[رفأ]
  رَطِئَ كَفَرِح، وهو خطأٌ، من قوم رِطَاءٍ ككِرام وهي أَي الأُنثى رَطِئَةٌ(١) ورَطْآءُ كحمراء.
  وأَرْطَأَت المرأَةُ: بَلَغَتْ أَن تُجامَعَ.
  واسْتَرْطأَ: صَارَ رَطِيئاً وفي حديث رَبيعة: أَدركت أَبناءَ أَصحابِ النبيِّ ÷ يَدَّهِنون بالرَّطَإِ(٢)، وفسره فقال: هو التدهُّنُ الكثير، أَو قال: الدَّهْنُ(٣) الكثير، وقيل: هو الدَّهْنُ بالماء، من قولهم: رَطَأْتُ القَوْمَ إِذا رَكِبْتَهُمْ بما لا يُحِبُّون، لأَن الدُّهْنَ يَعلو الماءَ ويَرْكَبه.
  [رفأ] رفأَ السفينةَ يَرْفَؤُهَا رَفْأً كمَنَعَ: أَدْنَاهَا مِنَ الشَّطِّ وأَرفأْتُها إِذا قَرَّبْتَها إِلى الجَدِّ من الأرْضِ، وأَرفَأَتِ السفينةُ نَفْسُها إِذا ما دَنَتْ للجَدِّ، عن هشامٍ أَخي ذي الرُّمَّة، والجَدُّ: ما قَرُبَ من الأَرض، وقيل: هو شاطئ النَّهرِ، وسيأْتي، وفي حديثِ تَميمٍ الدَّارِيِّ: أَنَّهم رَكِبُوا البَحْرَ ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلى جَزيرةٍ. قال: أَرفَأْت السفينةَ إِذا قَرَّبتَهَا من الشَّطِّ، وبعضهم يقول: أَرْفَيْتُ، بالياء، قال: والأَصل الهمز، وفي حديث موسى #: حَتَّى أَرْفَأَ به(٤) عند فُرْضَةِ الماءِ. وفي حديث أَبي هريرة، في القيامة: فتكون الأَرضُ كالسَّفينة المُرْفَأَةِ في البحر تَضْرِبها الأَمواجُ، والمَوْضِعُ مَرْفَأٌ بالفتح ويُضَمُّ كمُكْرم، واختاره الصَّغانيُّ.
  ورفأَ الثَّوْبَ مهموزٌ يَرْفَؤُه رَفْأً: لَأَمَ خَرْقَهُ(٥) وضَمَّ بَعْضَهُ إِلى بَعْضٍ وأَصلح ما وَهَى منه، مُشتَقٌّ مِنْ رَفْءِ السفينةِ، وربما لم يُهْمَز، فيكون مُعتَلاً بالواو، جَوَّزه بعضُهُم، وأَغرب في المصباح فقال(٦): إِنه يقال: رَفَيْتُ: بالياء أَيضاً من باب رَمَى، وهو لغةٌ بني كَعْبٍ(٦)، وفي باب تحويل الهمزةِ: رَفَوْتُ الثوْبَ رَفْواً تُحَوَّلُ الهمزةُ واواً كما ترى وهو رَفَّاءٌ صَنْعَتُه الرَّفْءُ، قال غَيْلانُ الرَّبَعيُّ:
  فَهُنَّ يَعْبِطْنَ جَدِيدَ البَيْدَاءْ(٧) ... مَا لَا يُسَوَّى عَبْطُه بِالرَّفَّاءْ(٧)
  أَراد بِرَفْءِ الرَّفَّاء، ويقال: مَن اغْتابَ خَرَقَ، ومَن استغفرَ الله رفَأَ، أَي خَرَق دِينَه بالاغْتياب، ورَفَأَه بالاستغفار.
  ورَفَأَ الرَّجُلَ يَرْفَؤُه رَفْأً: سَكَّنَهُ من الرُّعْبِ ورَفَقَ به، ويقال: رَفَوْتُ، بالواو فيه أَيضاً، وفلانٌ يَرْفُوه بأَحسنِ ما يَجِدُ مِن القَوْلِ، أَي يُسَكِّنه ويَرْفُق به ويدعو له.
