[تجج]:
  الصّحيح أَنّه من باجَةِ الأَنْدَلُسِ(١)، لا من باجَةِ أَفْرِيقِيَّةَ، وقد تَوهَّمَ المصنّفُ.
  قلت: هذا الاختلافُ إِنما هو في أَبي مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيّ، فإِنه ذكر ابنُ الأَثيرِ عن أَبي الفضلِ المَقْدِسِي أَنّه(٢) من باجَةِ الأَنْدَلُسِ، وقد ردّ عليه الحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عيسى الإِشْبِيلِيّ ذلك، وهو أَعلمُ ببلادهم.
  وباجَةُ: د، بالأَنْدَلُسِ قيل: منها أَبو محمّدٍ الباجِيّ على ما ذكَره المَقْدِسّي، وقد ذُكِرَ قريباً(٣).
  وباجَةُ: والدُ أَبي إِسحاقَ(٤) إِسمَاعِيلَ بنِ إِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ الشِّيرازِيّ المُحَدِّثِ يُعرفُ بابنِ باجَةَ، سمِعَ الرَّبِيعَ بنَ سُليمانَ.
  * ومما يستدرك عليه:
  قال ابنُ الأَعرابيّ: باجَ الرجُلُ يَبُوجُ بَوْجاً، إِذا أَسْفَرَ وَجْهُه بعدَ شُحُوبِ السَّفَرِ.
  والبَائِجَةُ: ما اتَّسَعَ من الرَّمْلِ.
  وباجَتْهُم البَائِجَةُ تَبُوجُهم: أَصابَتْهم وقد باجَتْ عليهِم، كانْبَاجَتْ.
  والبَاجَةُ: الاخْتِلاطُ.
  وباجَهُم الشَّرُّ بَوْجاً: عَمَّهُم.
  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: البَاجُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، وهو الطَّرِيقةُ من المَجَاجِّ المُسْتَوِيَةُ، وقد تقدّم.
  ونحن في ذلك باجٌ واحدٌ، أَي سواءٌ، قال ابنُ سيده: حكاه أَبو زيد غيرَ مهموز، وحكاه ابن السِّكِّيتِ مهموزاً، وقد تقدّم، قال: وهو من ذواتِ الواوِ، لوجود، ب وج، وعدم، ب ى ج.
  وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنه: «أَجعلُها(٥) باجاً واحداً» وهو فارِسِيّ مُعَرَّب، وقد تقدّم.
فصل التّاءِ المثنّاة الفوقيّة مع الجيم
  [تجج]: * تَجْ تَجْ دُعاءُ الدَّجَاجةِ، كذا في اللسان.
  [ترج]: تَرَجَ، كنَصر: اسْتَتَرَ، وَرَتِجَ، إِذا أَغلَقَ كلاماً أَو غَيْرَه، قاله أَبو عَمرٍو.
  وتَرِجَ كفَرِحَ: أَشْكَلَ، وفي نُسخة: اشْتَكَلَ عَلَيْهِ شيءٌ من عِلْمٍ أَو غَيْرِه، كذا في التهذيب.
  وتَرْجُ بالفتح: موضعٌ، قال مُزَاحِمٌ العُقَيْلِيّ:
  وهَابٍ كجُثْمانِ الحَمَامَةِ أَجْفَلَتْ ... بهِ ريحُ تَرْجٍ والصَّبَا كُلَّ مُجْفَلِ
  الهابِي: الرَّمَادُ.
  وقيل: تَرْجٌ: موضِعٌ يُنْسَب إِليه الأُسْدُ، قال أَبو ذُؤَيْب:
  كَأَنَّ مُحَرَّباً من أُسْدٍ تَرْجٍ ... يُنَازِلُهُم لِنَابَيْهِ قَبِيبُ
  وفي التهذيب: تَرْجٌ مَأْسَدَةٌ بناحية الغَوْرِ، ويقال في المثل: «وهو أَجْرَأُ من الماشي بِتَرْجٍ»؛ لأَنّه مَأْسَدَةٌ.
  والأتْرُجُّ، بضمّ الهمزة وسكون المثنّاة وضمّ الراءِ وتشديد الجيم، والأُتْرُجَّةُ بزيادة الهاءِ، وقد تُخفَّف الجيم، والتُّرُنْجَةُ والتُّرُنْجُ، بحذف الهمزة فيهما، وزيادة النون قبل الجيم، فصارتْ هذه خَمْسَ لغاتٍ، ونقل ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِيّ في فصيحه: أُتْرُنْجٌ بإِثبات الهمزة والنون معاً والتخفيف، واقتصر القَزّازُ على الأُتْرُجّ والتُّرُنْجِ، قال: والأَوّل أَفصَحُ، وهو كثيرٌ ببلادِ العربِ، ولا يكون بَرِّيّاً، وذكرهما ابن السِّكِّيت في الإِصلاح، وقال القَزّاز - في كتاب المَعَالِم -: التُّرُنْجُ لغة مَرْغُوبٌ عنها.
(١) وهو ما ذهب إليه ابن الأثير حيث قال: ورجع إلى الأندلس ودرس وألف وتوفي في حدود سنة ٤٨٠.
(٢) في اللباب جاء قول المقدسي في أبي عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي الباجي ابن صاحب الترجمة المتقدم. وقال في معجم البلدان: أصله من باجة أفريقيا، سكن إشبيلية. ولعل الخلاف نشأ من هنا.
(٣) انظر الحاشية السابقة.
(٤) في اللباب: أبو الحسن.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: قوله اجعلها كذا بالنسخ تبعاً للسان، والذي تقدم في ب أ ج لأجعلن الناس بأجاً واحداً فعلهما روايتان.