تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خزي]:

صفحة 372 - الجزء 19

  والخَدَى: دُودٌ يخرُج مع الرَّوْثِ، لُغَةٌ في المُهْملَةِ، كِلاهُما عن كُراعٍ.

  واسْتَخْذَى: خَضَعَ وذَلَّ، وقد يُهْمَزُ وتقدَّمَ.

  [خرو]: وخُرْوَةُ الفأْسِ، بالضَّمِّ، أَهْمَلَهُ الجَوهرِيُّ.

  وقالَ الصَّاغانيُّ: هو خُرتُها؛ لُغَةٌ فيه، ج خُرَاتٌ.

  والذي في التّكْملَةِ: قالَ الفرَّاءُ: خُرَةُ الفأْسِ خُرْتُها، والجَمْعُ خُرَاتٌ مِثْلُ ثُبَةٍ وثُباتٍ، فالذي عنْدَنا في نسخِ الكتابِ: خُرْوَةُ الفأْسِ غَلَطٌ، تأَمَّل.

  والخَراتانِ، بالفتْحِ؛ قالَ شيْخُنا: ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتَدركٌ: نَجْمانِ كلُّ واحدٍ منهما خَراةٌ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: ولا يُعْرَفُ الخَراتانِ إلَّا مُثَنّىً، وتاءُ الأَصْل والتاءُ الزائِدَةُ في التَّثْنِيَة مُتَساوِيتا اللَّفْظ، وقد سَبَقَ ذلكَ للمصنِّفِ في حَرْفِ التاءِ الفَوْقيَّة وأَعادَه هنا إِشَارَة للخَلافِ.

  [خزو]: وخَزاهُ يَخْزُوهُ خَزْواً: ساسَهُ وقَهَرَهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لذي الإِصْبَع:

  لاهِ ابنُ عَمِّكَ لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ ... يَوْماً ولا أَنْتَ دَيَّاني فتَخْزُوني⁣(⁣١)!

  معْناهُ: للهِ ابنُ عَمِّك أَي ولا أَنتَ مالِك أَمْري فتَسُوسَني.

  وخَزاهُ خَزْواً: مَلَكَهُ.

  وأَيْضاً: كَفَّهُ عن هَواهُ.

  وفي التّكملَةِ الخَزْوُ كَفُّ النَّفْس عن هِمَّتِها، انتَهَى.

  يقالُ: اخْزُ في طاعَةِ اللهِ نَفْسَكَ، أَي كفَّها عن هِمَّتِها وصَبْرها على مُرِّ الحقِّ؛ قالَ لبيدٌ:

  أكْذِبِ النَّفْسِ إذا حَدَّثْتَها ... إنَّ صِدْقَ النفْسِ يُرزْي بالأَمَلْ

  غيرَ أَنْ لا تَكْذِبَنْها في التُّقَى ... واخْزُها بالبِرِّ للهِ الأجَلْ⁣(⁣٢)

  وخَزا، الدَّابَّةَ خَزْواً: ساسَها ورَاضَها.

  وخَزا فلاناً خَزْواً: عادَاهُ.

  وخَزا الفَصِيلَ خَزْواً: شَقَّ لسانَهُ بعد أنْ جَرَّه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الخَزْوُ: الطَّعْنُ، نَقَلَهُ الصَّاغانيُّ في التّكْملَةِ.

  وخَزَوْزَى: مَوْضِعٌ.

  [خزي]: ي خَزِيَ الرَّجُلُ، كرَضِيَ، يَخْزَى خِزْياً، بالكسْرِ، وخَزَى، بالقَصْرِ؛ الأَخيرَةُ عن سِيْبَوَيْه: وَقَعَ في بَلِيَّةٍ وشَرِّ وشُهْرَةٍ فَذَلَّ بذلِكَ وهانَ.

  وفي الصِّحاحِ: خَزِيَ يَخْزَى خِزْياً: ذَلَّ وهَانَ.

  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَقَعَ في بَلِيَّةٍ، انتَهَى.

  وقالَ الزجَّاجُ: الخِزْيُ الهَوانُ.

  وقالَ ثَعْلَب في فصِيحِه: خَزِيَ الرجُلُ خِزْياً مِن الهَوانِ.

  وقالَ شَمِرٌ: الخِزْي الفَضِيحَةُ؛ ومنه قوْلُه تعالى: {ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا}⁣(⁣٣).

  وقالَ شيْخُنا: أَصْلُ الخِزْي ذلٌّ يُسْتَحى منه، ولذلكَ يُسْتَعْمل في كلِّ منهما أَي الذُّلّ والاسْتِحْياء، كما قالَهُ البَيْضاوي، وأَصْله في مُفْردَاتِ الرَّاغبِ والكشافِ، انتَهَى.

  ونَقَلَ المَناوِي عن الحرالي: أنَّ الخِزْي إظْهارُ القَبائِح التي يستحى من إظْهارها عُقُوبَةً.

  كاخْزَوَى، كارعَوَى؛ ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ:


(١) المفضلية ٣١ البيت ٤ برواية: «عني» بدل «يوماً» واللسان كالأهل والصحاح والأساس والمقاييس ٢/ ١٧٩. كالمفضلية.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤١ واللسان والثاني في الصحاح والأساس وعجزه في التهذيب والمقاييس ٢/ ١٧٩.

(٣) سورة المائدة، الآية ٣٣.