تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرذ]:

صفحة 374 - الجزء 5

  الحَصَى ونَحْوِه: ما تَطايَر مِنه، وحكَى ابنُ جِنِّي الفَتْحَ تَبَعاً للجوهرِيّ، قال امرُؤ القَيْسِ:

  تُطَايِر شَذَّانَ الحَصَى بِمَنَاسِمٍ ... صِلَابِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرَا

  وفي كِتَاب الفرق لابن السيد: وشَذَّ الحَصَى، إِذا تَفَرَّق، وأَشَذَّتْه الناقَةُ، إِذا فَرَّقَتْه. ومثلُه لابن القَطَّاع، قال امرؤ القَيْس:

  كَأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ⁣(⁣١) حِينَ تُشِذُّه ... صَلِيلُ زُيوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا

  وفي الصحاح⁣(⁣٢): وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها: ما افْتَرَقَ مِنها، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ ..:

  شُذَّانُهَا رَائِعَةٌ لِهَدْرهِ

  وشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ: مُحَدِّث، واسمه هِلالٌ، كذا في التبصير، وهو أَبُو عبيدة اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ، صَدوقٌ، له أَوْهَامٌ وأَفْرَاد، من العاشرة.

  ويقال: أَشَذَّ الرجلُ، إِذا جاءَ بِقَوْلٍ شَاذٍّ نادِرٍ.

  وأَشَذَّ الشَّيْءَ: نَحَّاه وأَقْصَاه.

  ويقال: شَاذٌّ، أَي مُتَنَحٍّ، وعن ابنِ الأَعرابيّ: يقال: ما يَدَعُ فُلانٌ شَاذًّا ولا نادًّا إِلَّا فَعَله، إِذا كان شُجاعاً لا يَلقَاهُ أَحدٌ إِلَّا قَتَلَه.

  وقال ابنُ القَطَّاع: أَشَذَّه: فَرَّقَه، وقيل شَذَّه وأَشَذَّه بمعنًى.

  [شرذ]: فَشَرِّذْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم⁣(⁣٣) وهو قول الله ø في كِتابه العزيز، أَهمله الجوهَرِيّ، وقد جاءَ بالذالِ المُعْجَمة في قراءَة الأَعْمَشِ، ونبّه عليه البيضاويّ وغيره، لكنه لم يَعْزُها لأَحَدٍ، وقال الشِّهاب في العنايَة: وقُرِئ: فَشَرِّذْ، بالذال المعجمة، وهو بمعنَى المهملة، وقال أَبو الفتح بنُ جِنِّي في كتاب المُحْتَسب وغيرِه: لم يَمُرَّ بِنَا في اللُّغَةِ تركيب: شَرِّذ، وكأَنَّ الذَال بَدَلٌ من الدّالِ: لتقارب مخرجيهما، وقد أَشرْنا إِلى ذلك في أَوّل الحرف، قال شيخنا: وقيل: إِنه مقلوب مِن شَذَر، ومنه شَذَر مَذَر للتفرُّق، وذهبَ بعضُ أَهلِ اللغة إِلى أَنها مادّة موجودة مستعملة، ومعناها التَّنْكِيل، ومعنى المهمل التَّفْرِيق، كما قاله قُطْرُب، لكنها نادِرة.

  [شربذ]: الشَّرَنْبَذُ، كغَضَنْفَرٍ، أَهمله الجوهريّ، وقال الصاغانيّ: هو الغَلِيظُ، كالجَرَنْبَذِ.

  [شعذ]: الشَّعْوَذَة، أَهمله الجوهَريّ، وقال الليث: هو خِفَّةٌ فِي اليَدِ ومَخَارِيقُ وأُخَذٌ⁣(⁣٤) كالسِّحْرِ يُرَى الشئُ بِغَيْرِ مَا عَلَيْه أَصْلُه في رَأْيِ العَيْنِ: وفي كلام بعضهم: هو تَصْوِيرُ الباطلِ في صُورَةِ الحقّ، وهو مُشَعْوِذٌ، بكسر الواو، ومُشَعْوَذٌ بفتحها.

  والشَّعْوَذة: السُّرْعَة. وقيل: هو الخِفَّة في كلِّ أَمرٍ، ومنه الشَّعْوَذِيُّ: رَسُولُ الأُمَرَاءِ عَلى البَرِيدِ في مُهِمَّاتِهِم، سُمِّيَ به لسُرعته، وقال الليث: الشَّعْوَذَة والشَّعْوَذِيُّ مستعمَل، وليس من كلام أَهل البادِيَة.

  وغالِبُ بنُ شَعْوَذٍ الأَزْدِيّ، عن أَبي هريرَة، فَرْدٌ، وشَعْوَذُ بنُ عبد الرحمنِ الأَزديّ، عن خالدِ بن مَعْدَانَ، وشَعْوَذ بنُ خُليْدَةَ، عن أَبي هارون العَبْدِيّ مُحَدِّثَانِ، هكذا بلفظ التثنية في النسخ، والصواب: مُحَدِّثُون وشَعْوَذُ بن مَالِك بن عَمْرِو بن نُمَارَة بن لَخْمٍ رَهْطُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ مَلِكِ الحِيرَةِ.

  [شعبذ]: المُشَعْبِذُ بكسر الباءِ وفتحها، أَهمله الجوْهَرِيّ، وقال الليث: هو المُشَعْوَذُ بفتح الواو وكسرها وقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ قال الثعالبي في «الجنى المحبوب الملتقط من ثمار القلوب»: لا أَصل لقولهم مشعْبذ، وإِنما هو بالواو، ويكنى أَبا العَجَب، قال أَبو تمام.

  مَا الدَّهْرُ في فِعْلِه إِلَّا أَبُو العَجَبِ

  قاله شيخنا، وقد أَثبته الزمخشريُّ⁣(⁣٥) وغيره، وتقول العامة: الشَّعْبَثَة.

  [شقذ]: الشَّقَذَانُ، محرّكَةً: الذي لا يَكادُ يَنام، كالشَّقِيذِ والشَّقِذِ. الأَخير ككَتِفٍ. وفي التهذيب: وإِنه لَشَقِذُ


(١) عن الديوان، وبالأصل «المرء».

(٢) لم ترد في الصحاح (شذذ). وهي في اللسان.

(٣) ورد في سورة الأنفال الآية ٥٧ قوله تعالى: {فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ}.

(٤) في اللسان: وأُخْذٌ.

(٥) انظر الأساس (شعذ)، واللسان: (شعبذ).