تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثبو]:

صفحة 243 - الجزء 19

  أُثَبِّي في البلادِ بذِكْرِ قَيْسٍ ... وَوَدُّوا لَوْ تَسُوخُ بنا البلادُ⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ سِيدَه: ولا أَدْرِي ما وَجْه ذلِكَ، قالَ: وعنْدِي أنَّ أُثَبّي هنا أُثْني.

  والتَّثْبِيةُ: الشِّكايَةُ من حالِكَ وحاجَتِكَ.

  وأَيْضاً: الاسْتِعداءُ.

  وأَيْضاً: جَمْعُ الخَيْرِ⁣(⁣٢) والشَّرِّ ضِدٌّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّثْبِيةُ: كَثْرَةُ العَذْلِ⁣(⁣٣) واللّوْمِ من هنا وهنا؛ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الراجزِ:

  كَمْ ليَ من ذي تُدْرَ أمِذَبّ ... أَشْوَسَ أَبَّاءٍ على المُثَبِّي⁣(⁣٤)

  والثَّبِيُّ، كغَنِيِّ: الكَثيرُ المَدْح للناسِ.

  وثَبَّيْتُ المالَ: حَفظْتَه، عن كُراعٍ.

  ويقالُ: أَنا أَعْرِفُه تَثْبيةً، أَي أَعْرِفُه مَعْرفةً أُعْجمها ولا أَسْتَيْقنها.

  ومالٌ مثْبيٌّ: أَي مَجْموعٌ مَحْصولٌ⁣(⁣٥).

  وثَبَّى اللهُ لَكَ النِّعَمَ: سَاقَها.

  [ثبو]: يو والثُّبَةُ؛ بالضمِّ وتَخْفيفِ الموحَّدَةِ، وإنَّما أَطْلَقَه اعْتِماداً على الشُّهْرةِ؛ وَسَطُ الحَوْضِ.

  قالَ ابنُ جنِّي: الذَّاهبُ مِن ثُبَة الواو، واسْتَدَلّ على ذلِكَ بأنَّ أَكْثَر ما حُذِفَتْ لامُه، إنَّما هو مِن الواوِ ونَحْو أَخ وأَب وسَنَة وعِضَة.

  قالَ ابنُ بَرِّي: الاخْتِيارُ عنْدَ المُحقِّقين أنَّ ثُبَة مِن الواوِ، وأَصْلُها ثُبْوة حَمْلاً على أَخَواتِها لأنَّ أَكْثَر هذه الأَسْماء الثُّنائِيّة أَن تكونَ لامُها واواً نَحْو عِزَة وعِضَة، ويَجوزُ أَنْ يكونَ مِن ثَبَّيْت الماءَ أَي جَمَعْت، وذلِكَ أنَّ الماءَ إنَّما تَجْمعُه مِن الحَوْضِ في وسطِهِ.

  وجَعَلَها أَبو إسْحاق مِن ثابَ يَثُوب، واسْتَدَلّ بقَوْلِهم ثُوَيْبَة.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: الثُّبَةُ وَسَطُ الحَوْضِ الذي يَثُوبُ إليه الماءُ، والهاءُ عِوَض مِن الواوِ الذَّاهِبَةِ مِن وسطِه لأنَّ أَصْلَه ثُوْب، كما قالوا: أَقامَ إقامةً وأَصْلُه إقْوَاماً، فعوَّضُوا الهاءَ من الواوِ الذَّاهِبَة مِن عَيْنِ الفِعْل.

  * قُلْتُ: وهو الذي صَرَّح به في التَّصْريح وأَقَرَّه شُرَّاحه.

  والثُّبّةُ: الجماعَةُ مِن النَّاسِ؛ قالَ زُهَيْرٌ:

  وقد أَغْدُو على ثُبَةٍ كِرامٍ ... نَشَاوَى واجِدِينَ لِما نَشَاءُ⁣(⁣٦)

  قالَ الرَّاغبُ: المَحْذوفُ منه الياءُ بخلافِ ثُبَة الحَوْضِ.

  * قُلْتُ: ولأَجْل هذا أَشارَ المصنِّفُ بالياءِ والواوِ جَمِيعاً فتأَمَّل.

  كالأُثْبِيَّةِ، بالضَّمِّ أَيْضاً عن ابن جنِّي، وأَصْلُها ثُبَيٌ.

  والثُّبَةُ: العُصْبَةُ من الفُرْسانِ، ج ثُباتٌ وثُبُونَ، بضَمِّهما، وثِبُونَ؛ بالكسْرِ أَيْضاً على حَدِّ ما يطَّردُ في هذا النّوْعِ.

  وعَمْرُو بنُ ثُبَيِّ، كسُمَيِّ: صَحابيٌّ، وهو الذي أَشارَ على النُّعْمان بنِ مقرن بمُناجَزَةِ أَهْلِ نَهَاوَنْد.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ثَبَوْتُ له خَيْراً بَعْدَ خَيْرٍ أَو شرّاً: إذا وَجَّهْته إليه.

  وجاءَتِ الخَيْلُ ثُبَاتٍ: أَي قطْعَةٌ بعْدَ قطْعَةٍ.

  وتَصْغيرُ الثُّبَةِ: الثُّبَيَّةُ وجَمْعُ الأُثبِيَّةِ: الأثابيُّ والأَثابِيَةُ، الهاءُ فيها بَدَلٌ مِن الياءِ الأَخيرَةِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحُمَيْدٍ الأَرْقط:


(١) اللسان والتهذيب، وليس في ديوانه.

(٢) في القاموس: «الشرِّ والخيرِ».

(٣) عن اللسان وبالأصل «العدل».

(٤) اللسان.

(٥) في الأساس: «مجعولٌ ثُباتٍ».

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١١ واللسان.