تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عنظ]:

صفحة 476 - الجزء 10

  تَغُضُّ الطَّرْفَ أَنْ أَلْقَاكَ دُونِي ... وتَرْمِي حِينَ أُدْبِرُ باللِّحاظ

  وقال طَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ:

  أَوَ كُلَّمَا وَرَدَتْ عُكاظَ قَبِيلَةٌ ... بَعَثُوا إِلَيَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ؟

  ومنه الأَدِيمُ العُكَاظِيُّ مَنْسُوبٌ إِلَيْهَا، كما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وهو ما حُمِلَ إِلَى عُكَاظ فبِيعَ بِهَا.

  وتَعَكَّظَ أَمْرُهُ: الْتَوَى، عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، كما سَيَأْتِي بَيَانُه. وقِيلَ: تَعَكَّظَ عَلَيْه أَمْرُه، أَي تَعَسَّرَ وتَشَدَّدَ، وتَمَنَّع.

  قال عَمْرُو بنُ مَعْدِي كَرِبَ:

  فَلَوْ أَنَّ قَوْمِي أَطاعُوا الرَّشا ... دَ لَمْ يُبْعِدُونِي ولَمْ أَظْلمِ

  ولكِنَّ قَوْمِي أَطاعُوا الغُوا ... ةَ حَتَّى تَعَكَّظَ أَهْلُ الدَّمِ

  وتَعَكَّظَ فُلانٌ: اشتَدَّ سَفَرُهُ وبَعُدَ، هكَذَا نَقَلَهُ، وهو غَلَطٌ مُخَالِفٌ لِلأُصُول، فإِنَّ المَنْقُولَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ: إِذا اشتَدَّ علَى الرَّجُلِ السَّفَرُ وبَعُدَ، قِيلَ: تَنَكَّظَ، فإِذَا الْتَوَى عَلَيْه أَمْرُهُ فقَدْ تَعَكَّظَ. قال: تَقُولُ العَرَبُ: أَنْتَ مَرَّةً تَعَكَّظُ، ومَرَّةً تنكَّظ. تَعَكَّظُ: تَمَنَّعُ. وتَنَكَّظُ: تَعْجَل، كما في اللّسَان والعُبَابِ والتَّكْمِلَة. وقد اشْتَبَهَ على المُصَنّف تَعَكَّظ بتَنَكَّظ، وسيَأْتِي ذلِكَ في «ن ك ظ».

  وتَعَكَّظَ القَوْمُ: تَحَبَّسُوا يَنْظُرُونَ في أُمُورِهم، قِيلَ: ومنه سُمِّيَتْ عُكاظ.

  وقالَ إِسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ: عَكَّظَهُ عَنْ حاجَتِهِ ونَكَّظَهُ تَعْكِيظاً وتَنْكِيظاً، إِذا صَرَفَهُ عَنْهَا.

  وعَكَّظَ عَلَيْهِ حاجَتَهُ ونَكَّظَ، أَي نَكَدَهَا⁣(⁣١).

  وعَكَّظَ في الإِيصاءِ: بالَغَ فِيه، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.

  وعَاكَظَهُ، ودَالَكَهُ، وعَاسَرَهُ، ومَاعَسَهُ: لَوَاهُ ومَطَلَهُ.

  والعَكِيظُ كَأَمِيرٍ: القَصِيرُ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.

  والتَّعَاكُظُ: التَّجَادُل والتَّحاجُّ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَجُلٌ عَكِظٌ، ككَتِفٍ، أَيْ عَسِرٌ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَعَكِظُ العَطَاءِ، أَي عَسِرُهُ. والعَكِظُ أَيْضاً: القَصِيرُ، كما فِي اللِّسَان.

  وعَكَظْتُ الأَدِيمَ عَكْظاً، أَي مَعَسْتُهُ ودَلَكْتُه في الدِّباغ.

  وتَعَاكَظَ القَوْمُ: تَعَارَكُوا.

  ويَوْمَا عُكَاظٍ: من أَيّامِهِمْ، قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

  تغَيَّبْتُ عَنْ يَوْمَيْ عُكَاظَ كِلَيْهِما ... وإِنْ يَكُ يَوْمٌ ثَالِثٌ أَتَغَيَّبُ

  نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  قُلْتُ: وهُمَا مِنْ أَيَّامِ الفِجَارِ، كما تَقَدَّم في «ف ج ر».

  وتَعَكَّظُوا في مَوْضِع كَذا: اجْتَمَعُوا وازْدَحَمُوا، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وقالَ: هو مَأْخُوذٌ من عُكاظ.

  [عنظ]: العُنْظُوَانُ، كعُنْفُوانٍ: الشِّرِّيرُ المُسَمِّعُ⁣(⁣٢) البَذِيّ.

  وقال الجَوْهَرِيّ: رَجُلٌ عُنْظُوانٌ، أَي فَحَّاشٌ، وهو فُعْلُوانٌ.

  وقِيلَ: هو السَّاخِرُ المُغْرِي، والأُنْثَى مِنْ كُلِّ ذلِكَ بالهَاءِ.

  وقال الفَرّاءُ: العُنْظُوانُ: الفَاحِشُ من الرِّجالِ، والمَرْأَةُ عُنْظُوانَةٌ، كالعِنْظِيانِ، بالكَسْرِ فِيهِمَا، أَي فِي العَيْن والظّاءِ، وقال ابنُ بَرِّيّ: المَعْروفُ عِنْظِيَانٌ، ويُقَال للفَحَّاش: حِنْظِيَانٌ، وخِنْظِيَانٌ، وحِنْذِيَانٌ، وخِنْذِيانٌ، وعِنْظِيانٌ.

  والعُنْظُوانُ: نَبْتٌ، وفي الصّحاحِ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو، وأَبُو زِيَادٍ: هُوَ من الحَمْضِ، وهو أَغْبَرُ ضَخْمٌ، ورُبَّما اسْتَظَلَّ الإِنْسَانُ في ظِلِّ العُنْظُوانَةِ في الضُّحَى أَو العَشِيِّ، ولا يَسْتَظِلُّ لِلظَّهِيرَةِ. قالَ الجَوْهَرِيّ: إِذا أَكْثَرَ مِنْه البَعِيرُ وَجِعَ بَطْنُه، قالَ الرّاجِز:

  حَرَّقَهَا وَارِسُ عُنْظُوانِ ... فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنَانِ

  أَو هو أَجْوَدُ الأُشْنَانِ، وأَسْمَنُه وأَشَدُّهُ بَيَاضَاً، والغَوْلانُ⁣(⁣٣) نَحْوُه، إِلاّ أَنَّهُ أَدَقُّ من العُنْظُوانِ، نَقَلَهُ أَبُو حَنِيفَةَ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: كأَنَّهُ الحُرْضُ، والأَرَانِبُ تَأْكُلُه.


(١) ضبطت في التهذيب بالقلم بتشديد الكاف المفتوحة.

(٢) اللسان: المتَسَمِّع.

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الفولان» بالفاء.