تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جفي]:

صفحة 288 - الجزء 19

  وأَجْفَتِ الأرضُ: صارَتْ كالجفاءِ في ذَهابِ خَيْرِها.

  قالَ الرّاغبُ: أَصْلُ كلّ ذلِكَ الواوُ دونَ الهَمْزةِ.

  وجُفَاءُ النَّاسِ: سَرَعانهم وأَوائِلُهم، شُبِّهوا بجُفَاءِ السَّيْل.

  [جفي]: ي جَفَيْتُه أَجْفِيهِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ الصَّاغانيُّ: أَي صَرَعْتُه، لُغَةٌ في جَفَأْته بالهَمْز وقد تقدَّم.

  وقالَ أَبو عَمْرو: الجُفايَةُ، بالضَّمِّ: السَّفِينَةُ الفارِغَةُ فإذا كانتْ مَشْحونةً فهي غامِدَةٌ وآمِدَةٌ وخنٌّ.

  والمَجْفِيُّ: المَجْفُوُّ، وقد جاءَ في شِعْرِ أَبي النجْم:

  ما أَنا بالجافِي ولا المَجْفِيِّ

  وتقدَّمَ تَعْليلُه.

  وأَنْكَر الجَوْهرِيُّ جَفَيْت.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  جَفَيْتُ البَقْلَ واجْتَفَيْته: قَلَعْته، لُغَةٌ في جَفَأْته؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [جكو]: جُكْوانُ، كعُثْمانَ: اسمٌ، وإليه نُسِبَ أَبو محمدٍ الحسَنُ بنُ فاخرِ بنِ محمدِ الجُكْوانيُّ سَمِعَ أَبا سعيدٍ محمد بنَ الحَسَنِ القاضِي السّجستانيّ؛ ذَكَرَه ابنُ السّمعاني وضَبَطَه.

  [جلو]: وجَلَا القَوْمُ عن المَوْضِعِ، وفي الصِّحاحِ: عن أوطانِهم؛ زادَ ابنُ سِيدَه: ومنه جَلْواً وجَلاءً وأَجْلَوْا: أَي تَفَرَّقُوا.

  وفي الصِّحاحِ: الجَلاءُ الخُروجُ من البَلَدِ، وقد جَلَوْا.

  أَو جَلا مِن الخَوْفِ، وأَجْلَى من الجَدْبِ، هكذا فَرقَ أَبو زيْدٍ بينهما. ويقالُ: جَلاهُ الجَدْبُ يتعدَّى ولا يتعدَّى.

  قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلاهُ عن وَطَنِه فَجَلا، أَي طَرَدَه فهَرَبَ. وأَجْلاهُ يتعدَّى ولا يتعدَّى، كِلاهُما بالأَلِفِ.

  يقالُ: أَجْلَيت عن البَلَدِ وأَجْلَيْتهم أَنا وأَجلَوا عن القَتِيلِ، لا غَيْر، انْفَرَجُوا؛ كما في الصِّحاحِ.

  ومن الثُّلاثي المُتَعدِّي حدِيثُ الحَوْض: «فيُجْلَوْن عنه، أَي يُنْفَوْن ويُطْرَدُونَ، هكذا رُوِي؛ والرِّوايَةُ الصَّحيحةُ بالحاءِ المُهْملَةِ والهَمْز.

  ومن اللَّازِمِ قوْلُه تعالى: {وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ}⁣(⁣١)، ومِن الرباعي المُتَعدِّي: قَوْلُهم: أَجْلاهُم السُّلْطانُ، أَي أَخْرَجَهم.

  وقالَ الرّاغبُ: أَبْرَزَهُم فَجَلوْا وأَجْلَوْا.

  ومِن كلامِ العَرَبِ: فإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيةٌ وإمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ، أَي حَرْبٌ تُخْرجكم من دِيارِكُم أَو سِلْم تُخْزِيكم وتُذِلُّكم.

  واجْتَلاهُ: كأَجْلاهُ.

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: جَلَا النَّحْلَ يَجْلُوها جَلاءَ: دَخَّنَ عليها ليَشْتار العَسَلَ، ومنه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النحْلَ والعاسِلَ:

  فلمَّا جَلَاها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ ... ثُباتٍ عليها ذُلُّها واكْتِآبُها⁣(⁣٢)

  والأُيامُ: الدُّخانُ.

  وجَلا الصَّيقلُ السَّيفَ والمِرْآةَ ونحوَهُما جَلْواً، بالفتْح، وجِلاءَ، بالكسْرِ، صَقَلَهُما؛ واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على السَّيْفِ وعلى المَصْدرِ الأَخيرِ.

  ومِن المجازِ: جَلا الهَمَّ عنه جَلْواً: أَذْهَبَهُ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ ولم يَذْكُر المَصْدرَ.

  ومِن المجازِ: جَلَا فُلاناً الأَمْرَ، أَي كَشَفَهُ عنه وأَظْهَرَه؛ ومنه جَلَا الله عنه المَرَضَ؛ كجَلَّاهُ، بالتَّشْديد؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {وَالنَّهارِ إِذا جَلّاها}⁣(⁣٣).


(١) سورة الحشر، الآية ٣.

(٢) ديوان الهذليين ١/ ٧٩ برواية:

فلما اجتلاها بالإيام تحيزت

والمثبت كرواية اللسان والمقاييس ١/ ٤٦٩ وفيهما «تحيزت» وفي اللسان: ويروى: اجتلاها.

(٣) سورة الشمس ٣.