

  ورجُلٌ فيه إِزْفَنَّةٌ: أَي حَرَكَةٌ.

  ورجُلٌ إِزْفَنَّة: أَي مُتَحرِّكٌ، مثَّلَ به سِيْبَوَيْه، وفسَّرَه السِّيرافيُّ.

  وقوْسٌ زَيْزَفُونٌ: أَي مُصَوِّتَةٌ عنْدَ التَّحْريكِ؛ قالَ أُميةُ بنُ أَبي عائِذٍ:

  مَطاريحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو ... رِ هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيْزَفُونا⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ جنيّ: هو فَيْفَعولٌ مِن الزَّفْنِ، لأنَّه ضَرْبٌ مِن الحَرَكَةِ مَعَ صَوْتٍ.

  وهو يَزْفِنُ⁣(⁣٥) المَطِيَّ: أَي يَسوقُها.

  والرِّيحُ تَزْفِنُ السّحابَ والتُّرابَ.

  والأَمْواجُ تَزّفنُ السَّفِينَةَ.

  والمُحْتضِرُ يَزْفِنُ بنفْسِه: أَي يَسوقُها.

  والزَّفَنَانُ، محرَّكةً: الرَّقْصُ.

  [زقن]: زَقَنَ الحِمْلَ يَزْقُنه زَقْناً: حَمَلَهُ، هو مِن حدِّ ضَرَبَ.

  ووُجِدَ في بعضِ النُّسخِ مِن الصِّحاحِ: زَقنْت الحِمْلَ أزْقَنه، بفتْحِ القافِ في المُضارعِ ضَبْطاً بالقَلَمِ.

  وأَزْقَنَه: أَعانَهُ على الحَمْلِ.

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: أَزْقَنَ زَيْدٌ عَمْراً: إذا أَعانَهُ على حِمْلِه ليَنْهَضَ؛ ومِثْلُه أَبْطَغَه وأَبْدَغَه وعَدَّلَه وحَوَّلَه، كلُّ ذلِكَ بمعْنًى واحِدٍ.

  [زكن]: زَكِنَه، كفَرِحَ، يَزْكنُه زَكَناً، وأَزْكَنَهُ إزْكاناً، الأُوْلى الفُصْحى، ونَسَبَ الجوْهرِيُّ الثانِيَةَ إلى العامَّةِ: عَلِمَهُ وفَهِمَهُ وتَفَرَّسَهُ وظَنَّه.


(١) في القاموس بالرفع مخففة. وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى تنوينها.

(٢) اللسان وفيه «كبلباً» بدل «رجلاً» وقسره بالشديد.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والزَّفُونُ.

(٤) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٥١٩ واللسان والتكملة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهو يزفن إلى قوله والزفنان الخ، هذا كله سبق قلم من الشارح إذ ذكره في الأساس في مادة: «زفي» عقب مادة «زفن» فاختلطت المادتان على الشارح».