تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خشنم]:

صفحة 215 - الجزء 16

  [خشنم]: خُشْنامُ، بالضَّمِ: أَهْمَلَه الجوْهَريُّ وصاحِبُ اللِّسانِ. وهو عَلَمٌ مُعَرَّبُ خُوْشْ نام، أَي الطَّيِّبُ الاسْمِ، منهم: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ خُشْنام بنِ أَحْمدَ الحميديُّ الكِرْديُّ الحَنَفيُّ مِن شيوخِ الحافِظِ الدَّمْياطيّ، استَشْهَدَ بحَلَب في واقعَةِ التَّتَرِسَنَة ثَمَان وخَمْسِين وستمائة.

  وأَبو مَسْعودٍ أَحْمدُ بنُ عُثْمانَ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ⁣(⁣١) خُشْنام بنِ باذان النَّيْسابورِيُّ: أَدِيبٌ شاعِرٌ مُحَدِّثٌ، تُوفي سَنَة سَبْع وعشْرِيْن وأَرْبَعمائة.

  وأَبو عليٍّ محمدُ بنُ محمدِ خُشْنام بنِ الحَسَنِ بنِ⁣(⁣٢) مَعْروفٍ الخُشْناميُّ النسفِيُّ مِن شيوخِ أَبي العبَّاس المُسْتَغْفريّ، تُوفي سَنَة ستّ وأَرْبَعمائة؛ وابْنُه أَبو الحَسَنِ طاهِرٌ مُحَدِّثٌ رَحَّال، تُوفي شابّاً سَنَة سَبْع وتِسْعِيْن وثلثمائة.

  والامامُ عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ عُمَرَ بنِ أَحْمدَ البُخارِيُّ يُعْرفُ بخُشْنام⁣(⁣٣)، فَقِيهٌ فاضِلٌ مناظِرٌ أَديبٌ سَمِعَ الحدِيْثَ، تُوفي ببُخَارى سَنَة اثْنَتَيْن وعشْرِيْن وخَمْسمائه.

  [خصم]: الخُصومَةُ، بالضَّمِّ: الجَدَلُ.

  خاصَمَهُ خِصاماً ومُخاصَمَةً وخُصومَةً، بالضَّمِّ.

  وفي الصِّحاحِ: أَنَّ الخُصومَةَ الاسمُ مِن المُخاصَمَةِ.

  وقالَ الحراليُّ: الخصامُ القولُ الذي يسمع المصيخ ويُولِجُ في صماخِه ما يكفّه عن زَعْمِه ودَعْواه.

  فَخَصَمَهُ يَخْصِمُهُ، بالكسْرِ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ولا يقالُ بالضمِّ: غَلَبَهُ. وهو شاذٌّ مخالِفٌ للقِياسِ والاسْتِعْمالِ.

  قالَ شيْخُنا: ولكن حَكَى أَبو حَيَّان أَنَّه يقالُ على القِياسِ أَيْضاً بالضمِّ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ومنه قَرَأَ حَمْزَةُ: وهم يَخْصِمونَ، أَي بسكونِ الخاءِ وكسْرِ الصَّادِ، لأَنَّ ما كانَ مِن قوْلِكَ فاعَلْتُه ففعَلْتُهُ فإنَّه يُرَدُّ يَفْعَلُ منه إلى الضمِّ كعالَمْتُه فَعَلَمْتُه أَعْلُمُهُ، بالضمِّ، إنْ لم تكنْ عَيْنُه حَرْفَ حَلْقٍ مِن أَيِّ بابٍ كانَ مِن الصَّحِيحِ فإنَّه بالفتْحِ كفاخَرَهُ فَفَخَرَهُ يَفْخَرُهُ لأَجْلِ حَرْف الحَلْقِ.

  قالَ شيْخُنا: وهذا على رأْيِ الكِسائيّ والجمْهورُ على خِلافِه كما هو مُحَقَّقٌ في مُصنَّفاتِ الصَّرْف.

  ثم قالَ الجوْهَرِيُّ: وأَمَّا ما كانَ مِن المُعْتَلِّ كوَجَدْتُ وبِعْتُ ورَمَيْتُ وخَشِيْتُ وسَعَيْتُ فَيُرَدُّ جَمِيعُ ذلِكَ إلى الكَسْرِ إلَّا ذَواتِ الواوِ فإِنَّها تُرَدُّ إلى الضمِّ كراضَيْتُهُ فَرَضَوْتُهُ أَرْضوهُ وخَاوَفنِي فَخُفْتُهُ أَخوفُهُ.

  قالَ: وليسَ في كُلِّ شيءٍ⁣(⁣٤) يكونُ هذا، لا يُقالُ نازَعْتُهُ فنَزَعْتُه لأَنَّهُمُ اسْتَغْنَوْا عنه بغَلَبْتُهُ، هذا نَصُّ الصِّحاحِ.

  واخْتَصَموا: جَادَلُوا، مِثْل تَخاصَمُوا، والاسْمُ منهما الخُصومَةُ.

  والخَصْمُ، بالفتحِ: المُخاصِمُ، ج خُصومٌ، بالضمِّ؛ وقد يكونُ الخَصْمُ للاثْنَينِ والجمعِ والمُؤَنَّثِ.

  قالَ الجوْهَرِيُّ: لأَنَّه في الأَصْلِ مَصْدرٌ، ومِن العَرَبِ مَنْ يُثَنِّيه ويَجْمَعُه فيقولُ: خَصْمان وخُصوم.

  قلْتُ: وقوْلُه تعالَى: {وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ}⁣(⁣٥) جَعَلَه جَمْعاً لأَنَّه سُمِّيَ بالمصْدَرِ.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ الخَصْمِ للجَمْعِ قوْلُ ثعلبَةَ⁣(⁣٦) بنِ صُعَيْرٍ المازِنيّ:

  ولَرُبَّ خَصْمٍ قد شَهِدت أَلِدَّةٍ ... تَغْلي صُدُورُهُم بِهتْرٍ هاتِرِ⁣(⁣٧)

  قالَ: وشاهِدُ التَّثْنِيَةِ والجَمْعِ والإفْرادِ قوْلُ ذي الرُّمَّةِ:

  أَبَرُّ على الخُصُومِ فليس خَصْمٌ ... ولا خَصْمانِ يَغْلِبُه جِدَالا⁣(⁣٨)

  فأَفْرَدَ وثَنَّى وجَمَعَ.


(١) في اللباب: محمد بن خشنام.

(٢) في اللباب: سنة تسع وعشرين.

(٣) اللباب: الحسين.

(٤) في اللباب: يعرف بخوش نام بفتح الخاء.

(٥) على هامش القاموس: أي ليس باب المغالبة يكون في كل شيء لأنه ليس قياسياً، بل هو مسموع كثيراً أفاده الرضي.

(٦) الآية ٢١ سورة ص.

(٧) في اللسان: ثعلب.

(٨) البيت في اللسان.