تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثعب]:

صفحة 332 - الجزء 1

  وَاسْرِقَا نَوْمَ مُقْلَتِي ... مِنْ جُفُونِ الكَوَاعِبِ

  وَاعْجَبَا مِنْ ضَلَالَتِي ... بَيْنَ عَيْنٍ وحَاجِبِ

  وقَرَأْتُ في تَارِيخ حَلَبَ للأَدِيبِ العَالِمِ المُحَدِّثِ ابنِ العَدِيمِ: الأَثَاربُ منْهَا أَبُو الفَوَارِس حَمْدَانُ بنُ أَبِي المُوفَّقِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بنِ حَمْدَانَ التَّمِيمِيُّ الأَثَارِبيُّ، وذكَر له تَرْجَمَةً وَاسِعَةً، وكانَ طَبِيباً مَاهِراً، وسيأْتي ذكْره في مَعْرَاثا⁣(⁣١).

  ويَثْرِبُ كيَضْرِب وأَثْرِبُ، بإِبْدَالِ اليَاءِ هَمْزَةً لُغَةٌ في يَثْرِبَ، كذَا في معجم البلدان: اسْمٌ للنَّاحِيَة التي منها المَدِينَةُ وقِيلَ للنَّاحِيَة⁣(⁣٢) مِنها، وقيل: هي مَدِينَةُ النَّبِيِّ ÷ سُمِّيَتْ بأَوَّلِ مَنْ سَكَنَهَا مِنْ وَلَدِ سَامِ بنِ نُوحٍ، وقِيلَ باسْمِ رَجُلٍ من العَمَالِقَةِ وقيلَ: هو اسْمُ أَرْضِهَا، ورُوِيَ عن النَّبيِّ ÷: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمَدِينَةِ يَثْربُ وسَمَّاهَا طَيْبَة وطَابَةَ، كأَنَّهُ كَرِهَ الثَّرْب، لِأَنَّهُ فَسَادٌ في كَلَام العَرَبِ، قال ابنُ الأَثير: يَثْرِبُ: اسْمُ مَدِينَةِ النبيّ ÷ قديمة، فغَيَّرَهَا وسَمَّاهَا طَيْبَةَ وطَابَةَ، كَرَاهِيَةَ التَّثْرِيب وهُوَ اللَّوْمُ والتَّعْيِيرُ، قال شيخُنَا: ونَقَل شُرَّاحُ المَوَاهِبِ أَنه كانَ سُكَّانُها العَمَالِيق، ثُمَّ طَائِفَة مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، ثم نَزَلَهَا الأَوْسُ والخَزْرَجُ لَمَّا تَفَرَّقَ أَهْل سَبَإِ بسَيْلِ العَرِم وهُوَ يَثْرِبيٌّ وأَثْرِبِيٌّ بفَتْحِ الرَّاءِ وكَسْرهَا فِيهِمَا، في لِسَانِ العَرَبِ: فَفَتَحُوا الرَّاءَ اسْتِثْقَالاً لِتَوَالِي الكَسَرَاتِ، أَيْ فالقِيَاسُ الفَتْحُ مُطْلَقاً، ولذلك اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عليه نقْلاً عن الفَرَّاءِ، قَاله شَيْخُنَا، قُلْتُ، وَوَجْهُ الكَسْرِ مُجَارَاةٌ عَلَى اللَّفْظِ.

  واسْمُ أَبِي رِمْثَةَ بكَسْرِ الرَّاءِ البَلَوِيِّ ويُقَالُ: التَّميمِيّ: ويُقَالُ: التَّيْمِيَّ مِن تَيْم الرِّبَابِ يَثْرِبِيُّ بنُ عَوْفٍ، وقيلَ: عُمَارَةُ بنُ يَثْرِبِيّ، وقيل غير ذلك، له صُحْبَةٌ، رَوَى عنه إِيَادُ بنُ لَقِيطٍ، أَوْ هو رِفَاعَةُ بنُ يَثْرِبيٍّ وقَالَ التَّرْمِذِيُّ: اسْمُه: حَبِيبُ بنُ وَهْبِ.

  وعَمْرُو بنُ يَثْرَبِيٍّ صَحَابِيٌّ الضَّمْرِيُّ الحِجَازِيُّ أَسْلَمَ عَامَ الفَتْحِ وله حدِيثٌ في مسند أَحْمَدَ، ولِيَ قَضَاءَ البَصْرَةِ لِعُثْمَانَ، كذا في «المعجم» وعَمِيرَة بنُ يَثْرِبيٍّ تَابِعِيٌّ.

