تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثدى]:

صفحة 244 - الجزء 19

  دون أُثابيّ من الخَيْلِ زُمَرْ⁣(⁣١)

  والثُّبَى، بالضمِّ والقَصْر: العالي مِن مَجالِسِ الأَشْرافِ.

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وهو غَرِيبٌ نادِرٌ لم أَسْمَعْه إلَّا في شِعْرِ الفند الزِّمَّانيّ:

  تَرَكْتُ الخيلَ من آثا ... لِرُمْحِي في الثُّبَى العالي

  تَفادَى كتَفادِي الوَحْ ... شِ مع أَغْضَفَ رِئْبالِ⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ سِيدَه: وقَضَيْنا على ما لم يَظْهر فيه الياء مِن هذا الباب بالياءِ لأنَّها لامٌ، وجَعَلَ ابنُ جنِّي هذا البابَ كُلَّه مِن الواوِ.

  والأُثبِيَّةُ، بالضمِّ: الجماعَةُ؛ كالأثْبَيَةِ، بالهَمْزةِ.

  [ثتى]: ي الثَّتى، كالثَّرَى. هكذا ضَبَطَه ابنُ الأنْبارِي. وقد أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  أَو الثَّتْيُ، كظَبْيٍ: قُشورُ التَّمْرِ؛ عن أَبي حنيفَةَ؛ أَو حُسافَتُه، عن الفرَّاء؛ ورَدِيئُهُ⁣(⁣٣)؛ وهذه عن أَبي حنيفة.

  وقيلَ: دُقاقُ التِّبْنِ وحُطامُه؛ عن الفرَّاء.

  وكُلُّ ما حَشَوْتَ به غِرارَة مِمَّا دَقَّ فهو الثَّتَى؛ قالَ:

  كأنَّه غِرارَةٌ مَلأَى ثَتى

  ويُرْوَى:

  ..... مَلأَى حَتَى

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الثَّتَى: سَوِيقُ المُقْل، كالحَتَى، عن اللّحْيانيّ.

  [ثجو]: وثَجَا، كدَعَا، ثَجْواً: أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وفي التّكْمِلَةِ عن ابنِ الأعْرابيّ: أَي سَكَتَ.

  وأَثْجاهُ غيرُهُ: أسْكَتَه.

  وعن ابنِ الأعْرابيِّ: ثَجَا ثَلْثَلَ⁣(⁣٤) مَتاعَهُ وفَرَّقَهُ. ولو قالَ: ومَتاعه فَرَّقَه كانَ أَخْصَر.

  [ثدو]: والثَّدْواءُ، مَمْدودَةً. أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو: ع نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.

  [ثدى]: ي الثَّدْيُ، ويُكْسَرُ وكالثَّرَى؛ الأُوْلى أَشْهَرَهنَّ؛ خاصٌّ بالمرْأةِ أَو عامٌّ، أَي يكونُ للرَّجُلِ أَيْضاً، وهو الأَفْصَحُ الأَشْهَرُ عنْدَ اللّغويِّين، وعليه اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ. يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والتَّذْكيرُ هو الأَفْصَح، ج أَثْدٍ وثُدِيٌّ، كحُلِيِّ، أَي بالضمِّ على فعُول كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: وثِدِيٌّ أَيْضاً بكَسْرِ الثاءِ لمَا بَعْدَها مِن الكسْرِ؛ فأمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:

  فأَصْبَحَت النِّساءُ مُسَلِّياتٍ ... لهُنَّ الويلُ يَمْدُدْنَ الثُّدِينا⁣(⁣٥)

  فإنَّه كالغلطِ، وقد يَجوزُ أَنَّه أَرادَ الثُّدِيَّا فأَبْدَلَ النُّونَ مِن الياءِ للقافِيَةِ.

  وذُو الثُّدَيَّةِ، كسُمَيَّةَ: لَقَبُ حُرْقوصِ بنِ زُهَيْرٍ، كَبيرِ الخَوارِجِ وهو المَقْتولُ بالنَّهْروان.

  أَو هو ذُو اليُدَيَّةِ، بالمُثَنَّاةِ من تَحْتُ؛ نَقَلَه الفرَّاء عن بعضهِم قالَ: ولا أَرَى الأصْلَ كانَ إلّا هذا ولكن الأحادِيثَ تَتابَعَتْ بالثاءِ.

  وقالَ الجوْهرِيُّ: ذو الثُّدَيَّةِ لَقَبُ رجُلٍ اسْمُه ثُرْملة، فمَنْ قالَ في الثَّدْي إنَّه مُذَكَّر يقولُ إنَّما أدْخلُوا الهاء في


(١) الصحاح، وفي اللسان:

كأنه يوم الرهان المحتضر ... وقد بدا أول شخص ينتظر

دون أثابي من الخيل زمر ... ضار غداً ينفض صئبان المدر

وفي الأساس: «صئبان المطر» وفيها خمسة شطور باختلاف عن رواية اللسان، انظرها فيها.

(٢) اللسان.

(٣) في القاموس: ورَدِيُّهُ.

(٤) في التكملة: بلبل.

(٥) اللسان. وبالأصل «مسليات».