تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طبق]:

صفحة 282 - الجزء 13

  والضِّياق، كَكِتابٍ كذا في سائر النُّسَخِ، وفي المُحِيط: المِضْياق⁣(⁣١): دُرْجَةٌ من خِرَقٍ وطِيبٍ تَسْتَضِيقُ بها المَرْأَةُ.

  وفي الأَساس: والمرأَة تَسْتَضِيق بالأَدْوِيةِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الضَّيْقَة، بالفَتْح: تأْنِيثُ الضَّيْق المُخَفَّفِ، ومنه قَولُ الشَّاعر:

  دُرْنا ودَارَتْ بَكْرةٌ نَخِيسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ

  وقد ضاقَ عنكَ الشَّيءُ. يُقالُ لا يسَعُنِي شَيْء ويَضِيقُ عنك، أَي: بل من وَسِعَنِي وَسِعَكَ.

  و {ضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً}. أَي: ضاقَت حِيلَتُه ومَذْهَبُه، والمعنَى ضاقَ ذَرْعُه به، فلما حُوِّلَ الفِعلُ، خَرَج قولُه ذَرْعاً مُفَسِّراً، والضَّاقة: جمع الضّائِق، ومنه قولُ زُهَيْرٍ:

  يَكْرَهُها الجُبَناءُ الضَّاقَةُ العَطَنِ⁣(⁣٢)

  والضَّيَق، مُحرَّكَة: الشَّكُّ، قال: وهو بالفَتْحِ بهذا المَعْنَى أَكْثَرُ. وقد ذَكَره المُصَنِّفُ.

  وجمع المَضِيقِ: المَضايِق.

  وضاقَت بهِ الأَرضُ. قال عَمْرُو بنُ الأَهْتَمِ:

  لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأَهلِها ... ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضِيقُ

  وتَضايَق القومُ: إِذا لم يَتَوَسَّعُوا في خُلُقٍ أَو مَكان.

  وتَضايَق به الأَمرُ، أَي: ضاقَ عَلَيه، وهو مجازٌ، وله نَفْسٌ ضَيِّقَة.

  وضَيَّق على فُلان.

  وأَمْرٌ مُضيَّق.

  وقَولُه تَعالَى: {وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ}⁣(⁣٣) يَنطوِي على تَضْيِيقِ النَّفَقَة، وتَضْيِيق الصَّدْرِ⁣(⁣٤).

فصل الطاء مع القاف

  [طبق]: الطَّبَق، مُحَرَّكَةً: غِطاءُ كُلِّ شَيْءٍ لازِمٌ عليه، يُقالُ: وَضَع الطَّبَقَ على الحُبِّ، وهو قِناعُه ج: أَطْباقُ، وأَطْبِقَةٌ. الأَخير غَرِيبٌ لم أَجِدْه في أُمَّهاتِ اللّغَةِ، ولعَلَّ الصوابَ: وأَطْبَقَهُ وطَبَّقَه تَطْبِيقاً: غَطّاه فانْطَبَق وقد يُقالُ: لو كانَ كذا ما احْتاج إِلى إِعادَة قَوْله: وأَطْبَقَه فتَطَبَّقَ إِلَّا أَنْ يُقالَ: إِنَّه إِنّما أَعادَه ليُعْلَم أَن الانْطِباق مُطاوِعُ الإِطْباق والتَّطْبِيق، والتَّطبُّق مطاوع الإِطْباقِ وَحْدَه، وفيه تَأَمُّلٌ. ومنه قولُهم: لو تَطَبَّقَت السمّاءُ على الأَرضِ ما فَعَلتُ كذا.

  والطَّبَقُ أَيضاً من كُلِّ شيءٍ: ما سَاوَاه والجَمْعُ أَطْباقٌ.

  وقولُه:

  ولَيْلةٍ ذاتِ جَهامٍ أَطْباقْ

  مَعْناه أَنَّ بَعضَه طَبَقٌ لبَعْض، أَي: مُساوٍ له، وجَمَع لأَنّه عَنَى الجِنْسَ، وقد يَجوزُ أَن يَكونَ من نَعتِ اللَّيْلةِ، أَي: بَعضُ ظُلَمِها مُساو لبَعْضٍ، فيكون كجُبَّةٍ أَخْلاقٍ، ونَحْوِها.

  وقَدْ طَابَقَه مُطابَقَة وطِباقاً: وافَقَه وسَاواه.

  والطَّبَقُ: وَجْهُ الأَرْضِ وهو مَجازٌ.

  والطَّبَقُ: الذي يُؤْكَل عليه وفيه، وأَيضاً لِمَا تُوضَع عليه الفَواكِهُ كما في المُفْرداتِ.

  ومن المَجازِ: الطَّبَق: القَرْن: من الزَّمانِ. ومنه قَولُ، العَبّاسِ ¥ يمدحُ النبيَّ :

  تُنْقَل من صَالَبٍ إِلى رَحِمٍ ... إِذا مَضَى عالَمٌ بدَا طَبَقُ⁣(⁣٥)

  أَي: إِذا مَضَى قَرْنٌ بَدَا قَرْنٌ. وقِيلَ للقَرْن: طَبَقٌ؛ لأَنَّهم طَبَقٌ للأَرضِ، ثم ينْقَرِضونَ، ويَأْتي طَبَقٌ آخرُ.

  وقالَ ابنُ عَرفةَ: يُقالُ: مَضَى طَبَقٌ، وجاءَ طَبَق، أَي: مَضَى عالَمٌ وجاءَ عالَمٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعَرابِيِّ: الطَّبَقُ: الأُمَّة بعدَ الأُمَّة. أَو الطَّبَقُ:


(١) في التكملة: الميضاق.

(٢) في شرح ديوانه شرح ثعلب ص ١٢٠ وصدره فيه:

وحَبسُه نَفسَه في كل منزلةٍ

وليس في ديوانه ط بيروت.

(٣) سورة الطلاق الآية ٦.

(٤) قاله في المفردات.

(٥) المعاني الكبير لابن قتيبة ص ٥٥٧ وعجزه في التهذيب.