تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قشع]:

صفحة 372 - الجزء 11

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو: كُلُّ مَنْ⁣(⁣١) جَرَّدْتَه لِشَيْءٍ، ولَمْ تَشْغَلْهُ بغَيْرِه، فقدْ قَزَّعْتَهُ، وهو مَجازٌ.

  وِمَقْزُوعٌ: اسْمٌ.

  ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  قَزَعُ السَّهْمِ، بالتَّحْرِيكِ: ما رَق مِنْ رِيشِهِ.

  وسَهْمٌ مُقَزَّعٌ: رِيشَ برِيشٍ صِغارٍ.

  وِالقُزْعَةُ، بالضَّمِّ: خُصْلَةٌ من الشَّعْرِ.

  ورَجُلٌ قُزْعَةٌ، بالضَّمِّ: للصَّغِيرِ الدَّاهِيَةِ، عامِّيَّة.

  وكُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقةً فهو قَزَعٌ، مُحَرَّكَةً.

  ورَجُلٌ مُتَقَزِّعٌ: رقِيقُ شَعرِ الرَّأْسِ، مُتَفَرِّقُه.

  وِالقَزَعَةُ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّع من الرَّأْسِ.

  وفَرَسٌ مُقَزَّعٌ: شَدِيدُ الخَلْقِ والأَسْرِ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ⁣(⁣٢).

  وِقَوْزَعَ الدِّيكُ قَوْزَعَةً، إِذا غُلِبَ فهَرَب، أَوْ فَرَّ مِن صاحِبِه، قالَ يَعْقُوبُ: ولا تَقُلْ: قَنْزَعَ، فإِنَّ⁣(⁣٣) الأَصْلَ فيهِ قَزَعَ: إِذَا عَدَا هَارِباً، ونَسَبَهُ الأَصمَعِيُّ للعامَّةِ، وسَيَأْتِي ذِكْرُه في «ق ن ز ع» مُفَصَّلاً، وهذا مَحَلُّ ذِكْرِه.

  وِقَوْزَعٌ، كجَوْهَرٍ: اسمُ الخِزْيِ والعَارِ، عن ثَعْلَبٍ، ومنه المَثَلُ: «قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَع» وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي الفَضَائح.

  وقال ابنُ بَرِّيّ: القَوْزَعُ: الحِرْبَاءُ وذَكَر المَثَلَ، وقالَ المَيْدَانِيُّ، فِي مَجْمَعِ الأَمْثَالِ: قَوْزَعٌ: الدّاهِيَةُ والعارُ.

  وِقُزَيْعَةُ، كجُهَيْنَة: اسمٌ.

  وِتَقَزَّعَ السَّحَابُ، وتَقَشَّعَ، بمَعْنًى.

  ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: ذَهَبَ مَالُه ولَمْ يَبْقَ إِلَّا القَزَع، وهي صِغارُ الإِبِلِ، وهو مَجَازٌ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.

  وتَقَزَّعُوا: تَفَرَّقُوا.

  [قشع]: القَشْعُ، بالفَتْحِ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَكٌ، كما نَبَّهْنَا عليه غَيْرَ مَرَّةٍ: الفَرْوُ الخَلَقُ، بلُغَةِ قُشَيْرٍ، ونَقَلَه أَبُو زَيْدِ عنهم، وبه فَسَّرَ ابنُ الأَثِير حَدِيثَ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: «فإِذا امْرَأَةٌ عليها قَشْعٌ لها، فأَخَذْتُها، فقَدِمْتُ بها المَدِينَة» وأَخْرَجَه الهَرَوِيّ عن أَبِي بَكْرٍ: القِطْعَةُ منها بهَاءٍ والجَمْعُ قُشُوعٌ.

  وِالقَشْعُ: كُنَاسَةُ الحَمّامِ نَقَله ابنُ فارِسٍ عن بَعْضِهِم، وزادَ غَيْرُه: الحَجّام، ويُثَلَّثُ، عن ابْنِ فارِسٍ الكَسْرُ، وزاد صاحِبُ اللِّسَانِ الفَتْح، وقالَ: والفَتْحُ أَعْلَى، وأَمّا الضَّمُّ فلم أَرَ مَنْ ذَكَرَه، فليُنْظَرْ ذلِك⁣(⁣٤).

  وِالقَشْعُ، الأَحْمَقُ، سُمِّيَ به لأَنَّ عَقْلَه قد تَقَشَّع عنه: انْكَشَف، وذَهَبَ، وبِهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: «لو حَدَّثْتُكُم بكُلِّ ما أَعْلَمُ لَرَمَيْتُمُونِي بالقَشْعِ» فيمَنْ رواهُ بالفَتْح، والمَعْنَى لَدَعَوْتُمُونِي بالقَشْعِ، وحَمَّقْتُمُونِي.

  وِالقَشْعَ: رِيشُ النَّعَامِ، وهو مَأْخُوذٌ من قَوْلِ القُشَيْرِيينَ فِي مَعْنَى القَشْعُ: الفَرْوُ الغَلِيظُ، قالَ الشّاعِرُ:

  جَدُّكَ خَرْجَا عَلَيْهَا قَشْعُ⁣(⁣٥)

  أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ عَنْتَرَه يَصفُ الظَّلِيم:

  صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأَصْلَمِ⁣(⁣٦)

  وِالقَشْعُ أَيْضاً: النُّخَامَةُ الَّتِي تُرْمى⁣(⁣٧)، يَقْتَلِعُها الإِنْسَانُ من صَدْرِه، ويُخْرِجُهَا بالتَّنَخُّمِ، وبه فُسِّرَ حَدِيثٌ أَبِي هُرَيْرَةَ السّابِقُ، أَي لبَصَقْتُمْ فِي وَجْهِي اسْتِخْفافاً بِي، وتَكْذِيباً لِقَوْلِي، كالقِشْعَةِ، بالكَسْرِ، وهي النُّخَامَةُ، وقد رُوِيَ الحَدِيثُ بالكَسْرِ أَيْضاً، وفُسِّرَ بالبُزَاقِ. حكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ.

  وِالقُشَاعَةُ، كثُمَامَةِ: بَيْتٌ من جِلْدٍ، هكَذَا في النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، والصّوابُ في العِبَارَةِ: «وبَيْتٌ من جِلْد» ج. قُشُوعٌ، كما هو نَصُّ اللَّيْثِ، إِلّا أَنَّه قالَ: من أَدَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ على الصِّحَةِ، فالقُشَاعَةُ: لُغَةٌ فِي


(١) التهذيب: كل إنسانٍ.

(٢) الأصل واللسان وفي التهذيب: «أبي عبيد».

(٣) قوله: فإن إلى هارباً، هذا قول الأزهري كما في التهذيب.

(٤) في اللسان: والقَشْعُ والقَشْعُ والقِشْعُ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: جدك إلخ كذا بالأصل ولعل الشطر من المتقارب بحذف فاء فعولن أوله ولم يظهر وجه سياق بيت عنترة وحرر» ولعلها: جدك خرجاء، ففي اللسان: نعامة خرجاء وظليم أخرج بين الخرج ... فالأخرج من نعت الظليم في لونه.

(٦) من معلقته، ديوانه ص ٢١ وبالأصل «يعوذ».

(٧) على هامش القاموس عن نسخة أخرى «يُرمى بها».