تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غبث]:

صفحة 239 - الجزء 3

  وقال غيره: العُثُوُّ: أَشَدُّ الفسادِ، وقيل: هو الاعْتِداءُ، وقد يكونُ منه ما ليسَ بِفَسَادٍ، كما أَشارَ إِليه شُرّاحُ الكَشّافِ، كذا نقله شيخُنا.

  وفي اللسان: قال اللِّحْيانيّ: عَثَى لُغَةُ أَهلِ الحجازِ، وهي الوَجْهُ، وعَاثَ لغةُ بنِي تَمِيمٍ، قال: وهم يَقُولُون: ولا تَعِيثُوا في الأَرْضِ.

  وحكى السِّيرافِيّ: رَجُلٌ عَيْثانُ: مُفْسِدٌ، وامرأَةٌ عَيْثَى.

  والذِّئبُ يَعِيثُ في الغَنَم، فلا يَأْخُذُ منها شيئاً إِلّا قَتَلَه، وعاثَ الذِّئْبُ في الغَنَمِ: أَفْسَدَ.

  وعَاثَ في مالِه: أَسْرَعَ إِنْفَاقَه.

  وقال أَبُو عَمرٍو: العَيْثَةُ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ الدَّهِسَةُ، قال ابنُ أَحمرَ الباهليّ:

  إِلى عَيْثَةِ الأَطْهارِ غَيَّرَ رَسْمَها ... بَنَاتُ البِلَى مَنْ يُخْطِئِ المَوْتُ يَهْرَمِ

  والعَيْثَةُ: أَرضٌ على القِبْلَةِ من العَامِرِيَّة، وقيل: هي رَمْلٌ من تَكْرِيت ويُرْوَى بيتُ القُطَامِيّ:

  سَمِعْتُها ورِعَانُ الطَّوْدِ مُعْرِضَةٌ ... مِنْ دُونِها وكَثِيبُ العَيْثَةِ السَّهِلُ

  هكذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ، قال ابن سيدهْ: والأَعرَفُ: وكَثِيبُ الغَيْنَةِ⁣(⁣١).

  وعن الأَصمعيّ: عَيْثَةُ: د، بالشُّرَيْفِ، مُصَغَّراً، أَو بالجَزِيرَةِ، قاله المُؤَرِّجُ.

  والعَائِثُ، والعَيُوثُ، كصَبُورٍ والعَيَّاثُ، ككَتَّانٍ: الأَسَدُ، لإِسْرَاعِهِ في الإِفْسادِ.

  وعَيَّثَ فلانٌ، بالتشديد، يَفْعَلُ كَذَا: أَي طَفِقَ.

  وعَيَّثَ فُلانٌ: طَلَبَ شيْئاً باليَد مِن غَيْرِ أَنْ يُبْصِرَهُ قال ابنُ أَبي عَائِذٍ:

  فَعَيَّثَ ساعَةَ أَقْفَرْنَهُ ... بِالايفاق⁣(⁣٢) والرَّمْيِ أَو باسْتِلالِ

  وفي اللِّسَان: التَّعْيِيثُ: طَلَبُ الأَعْمَى الشَّيْءَ، وهو أَيضاً طَلَبُ المُبْصِرِ إِيّاه في الظُّلْمَةِ، وعند كُراع: التَّغْيِيثُ، بالمعجمة.

  قلت: ومنه التَّعْيِيثُ: إِدْخَالُ اليَدِ في الكِنَانَةِ يَطْلُبُ سَهْماً. قال أَبو ذُؤَيْب:

  وَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هَذا رَائِغاً ... عنه فَعَيَّثَ في الكِنَانَةِ يُرْجِعُ

  وعَيَّثَتْ طَيْرُه: إِذا اخْتَلَطَتْ عَلَيْهِ، عن الفراءِ.

  ويقال: تَعَيَّثَتِ الإِبِلُ: إِذا شَرِبَتْ دُونَ الرِّيِّ، بالكَسْر.

  وقولهم: عَيْثَى هكذا مقصورا، ومعناه عَجَباً، وفي نسخة وعَيْثاً: عَجَباً، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  عَيْثَى بِلُبِّ ابْنَةِ المَكْتُومِ إِذْ لَمَعَتْ ... بالرَّاكِبَيْنِ على نَعْوَانَ أَنْ يَقِفَا

  * ومما يستدرك عليه:

  عَيَّثَ في السَّنَامِ بِالسِّكِينِ: أَثَّرَ، قال:

  فَعَيَّثَ في السَّنَامِ غَداةَ قُرٍّ ... بسِكِّينٍ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ

  وقال أَبو عَمرو: العَيْثُ: أَنْ تَرْكَبَ الأَمْرَ لا تُبَالِي عَلَامَ⁣(⁣٣) وَقَعْتَ، وأَنشد:

  فَعِثْ فِي مَنْ يَلِيكَ بغَيْرِ قَصْدٍ ... فإِنّي عائِثٌ فِي من يَلِينِي

فصل الغين المعجمة مع المثلّثة

  [غبث]: الغَبْثُ: لَتُّ الأَقِطِ بالسَّمْنِ، قاله الفَرّاءُ.

  والاسْمُ الغَبِيثَةُ، وفي الصّحاح: الغَبِيثَةُ: سَمْنٌ يُلَتُّ بأَقِطٍ، وقد غَبَثْتُ الأَقِطَ غَبْثاً. وهي كالعَبِيثَةِ بالمهملة في مَعَانِيهَا المذكورةِ آنفاً.

  والأَغْبَثُ: قَلْبُ الأَبْغَثِ.

  وقد اغْبَثَّ كاحْمَرَّ اغْبِثَاثاً.


(١) اللسان: الغيثة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: قوله بالإيقاف يقرأ بتسهيل الهمزة للوزن» وفي الصحاح: أفقرنه بدل «أقفرنه».

(٣) الأصل: «علي ما» وما هنا عزل.