تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أتم]:

صفحة 4 - الجزء 16

  نَيْسابُورِيُّ نُسِبَ إلى عَمَلِه، مَاتَ ببَغْدادَ سَنَة ثلثمائة وإحْدى وسَبْعِين.

  [أتم]: الأتْمُ في السِّقاءِ: أَنْ تَنْفَتِقَ خُرْزَتانِ فَتَصيرانِ واحِدَةً، هذا هو الأصْلُ.

  والأَتْمُ: القَطْعُ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.

  والأَتْمُ: الإقامَةُ بالمكانِ. وقد أَتَمَّ بالمَكانِ إذا أَقامَ به كأَتَنَّ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  والأَتْمُ: بالتَّحريكِ: الإِبْطاءُ، يقالُ: ما في سَيْرِه أَتَمٌ أَي إِبْطاءٌ، وكَذلِكَ: ما في سَيْرِه يَتَمٌ.

  والأُتْمُ، بالضم، وقالَ أَبو حَنيفَة بضَمَّتَيْنِ: زَيْتونُ البَرِّ ينبُتُ بالسَّراةِ في الجِبالِ، وهو عِظَام لا تَحْمِل، واحِدَتُه أُتُمة.

  وقيلَ: هو لُغَةٌ في العُتْمِ، بالعَيْنِ كما سَيَأْتي.

  والَأُتُومُ، كصَبُورٍ: الصَّغيرَةُ الفَرْجِ.

  وأَيْضاً: المُفاضَةُ، هكذا في سائِرِ النسخِ وهو غَلَطٌ، والصَّوابُ: المُفضاةُ كما هو نصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ.

  قالَ: وأَصْلُه في السِّقاءِ: تَنْفَتِقُ خُرْزَتانِ فَيَصِيْران واحِدَةً، وقالَ:

  أنا ابنَ نخَّاسِيَّة أَتُومِ⁣(⁣١)

  وفي المُحْكَمِ: الَأَتُومُ مِن النِّساءِ التي الْتَقَى مَسْلَكاها عنْدَ الافْتِضاضِ، وهي المُفْضاة، وأَصْلُه أَتَمَ يَأْتِمُ إذا جَمَعَ بينَ شَيْئَيْن.

  وقوْلُه: ضِدُّ ظاهِرٌ، لأنَّ المُفضاة مِن شأْنِها سعَةِ الفَرْج وكبْرِه واتِّصالِهِ إلى المَسْلك الثاني وصغر الفَرْج بخِلافِ ذلِكَ فظَهَرَ التَّنافي بينهما، فلا يردُّ عليه قَوْل مَن قالَ لا يَظْهَر وَجْه الضِدِّيَّة لانه لا تَنافِي بينَ صغَرِ الفَرْج والإفْضاء إذ يَجْتَمِعان فلا مُضادَّة.

  ورَدَّه شيْخُنا فقالَ: هذا عَجِيبٌ وصَحَّح نسخة المُفاضَة وفسَّرَها بضخمةِ البَطْنِ، ثم قالَ: نعم تضادُّ ضَخَامَة البَطْن وصغَرِ الفَرْج محلُّ تأَمُّلٍ.

  وقد آتَمَها إيتاماً، بالمدِّ، وأتمَّها تَأْتِيماً جَعَلَها أَتُوماً، كما في العُبابِ. والمَأْتَمُ، كَمَقْعَدٍ: كُلُّ مُجْتَمعٍ مِن رِجالٍ أَو نِساءٍ في حُزْنٍ أَو فَرَحٍ، قالَ:

  حتى تَراهُنَّ لَدَيْهِ قُيّماً ... كما تَرى حَوْلَ الَأمِير المَأْتَما⁣(⁣٢)

  فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالَةَ، أَو خاصُّ بالنِّساءِ يَجْتَمِعنَ في حُزْنٍ أَو فَرَحٍ، أَو خاصُّ بالشَّوابِّ منهنَّ لا غَيْر.

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ كَذلِكَ.

  وفي الصِّحاحِ: المَأْتَمُ عنْدَ العَرَبِ النِّساء يَجْتَمِعنَ في الخَيْرِ والشَّرِّ قالَ أَبو عطاء السِّنْديّ:

  عَشِيَّة قام النائحاتُ وشُقِّقت ... جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ⁣(⁣٣)

  أَي بأَيْدي نِساءٍ، وقالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:

  وَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ ... نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ⁣(⁣٤)

  يُريدُ في نِساءٍ أَيّ نِساءٍ والجَمْعُ المَآتِمُ، وعنْدَ العامَّةِ المُصِيْبة، يقُولونُ: كنَّا في مَأْتَمِ فلانٍ، والصَّوابُ أَنْ يقالَ: كنَّا في مَناحَةِ فلانٍ انتَهَى.

  قالَ أَبو بكْر: والعامَّةُ تَغْلطَ فتظنُّ أَنَّ المأْتَمَ النّوْح والنِّياحَة والمَأْتَمُ: النِّساءُ المُجْتَمعات في فَرَح أو حُزْن وأَنْشَدَ بَيْتَ أَبي عَطاء السِّنْديِ، قالَ: وكان فَصِيحاً.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: لا يَمْتَنِع أَنْ يقَعَ المَأْتَم بمعْنَى المَناحَةِ والحُزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لَأنَّ النِّساءَ لذلِكَ اجْتَمَعْنَ، والحُزْنُ هو السَّبَبُ الجامِعُ، وعلى ذلِكَ قَوْلُ التِّيْميّ في مَنْصورِ بنِ زِيادٍ:

  والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ ... في كلّ دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ⁣(⁣٥)

  وقالَ آخَرُ:


(١) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٤) اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٤٨.

(٥) اللسان.