[قحص]:
  وعُبَيْد بنُ نِمْرَانَ القَبَصيُّ «مُحَرَّكَةً» رُعَيْنِيٌّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وابْنُه زِيَادٌ، رَوَى عَنْه حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ، رَحِمَهُم الله تَعَالَى.
  [قحص]: قَحَصَ، كمَنَعَ، أَهملَه الجَوْهَرِيّ وصاحبُ اللّسَان، وقال أَبو العَمَيْثَل: يقال: قَحَص ومَحَص: إِذا مَرَّ مَرًّا سَريعاً.
  وقال ابنُ عَبّادٍ: القَحْصُ: الكَنْسُ، وقَحَصَ البَيْتَ: كَنَسَه.
  ويُقَال: قَحصَتِ الأَرْضُ عن قَصَّةٍ(١) بَيْضَاءَ قَحَصاً.
  وقال أَبو سَعيدٍ: قَحَصَ برِجْلِه وفَحَص، إذا رَكَضَ وقال الخَارْزَنْجِيّ: سَبَقَنِي قَحْصاً، ومَحْصاً، وشَدًّا، بمَعْنًى وَاحدٍ، أَيْ سَبَقَني عَدْواً.
  وأَقْحَصَهُ إِقْحاصاً، وقَحَّصَهُ تَقْحيصاً: أَبْعَدَه عَنِ الشَّيْءِ.
  [قرص]: القَرْصُ: أَخْذُكَ لَحْمَ الإِنْسَانِ بإِصْبَعَيْكَ حَتَّى تُؤْلِمَهُ، وفي العُبابِ: حَتَّى يُؤْلِمَهُ ذلِك. وقيل: هو التَّجْمِيشُ والغَمْزُ بالإِصْبع. قَرَصَهُ يَقْرُصُهُ، بالضَّمّ، قَرْصاً، فهُوَ مَقْرُوصٌ.
  والقَرْصُ: لَسْعُ البَرَاغَيثِ، وهو مَجازٌ. ومنْ سَجَعات الأَسَاس: قَرَصَهُمُ البَعُوضُ قَرَصَات، رقَصُوا منْهَا رَقَصَات.
  والقَرْصُ: القَبْضُ بالإِصْبَعَيْن حَتَّى يُؤلَمَ(٢).
  والقَرْصُ: القَطْعُ. ومنه حَديثُ دَمِ المَحِيضِ: «حُتِّيه بضِلَعٍ واقْرُصيهِ(٣) بماءٍ وسِدْرٍ». والدَّمُ وغَيْرُه ممَّا يُصيبُ الثَّوْبَ إِذَا قُرِصَ كانَ أَذْهَبَ للأَثَرِ منْ أَنْ يُغْسَلَ باليَد كلِّها.
  وقال ابْنُ الأَثير: القَرْصُ: الدَّلْكُ بأَطْرَافِ الأَصابعِ والأَظْفارِ مَعَ صَبِّ الماءِ عليه، حَتَّى يَذْهَبَ أَثَرُه.
  والقَرْصُ: بَسْطُ العَجِينِ، وقد قَرَصَتْهُ المَرْأَةُ تَقْرُصُهُ، بالضَّمّ، قَرْصاً، أَي بَسَطَتْهُ وقَطَعَتْه قُرْصَةً قُرْصَةً.
  وكُلَّمَا أَخَذْتَ شَيْئاً بَيْنَ شَيْئَيْن أَو قَطَعْتَه فقد قَرَصْتَه. ومن المَجاز: القَوَارِصُ من الكَلامِ: هيَ التي تُنَغِّصُك وتُؤْلِمُك، كالقَرْص في الجَسَد. تقولُ: أَتَتْنِي من فُلانٍ قَوَارِصُ، ولا تَزالُ تَقْرُصُني من فُلانٍ قَارِصَةٌ، أَي كَلِمَةٌ مُؤْذِيَةٌ. قال الفَرزدق:
  قَوَارِصُ تَأْتينِي فتَحْتقِرُونَهَا ... وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإِنَاءَ فيُفْعَمُ
  وقال الأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ:
  فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بمِثْلِها ... وسَوْفَ أُرِيكَ الباقيَاتِ القَوَارِصَا
  والقَارِصُ: دُوَيْبَّةٌ كالبَقِّ تَقْرُص، وهو مَجازٌ.
  والقارِصُ: الحامِضُ من أَلْبانِ الإِبِلِ خَاصَّةً، وقيلَ: هو لَبَنٌ يَحْذِي اللِّسَانَ، فأَطْلَقَ ولم يُخَصِّص الإِبِلَ. وقال الأَصْمَعيّ وَحْدَهُ: إِذا حَذَى اللَّبَنُ اللِّسَانَ فهو قَارِصٌ، وهو مَجاز. أَو هُوَ حَامِضٌ يُحْلَبُ عَلَيْه حَلِيبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ الحُمُوضَةُ. ظاهرُ سِيَاقِه أَنَّهُ منْ مَعَانِي القَارص، وهو خَطَاٌ، وإِنّمَا هُو تَفْسيرُ المُمَحَّل من اللَّبَنِ، وقد أَخَذَهُ من كَلام الصّاغَانيّ في العُبَابِ واشْتَبَهَ عَلَيْهِ. ونَصُّه في شَاهِد القَارص، قال أَبُو النَّجْم يَصف راعياً:
  يَحْلِفُ بالله سِوَى التَّحَلُّلِ ... ما ذَاقَ ثُفْلاً مُنْذُ عَامٍ أَوَّلِ
  إِلاَّ منَ القَارِصِ والمُمَحَّلِ
  قال: المُمَحَّل: الَّذي قد أَخَذَ طَعْماً، وهُوَ دُونَ القَارِص، وقد صُيِّرَ في السِّقاءِ. ويُقَال: هو الحامِضُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ حَليبٌ كَثيرٌ حَتَّى تَذْهَبَ عنه الحُمُوضَةُ. انْتَهَى. فهو ساقَ هذه العِبَارَة في مَعْنَى المُمَحَّل لا القارِص، وعَجيبٌ من المُصَنِّف، ¦، كَيْف لم يَتَأَمَّلْ لذلكَ.
  ولَعَمْري إِنَّ هذَا لإِحْدَى الكُبَرِ. فتَأَمَّل.
  والمِقْرَاصُ، كمِحْرَابٍ: السِّكِّينُ المُعَقْرَبُ الرَّأْسِ، قال الصَّاغَانِيّ: هكَذَا يُسَمِّيه بَعْضُ النّاس، أَي فَهيَ لَيْسَتْ منَ اللُّغَة الفُصْحَى، وهو مَجازٌ أَيضاً.
  وقُرْصٌ، بالضَّمّ: تَلٌّ بأَرْض غَسَّانَ، كَأَنَّهُ سُمِّىَ لاسْتدارَته كهَيْئَةِ القُرْصِ. قال عَبيدُ بْنُ الأَبْرَص:
(١) القصة بفتح القاف وكسرها. الجصة.
(٢) في التهذيب: والقرص بالأصابع: القبض على الجلد بإصبعين حتى يؤلم ويوجع.
(٣) وفي رواية الهروي: «قرّصيه».