تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قربس]:

صفحة 410 - الجزء 8

  ابن عَبّادٍ، ج قَدَامِيسُ، وهو عَلَى التَّشْبيه بالصَّخْرَة العَظيمَة.

  والقُدْمُوسَةُ من الصُّخُور والنِّسَاءِ: الضَّخْمَةُ العَظيمَةُ، كالقُدْمُوس، وهي في النِّسَاءِ على التَّشْبيه. والجَمْعُ القَدَامِيسُ، وأَنْشَد اللَّيْثُ في الصُّخُور لجَريرِ:

  وابْنَا نِزَارٍ أَحَلاَّنِي بمَنْزلَةٍ ... في رَأْسِ أَرْعَنَ عادِيِّ القَدَامِيسِ

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  جَيْشٌ قُدْمُوسٌ: عَظيمٌ.

  والقُدْمُوسُ: السِّيِّدُ، كالقُدَامِسِ، الأَخيرُ عن ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣١).

  وعِزٌّ قُدَامِسٌ: قَدِيمٌ.

  والقُدْمُوسُ: المُتَقَدِّمُ.

  وقُدْمُوسُ العَسْكَرِ: مُتَقَدِّمُه، قال الشّاعر:

  بذي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لَوْدَسَرْ

  والقُدَامِسُ والقُدْمَوس: الشَّدِيدُ.

  [قربس]: القَرَبَوس، كحَلَزُونٍ، للسَّرْج، ولا يُسَكَّنُ إِلاّ في ضَروَرَةِ الشِّعْرِ، هذه عِبَارَةُ الصّحاح، إِلاّ أَنَّه قالَ: ولا يُخَفَّفُ إِلاّ في الشِّعْر، مثل طَرَسُوسَ، لأَنّ «فَعْلُول» ليسَ من أَبْنيَتهم، وظَنَّ شيخُنَا أَنَّ هذا جاءَ به المصَنِّفُ مِن عنْدِه، فلذَا حَمَلَهُ أَنْ قالَ: هو غَلَطٌ ظاهرٌ، بل تَسْكِينُ الرّاءِ مع ضَمِّ القاف لُغَةٌ مَشْهُورَةٌ فيه، كما أَشَرْتُ إِليه في شَرْح الدُّرَّة وغيره، وكلامُ الشِّهَاب فيه قُصورٌ، فإِنّه يَدلُّ على أَنّ سُكُونَه لُغَةٌ مع فتح أَوَّلِه، ولا قائل به. انْتَهَى. وهذا الَّذي غَلَّطَ فيه المصنِّفَ ونَسَبَ القُصورَ فيه للشِّهاب فقد أَبانَ الجَوْهَريُّ عن حَقيقَتِه فيما نَصّهُ، على ما تَقَدَّم، حَكَاهَا أَبو زَيْدٍ، فهي لُغَةٌ صَحيحَةٌ عند أَبي زَيْد وعندَ الجَوْهَريِّ في ضَرورَة الشِّعْر خاصَّةً، ومثَّله بطَرَسُوسَ، فإِنَّه كحَلَزُون، وقد تُخَفَّف في الضَّرورَة، فما ذَهَبَ إِليه شيخُنَا غَلَطٌ، ولا قُصورَ في كَلَام الشِّهَاب، فتأَمَّلْ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ، في كتَاب «السَّرْج واللِّجَام» ونَقَلْتُه منه من غير وَاسِطةٍ: إِنَّ القَرَبوسَ: حِنْوُ السَّرْجِ، وهما قَرَبُوسَانِ، وهما مُتَقَدَّمُ السَّرْج ومُؤَخَّره، ويقَالُ لهما: حِنْوَاه، وهُمَا مِن السَّرْج بمَنْزلَة الشَّرْخَيْن من الرَّحْل، وج قَرَابِيسُ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وفي القَرَبُوس العَضُدَان، وهما رِجْلَاه اللَّتَان تَقَعَان عَلَى الدَّفَّتَيْن، وهما بَاطِنَتَا العَضُدَيْن، ففي كلِّ قَرَبُوسٍ عَضُدَانِ وذِئْبَتَان ثُمّ الدَّفَّتَانِ، وهما اللَّتَان يَقَعُ عَلَيْهما بادُّ الفَرَسِ، وفي الدَّفَّتَيْن العِرَاقان، وهما حَرْفَا الدَّفَّتَيْن من مُقَدَّم السَّرْجِ ومُؤَخَّرِه، إِلى آخرِ ما ذَكَرَه، ليس هذا مَحَلَّه، وفي العُباب: وبعضُ أَهْل الشَّام يُثَقِّلُه، وهو خَطَأٌ ويَجْمَعونه⁣(⁣٢) علَى قَربَابيسَ، وهو أَشَدُّ خَطأً.

  [قردس]: قُرْدُوسٌ، كعُصْفُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ، وقال اللَّيْثُ: هو اسمُ أَبي حَيٍّ في العَرَب، وهُمْ من اليَمن، وقال غيرُه: هو قُرْدُوسُ بنُ الحارث بن مالك بن فَهْم بن غَنْم بن قُرْدُوسٍ، هكذا في سائر النُّسَخ، وهو غَلَطٌ وصَوَابُه: غَنْمُ بنُ دَوْس بن عُدْثانَ بن زَهْرَانَ⁣(⁣٣) بن كَعْب بنِ الحارِثِ بن كَعْبِ بنِ عَبْدِ الله بن نَصْرِ بنِ الأَزْدِ: أَبو حَيٍّ مِن الأَزْدِ أَو مِن قَيْسٍ، كما في العُبَابِ، والأَوَّلُ الصَّوَابُ، وقُرْدُوسٌ هذا أَخُو جُرْمُوزٍ، وهم الجَرَامِيزُ والقَرَادِيسُ وأَخُوهما مُنْقِذٌ⁣(⁣٤) جَدُّ العُقَاةِ⁣(⁣٥) ولَقِيطٌ جَدُّ قاضِي البَصْرَةِ كَعْبِ بنِ سُورٍ المُتَقَدِّمِ ذِكْرُه، مِنْهُم هِشَامُ بنُ حَسّانٍ القُرْدُوسِيُّ المُحَدِّثُ، مِن أَخْيارِ أَتْبَاع التَّابعِينَ، وهو صاحبُ ابن سيرينَ، أَو مَوْلًى لهم. وسَعدُ بنُ نَجْدٍ القُردُوسِيُّ قاتِلُ قُتَيْبَةَ بنِ مُسْلِمٍ الباهِلِيِّ.

  وفاتَه:

  مُحَمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ القُرْدُوسِيُّ، الَّذِي رَوَى عن جَرِيرِ بنِ حازِمٍ.

  وحُكِيَ عن المُفَضَّلِ قال: قَرْدَسَهُ وكَرْدَسَه، إِذا أَوْثَقَه نقلَه الصّاغَانِيُّ.

  وقَرْدَسَ جِرْوَ الكَلْبِ: دَعاهُ، نقله الصّاغَانِيُّ.

  والقَرْدَسَةُ. الصَّلَابَةُ: والشِّدَّةُ، عن ابنِ عَبّادٍ، ومنه سُمِّيَ قُرْدُوسٌ.


(١) الجمهرة ٣/ ٣٩٢.

(٢) عن اللسان وبالأصل «ويجمع».

(٣) عن جمهرة الأنساب ص ٣٧٩ وبالأصل «زهر» وفي الجمهرة: عدثان بن عبد الله بن زهران.

(٤) عند ابن حزم: منقد، بالدال المهملة.

(٥) عن ابن حزم وبالأصل «العفاة».