  وَيَثْرِبِيُّ بنُ سِنَانِ بنِ عُمَيْرِ بنِ مُقَاعسٍ التَّمِيمِيُّ جَدُّ سُلَيْكِ بنِ سُلَكَةَ.

  والتَّثْرِيبُ: الطَّيُّ، وهو البِنَاءُ بالحِجَارَةِ، وأَنَا أَخْشَى أَنَّهُ مُصَحَّفٌ منَ التَّثْوِيبِ، بِالواو، كما يأْتي.

  [ثرقب]: الثُّرْقُبِيَّةُ بالضَّمِّ، أَهْمَله الجَوهريُّ وقال ابنُ السِّكِّيتِ: هِيَ وَكَذا الفُرْقُبِيَّةُ: ثيَابٌ بِيضٌ مِن كَتَّانٍ حَكَاهَا يَعْقُوبُ في البَدَلِ، وقيل مِن ثِيَابِ مِصْرَ يقال: ثَوْبٌ ثُرْقُبِيٌّ وفُرْقُبِيٌّ.

  [ثطب]: الثُّنْطُبُ، كَقُنْفُذٍ أَهْمَله الجَوْهريُّ، وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: هو مِجْوَابٌ وهو آلَةُ الخَرْقِ الَّتِي يَخْرِقُ بِهَا القَفَّاصُ الجَرِيدَ والقَصَبَ ونَحْوَه للاشْتغَالِ، ولم يَذْكُرْهُ المُصَنِّفُ في ج وب، كأَنَّهُ لِشُهْرَتِه، قاله شَيْخُنَا، واللهُ أَعْلَمُ.

  [ثعب]: ثَعَبَ المَاء والدَّمَ ونَحْوَهما كَمَنَعَ يَثْعبُه ثَعْباً: فجَرَه، فَانْثَعَب كما يَنْثَعِبُ الدَّمُ من الأَنْفِ، ومنه اشْتُقَّ مَثْعَبُ المَطَرِ، وفي الحَدِيثِ: «يَجِيءُ الشَّهِيدُ يَوْمَ القِيَامَةِ وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَماً» أَيْ يَجْرِي، ومنه حدِيث عُمَرَ: «صَلَّى وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَماً» وحَديثُ سَعْدٍ: «قُطِعتْ نَسَاهُ فَانْثَعَبَتْ⁣(⁣٣) جَدَا الدَّمِ» أَيْ سَالَتْ ويُرْوَى: «فَانْبَعَثَتْ» وانْثَعَبَ المَطَرُ كَذَلِك:

  ومَاءٌ ثَعْبٌ بفَتْحٍ فَسُكُون، وثعَبٌ مُحَرَّكَةً، وأَثْعُوبٌ وأُثْعُبَانٌ بالضَّمِّ فِيهِمَا: سَائِلٌ، وكَذَلِك الدَّمُ، الأَخِيرَةُ مَثَّلَ بهَا سيبويه، وفسَّرَهَا السِّيرَافِيُّ، وقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الأَثْعُوبُ: مَا انْثَعَبَ وفي الأَساس: تقولُ: أَقْبَلَتْ أَعْنَاقُ السَّيْلِ الرَّاعِبِ⁣(⁣٤)، فَأَصْلِحُوا خَرَاطِيمَ المَثاعِب، وسَالتِ الثُّعْبَان، كما سَال⁣(⁣٥) الثُّعْبَانُ، وهُوَ السَّيْلُ.

  والثَّعْبُ: شَجَرٌ، كَذَا في لسان العرب والثَّعْبُ أَيْضاً: مَسِيلُ الوَادِي كذا في النَّسَخِ⁣(⁣٦)، وفي بعضِهَا المَثْعَبُ،


(١) عن معجم البلدان، وبالأصل «معراشا».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «وقيل للناحية منها، لعل الظاهر لناحية منها اه».

(٣) كذا، وبهامش المطبوعة المصرية «قوله فانثعبت الدم كذا بخطه وفي النهاية فانثعبت حدية الدم اه» وفي النهاية: «جَدِّيَة» وفي اللسان: جَدِّيَة.

(٤) الأساس المطبوع: الزاعب.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كما سال الثعبان. في الأساس الذي بيدي: كما انساب الثعبان جمع ثعب وهو المسيل اه».

(٦) كذا بالأصل واللسان، وفي الصحاح: الثَّعَب بالتحريك.