تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حفتن]:

صفحة 157 - الجزء 18

  الشّبْراوِيُّ الشّافِعيُّ، رَحِمَهما اللهِ تعالَى، ومِن القدماء أَبو محمَّد عَبْدُ اللهِ⁣(⁣١) بنُ مُعاوِيَةَ بنِ حكيم الفَقِيهُ الزَّاهِدُ عن أَصْبَغ، توفّي ¦ سَنَة ٢٥٠.

  وحِفَان ككِتَابٍ: بَلَدٌ؛ نَقَلَه نَصْر عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  [حفتن]: حَفَيْتَنٌ، كَسَمَيْدَعٍ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو اسْمُ أَرْضٍ بَيْن يَنْبُع والمَدِينَة في قَوْلِ كُثَيِّر عَزَّةَ؛ قالَ:

  فقد فُتْنَني لمَّا وَرَدْنَ حَفَيْتَناً ... وهُنَّ على ماءِ الحُراضَةِ أَبْعَدُ⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى بالخاءِ المُعْجمةِ.

  [حقن]: حَقَنَهُ يَحْقِنُه ويَحْقُنُه؛ مِن حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ؛ حَقْناً، فهو مَحْقونٌ وحَقِينٌ: حَبَسَهُ.

  ومِن هذا المَثَل: أَبَى الحَقِينُ العِذْرةَ، أَي العُذْر، يُضْرَبُ للذي يَعْتَذِرُ ولا عذْرَ له.

  وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُ ذلكَ أَنَّ رَجلاً ضَافَ قَوْماً فاسْتَسْقاهم لَبَناً، وعنْدَهم لَبَنٌ قد حَقَنُوه في وَطْبٍ، فاعْتَلُّوا عليه واعْتَذَرُوا؛ فقالَ: هذا، أَي أَنَّ هذا الحَقِينَ يُكَذِّبُكُم، كأَحْقَنَهُ.⁣(⁣٣)

  وفي الصِّحاحِ: حَقَنْتُ البَوْل، وأَنْكَرَ أَحْقَنْتُ.

  وفي المُحْكَم: حَقَنَ البَوْلَ: حَبَسَه؛ ولا يقالُ: أَحْقَنَه ولا حَقَنَنِي هو.

  وحَقَنَ دَمَ فلانٍ: إِذا أَنْقَذَهُ مِن القَتْلِ بَعْدَمَا حَلَّ قَتْله؛ وهو مجازٌ.

  وفي الحديثِ: «فحقَنَ له دَمَه»، أَي مَنَعَ مِن إِرَاقَتِه وقَتْلِه، أَي جَمَعَه له وحَبَسَه عليه.

  وحَقَنَ اللَّبَنَ في السِّقاءِ يَحْقُنُه حَقْناً: صَبَّه فيه ليُخْرِجَ زُبْدَتَهُ. وفي الصِّحاحِ: حَقَنْتُ اللبَنَ أَحْقُنُه، بالضمِّ: إِذا جَمَعْتُه في السِّقاءِ، وصَبَبْت حَليبَه على رائِبِه؛ واسْم هذا اللبنِ الحَقِينُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للمُخبَّلِ:

  ففي إِبلٍ سِتِّينَ حَسْبُ ظَعِينة ... يَرُوحُ عليها مَحْضُها وَحَقِينُها⁣(⁣٤)

  والحَقْنَةُ، بالفتحِ: وجَعٌ في البَطْنِ، وكذلكَ الحَقْلَةُ، ج أَحْقانٌ وأَحْقالٌ، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  والحُقْنَةُ، بالضَّمِّ: كُلُّ دواءٍ يُحْقَنُ به المَرِيضُ المُحْتَقِنُ.

  وفي الحَدِيثُ: «أَنَّه كَرِه الحُقْنةَ»، وهو أَنْ يُعْطى المَرِيضُ الدَّواءَ مِن أَسْفَلِه، وهي مَعْروفةٌ عنْد الأَطبَّاء.

  والحاقِنَةُ: المَعِدَةُ؛ صفَةٌ غالبَةٌ لأَنَّها تحْقِنُ الطَّعامَ.

  وأَيْضاً: ما بينَ التَّرْقُوة والعُنُق.

  والحاقِنتانِ: ما بَيْن التَّرْقُوَتَيْنِ وحَبْلَيِ العاتِقِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: نُقْرَتا التَّرْقُوَتَيْنِ.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ أَبو عَمْرٍو: الحاقِنَةُ: النُّقْرَةُ بَيْن التَّرْقُوةِ وحَبْل العاتِقِ، وهما حاقِنتانِ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: والجَمْعُ الحَواقِنُ.

  وفي حديثِ عائِشَةَ: «تُوفي رَسُولُ اللهِ ، بَيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وبَيْن حاقَنَتي وذَاقِنَتي».

  أَو الحَواقِنُ: ما سَفَلَ مِنَ البَطْنِ، والذَّواقِنُ: ما عَلا؛ ومنه المَثَلُ: «لأُلْحِقَنَّ حَواقِنَكَ بذَواقِنِكَ».

  ووُجِدَ بخطِّ الجَوْهرِيُّ: لأُحْقِنَنَّ؛ وهو سَهْو نبَّه عليه أَبو زَكَرِيَّا. ويُرْوى لأُلْزِقَنَّ.

  وقيلَ: حَواقِنُه: ما حَقَنَ الطَّعامَ مِن بَطْنِه، وذواقِنُه: أَسْفَل بَطْنِه ورُكْبَتاه.

  واحْتَقَنَ المَريضُ: احْتَبَسَ بَوْلُه فاسْتَعْمَلَ الحُقْنَةَ.


(١) في معجم البلدان: «عبيد الله» ومثله في اللباب لابن الأثير.

(٢) اللسان ومعجم البلدان: «حراضة» وفيه: «وردن خفيتنا».

(٣) في القاموس: كاحْتَقَنَهُ.

(٤) اللسان وفيه: «مخضها وحقينها».