  وفي الحديث أَن رجلاً شكا إِليه التَّعَزُّبَ فقال له «عَفِّ شَعَرَك(٨)» ففعل فَارْفَأَنَّ(٩)، أَي فَسَكَن ما به، والمُرْفَئِنُّ: الساكنُ.
  ورَفَأَ بينهم: أَصْلَحَ كَرَقَأَ وسيأْتي.
  وأَرفَأَ إِليه: جَنَحَ قال الفراءُ: أَرْفأْتُ إِليه وأَرفَيْتُ، لُغتانِ بمعنَى جَنَحْت إِليه وأَرْفَأَ امْتَشَطَ شَعرَه، وهو راجعٌ إِلى الإِصلاح وأَرفا إِليه: دَنَا وأَدْنَى السفينةَ إِلى الشطّ، فسقط بهذا قولُ شيخِنا، والعجب كيف تعرَّض للمكان ولم يتعرَّض لأَصلِ فعله الرُّباعيّ؟ نعم لم يَذكره في مَحلِّه، و: حَابَى تقول رَفَأَ الرَّجُلَ: حاباه، ورَافَأَني الرجلُ في البَيْعِ مُرَافأةً إِذا حَابَاكَ فيه، ورافأْتُه في البيع: حابَيْته وأَرْفأَه دَارَأَهُ كَرَافَأَهُ(١٠) عن ابن الأَعرابيّ وأَرفأَ إِليه: لَجَأَ. وتَرَافَئُوا: تَوَافَقُوا وتظاهروا، وترافأْنَا على الأَمر تَرَافُؤاً، نحو التَّمَالُؤِ إِذا كان كَيْدُهم وأَمرُهم واحداً وَتَرَافَأْنَا على الأَمر: تَواطَأْنَا(١١) وتوافَقْنَا.
  وَرفَّأَه أَي المُمْلِكَ تَرْفِئَةً وتَرْفِيئاً إِذا قال له: بالرِّفَاءِ والبَنِينَ، أَي بالإِلتِئَامِ والاتّفاق والبَرَكة والنَّماء وجَمْعِ الشَّمْلِ وحُسْنِ الاجتماع، قال ابنُ السكّيت: وإِن شئت كان معناه السُّكون والهُدُوّ والطُّمَأْنينة، فيكون أَصْله غير الهمز، من قولهم رَفَوْت الرجلَ إِذا سَكَّنْته، وعليه قولُ أَبي خِراشٍ الهُذلي:
  رَفَوْنُي وَقَالُوا: يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْ ... فَقُلْتُ: وَأَنْكَرْتُ الوُجُوهَ هُمُ هُمُ
  يقول سَكَّنُوني، وقال ابنُ هانِئ يُريد رَفَئُوني، فأَلْقَى
(١) اللسان: رطيئة.
(٢) اللسان والنهاية: بالرِّطاء.
(٣) ضبط النهاية: الدُّهْنُ.
(٤) عن النهاية واللسان، والأصل «أرفأته».
(٥) في المطبوعة الكويتية: خرقة تحريف.
(٦) نص المصباح المنير: ورفيتُهُ رفياً من باب رمى لغة بني كعب.
(٧) عن اللسان: وبالأصل: حديد البدا ... بالرفا.
(٨) بالأصل: «شرك» وفي المطبوعة «شَعْرَك» وما أثبتناه عن اللسان.
(٩) ذكره الهروي في غريبه في «رفأ» على أن النون زائدة وذكره الجوهري في حرف النون على أنها أصلية، وقال: ارفأن الرجل ارفئناناً على وزن اطمأن أي نفر ثم سكن.
(١٠) اللسان: داراه. وفي القاموس: دارأ كرافأ.
(١١) القاموس: وإيه لجأ. وتوافؤوا: توافقوا، وتواطؤوا.